صرخة بعد الأنفراجة

منذ 2017-07-30

نجاح الثورات العربية والتي تغير البيئة الاستراتيجية لمواجهة الصهاينة في فلسطين وفي العالم ومواجهة القوى الغربية الاستعمارية وميولها للهيمنة، تغييرا إيجابيا لصالح الأمة.. تحْضُر فيه الهوية الإسلامية ومنهج رب العالمين والإخلاص للأوطان والانتماء للأمة وتحرير الشعوب.

بعد النفراجة التي حدثت في المسجد الأقصى نذكر بأمور

 

1) هذا انجاز لا يُنكر.. وهو يحمل رسالة قدرية تقول (نعم يمكن) (نعم نستطيع) بإذن الله.

 

2) ونذكر أيضا أن هذا الإنجاز ليس إنجازا جذريا ولا نهائيا، وأن القدس لا زال محتلا وأن هذا الانجاز هو إنجاز جزئي مرحلي مؤقت، وأن العدو لن يتوقف عن حيله ومؤامراته.

 

3) لا توجد دولة أو كيان لا يخطط، بل كل دولة أو كيان عنده خطط وتصورات ونماذج ويحاول الوصول لإنجاحها.. ولكن.

 

4) (مما يجب معرفته أن اسرائيل لا تحقق شيئا عن مؤامرة بلا مقاومة، بل إنها تصنع على الأرض ما تسمح الظروف بفعله، ولو وجدت قوة لامتنعت ولو فوجئت بمقاومة لتراجعت.. لا تستسلموا لعنوان (مخططات اسرائيل).. لا توجد دولة بلا تخطيط وعمل، عدا دولنا المتخلفة وأنظمتنا المستبدة فتخطيطها على شعوبها.. أما مخططات اسرائيل والغرب فكم من مئات المخططات فشلت وتراجعت، المهم أن يجدوا على الأرض ما يحول دون مآربهم، وما يقلب الأمور على رؤوسهم.. أخيرا.. لا مقاومة ناجحة مع الصهاينة إلا إذا علمنا أن وجودنا مرهون بالنجاح والمقاومة اليوم، ولم نبْك على شيء.. أرض محروقة ومعركة وجود).

 

5) ونذكر أن (خطوات اليهود غير مرهونة بموقف الذئاب؛ بل مرهونة بتلك الحشود في شوارع الأقصى وإن قَلّت، ومرهونة بألا تثير بقية الشعوب على ذئابها.. ليس إلا.. كل خشية اليهود أن تتقلب الأحوال قَلْبة يتوارى فيها الذئاب ويتقدم شريف سياسي أو عسكري يرفض العمالة ويحترم الهوية ويحب الإسلام فيحيي في الشعوب إرادة ويسمح لإرادتها بالنمو، فتمتلك مقدراتها وترفض التبعية وتقرر طريقها.. هذه هي الخطوط الحُمر الحقيقية، وليس شيء آخر)..

 

6) المنطقي الآن أن الصهاينة سيفكرون في تسريع وتيرة تغيير ديمغرافية القدس وتفريغها من سكانها العرب والمسلمين، فالتخطيط المتوقع وهو دأبهم ـ وهو تخطيط للأسف جاد وذكي! في مقابل اهتراء العرب والمسلمين وصبيانية تفكيرهم وتفاهة تدبيرهم؛ فيخطط اليهود دائما لتغيير البيئة الاستراتيجية بحيث تقع القضية الفلسطينية والقدس، وقضية التيار الإسلامي، وقضية الشعوب وحريتها، في زحمة من الضعف والقوى المناوئة ومجاهل النسيان والبعد الجغرافي والتعري من القوة وتأليب معسكرات العداء، فيبقى الصهاينة في أمان ويبقون قضية بعيدة المنال (سوريا ـ اليمن ـ ليبيا ـ وبلادنا الحزينة).. لذلك فتفعيل ونجاح الثورات العربية والتي تغير البيئة الاستراتيجية لمواجهة الصهاينة في فلسطين وفي العالم ومواجهة القوى الغربية الاستعمارية وميولها للهيمنة، تغييرا إيجابيا لصالح الأمة.. تحْضُر فيه الهوية الإسلامية ومنهج رب العالمين والإخلاص للأوطان والانتماء للأمة وتحرير الشعوب.

 

هذا هو التغيير الجذري والحقيقي، وكل من يقف أمامه هو خائن وإن لبس عمامة أزهري، أو كاب عسكري، أو انتحل وصف إعلامي أو خبير استراتيجي، أو برزت زبيبة في جبهته، أو تدلت لحيته وارتفع كرشه وهفهفت غطرته.. فعندئذ هو يعمل لترسيخ وتجذير الوجود الصهيوني وتبعية الأمة وضياع وجودها وهويتها.. وذلك حينما يرسخ وجود العلمانية والاستبداد والتبعية والعمالة مهتما بجزئيات الأمور تاركا كبارها، مركّعا للشعوب لطاعة جزاريها..

 

لا بد أن يكون عمل المسلمين عملا جذريا يصلح البيئة الاستراتيجية ويعود للهوية ويتصالح مع الشعوب ويتضامن معهم ويتبنى قضاياهم ويتكلم بنبضهم.. ويصحح التاريخ.

 

والله العاصم والمعين، وعليه التكلان سبحانه.

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 2
  • 0
  • 3,272

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً