الإحياء والمقاومة..
ولا بد في كل الأحوال من الحفاظ على مقدرات الأمة، ووحدة كل بلد مسلم، ومنع التفتيت، ومنع نفاذ مؤامرات العدو.. ولا بد من عدم الارتهان للغير وعدم تضييع ديمغرافيا المسلمين والسنة.
تساءل بعض إخواننا عن الإحياء والمقاومة، ومتى يكون أحدهما ومتى يكون الآخر..
والإجابة هي أن عملية البعث والإحياء الإسلامي ليس أحد الاختيارات، بل هو أمر ضروري للأمة للخروج من الأزمة التاريخية والتخلف الذي تعيشه والتبعية التي تغرق فيها.. فهو عملية مطلوبة ومستمرة قبل التمكين وبعده، حتى تستقر الأمة في خطها العام وتستقر مؤسساتها على القيام بأمر الله تعالى وتحقيق فرائضه ومقاصد شريعته سبحانه. فليست هنا قسمة واختيارات؛ بل هي عملية أساسية، قد ترافقها المقاومة ضد عدو محتل كفلسطين وغيرها، وقد يرافقها نضال سياسي في بلد آخر، بحسب الحال في كل بلد مسلم.
ولا بد في كل الأحوال من الحفاظ على مقدرات الأمة، ووحدة كل بلد مسلم، ومنع التفتيت، ومنع نفاذ مؤامرات العدو.. ولا بد من عدم الارتهان للغير وعدم تضييع ديمغرافيا المسلمين والسنة.. وأن تصب كل الجهود بإيجابية نحو الأمة لا تؤخرها ولا تهدر مقدراتها ولا تخرج منها أضعف، ولا تنحسر منها أهون، ولا تقع في الشَرَك والفخاخ المنصوبة..
كما يجب أن يكون هناك تلاحم مع الأمة، والصبر عليها، وعدم اعتساف خطواتها، والرحمة بها، وعدم الاستعلاء عليها، وعدم ثقل اليد أو اللسان عليها..
لا بد للمسلمين أن يعرفوا أنهم جزء من الأمة يسعون في الظهور بها لا الظهور عليها، إلى إعلائها لا العلو عليها..
ولكل مرابط وداعية، ومجاهد ومناضل، وأسير ومطارَد، كلٌ في محله؛ له التقدير وعليه السلام وله الدعاء، ونرجو لهم جميعا القبولَ من رب العالمين وبركةَ العمل ونجاحَ المقصد وبلوغَ الهدف وتهيئةَ الأسباب.. إنه سبحانه هو الخلاق العليم، والبر الرحيم..
والله تعالى أعلم، وهو العاصم سبحانه والموفق للخير
- التصنيف: