الطائفة المنصورة: وتأملات ما قبل المراجعات
عبد العزيز مصطفى كامل
التفكر في أحاديث هذه (الطائفة المنصورة) فريضة من فرائض الوقت.. وواجب من واجبات المرحلة.. ليرى الإسلاميون اليوم أين موقعهم منها، وليصححوا مسيرتهم في ضوء صفاتها.. ويقوَّموا أحوالهم وفق خصائصها.. وإلا.. فالبون سيظل واسعًا.. والطريق سيكون طويلًا..
- التصنيفات: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - قضايا إسلامية -
إذا كانت أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- هي خير أمة أخرجت للناس؛ وإذا كان أهل السنة والجماعة هم خير فِرَقها؛ فإن (الطائفة المنصورة) التي تواترت بشأنها الأحاديث؛ هم خاصة أهل السنة وخُلاصتهم، ولهذه الطائفة التي لن يخلو منها زمان، صفات تمثل مؤهلات نصر ومسوغات تمكين، وهي في النهاية تكاليفٌ من أخذ الدين بقوة؛ وأمور تُمتثل شرعًا، ولا يُنتظر ظهورها على سبيل التمني قدرًا، وصفات تلك الطائفة تمثل خطوطًا وخطوات (شرعية).. نعم شرعية؛ لتصحيح المسار المؤهِل لتحقيق النصر والعزة للمسلمين.
وتستفاد خصائص الطائفة المنصورة وصفاتها من الأحاديث الصحيحة الصريحة الواردة بشأنها، ومن آيات وأحاديث أخرى أشارت إليها وفُسرت بها، وهي كلمات وحي أوحى الله بها إلى نبيه الذي لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم- ولهذا فهي جديرة بالتأمل والتفكر، واستخراج الفوائد والفرائد والعبر.. وهذه الأحاديث أرجو.. ثم أرجو؛ ألا يمر عليها القارئ مرورًا عابرًا، بل يجتهد في استخراج الصفات المطلوبة للنصر منها ومن غيرها، عساه ينال شرف الانتساب لها، والنصح للأمة بنشرها..
ومن هذه الأحاديث:
* قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك» (متفق عليه)..
* وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تَزالُ طائِفةٌ من أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ ظاهِرينَ إلى يومِ القيامَةِ. قال، فيَنْزِلُ عيسَى ابنُ مَريَمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقولُ أميرُهُم: تَعالَ صَلِّ لنا. فيقول: لا. إن بَعضَكُم علَى بعضٍ أُمَراءُ. تَكرِمَةَ اللهِ هذه الأُمَّةَ» (رواه مسلم)..
* وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَن يَبرحَ هذا الدِّينُ قائمًا، يُقاتلُ عليهِ عِصابةٌ منَ المُسلِمينَ، حتَّى تقومَ السَّاعةُ» (رواه مسلم).
* وقوله صلى الله عليه وآلة وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال» (رواه أبو داود وصححه الألباني)..
* وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما أخافُ علَى أمَّتي الأئمَّةَ المضلِّينَ. ولا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي علَى الحقِّ ظاهرينَ لا يضرُّهم من خذلُهم حتَّى يأتيَ أمرُ اللَّهِ» (رواه الترمذي وصححه)..
* وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يزالُ من أمَّتي أمةٌ يقاتِلونَ على الحقِّ، ويزيغُ اللَّهُ لَهم قُلوبَ أقوامٍ، ويرزقُهم منْهم حتَّى تقومَ السَّاعةُ وحتَّى يأتِيَ وعدُ اللَّهِ» (رواه النسائي وصححه الألباني)..
* وقوله صلى الله عليه وآلة وسلم: «لا تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحقِّ لعدوِّهم قاهرين لا يضرُّهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأْواءَ فهُم كالإناءِ بين الأَكَلةِ حتى يأتيَهم أمرُ اللهِ وهم كذلك قالوا يا رسولَ الله وأين هم قال ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدسِ» (رواه ابن جرير الطبري بإسناد صحيح)..
* وقوله صلى الله عليه وآلة وسلم: «لا تزال عصابةٌ من أمَّتي يُقاتِلونَ على أبوابِ دِمَشْقَ وما حولَه وعلى أبوابِ بيتِ المقدسِ وما حولَه، لا يضرُّهم خِذلانُ مَن خذَلهم ظاهِرينَ على الحقِّ إلى أن تقومَ السَّاعةُ» (رواه الطبراني والهيثمي وصححه)..
* وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يزالُ اللَّهُ يغرسُ في هذا الدِّينِ غرسًا يستعملُهم في طاعتِه» (رواه ابن ماجه وصححه الألباني)..
التفكر في أحاديث هذه (الطائفة المنصورة) فريضة من فرائض الوقت.. وواجب من واجبات المرحلة.. ليرى الإسلاميون اليوم أين موقعهم منها، وليصححوا مسيرتهم في ضوء صفاتها.. ويقوَّموا أحوالهم وفق خصائصها.. وإلا.. فالبون سيظل واسعًا.. والطريق سيكون طويلًا..
وللحديث بقية..