مع القرآن - وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا

منذ 2017-08-18

فرعون و هامان و قارون و أتباعهم قوم نوح و غرقاهم عاد و ثمود أهل القوة و العناد و مآلهم و غيرهم قرون عديدة و أمم متتابعة أهلك الله أعداءه منهم و لو طالت بهم المدة و ظنوا أنهم من الله في مأمن .

يعظ سبحانه و تعالى عباده و يضرب لهم الأمثال و يريهم أيام الغابرين حتى يفيقوا و يعلموا مصير المكذبين المعاندين لأمر الله المعادين لرسالاته المتكاسلين عن قبول الوحي و العمل به و تطبيقه و الدعوة إليه .

فرعون و هامان و قارون و أتباعهم

قوم نوح و غرقاهم

عاد و ثمود أهل القوة و العناد و مآلهم

و غيرهم قرون عديدة و أمم متتابعة أهلك الله أعداءه منهم و لو طالت بهم المدة و ظنوا أنهم من الله في مأمن .

رحلوا و تركوا آثار التدمير خلفهم دالة على قبح أفعالهم و شدة عقاب الله لهم بعدما أمهلهم و أمهلهم و لعذاب الآخرة أشد .

 { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا * فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا * وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا * وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا * وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا * وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا } [ الفرقان 35 - 40]

قال السعدي في تفسيره :

أشار تعالى إلى هذه القصص وقد بسطها في آيات أخر ليحذر المخاطبين من استمرارهم على تكذيب رسولهم فيصيبهم ما أصاب هؤلاء الأمم الذين قريبا منهم ويعرفون قصصهم بما استفاض واشتهر عنهم.

ومنهم من يرون آثارهم عيانا كقوم صالح في الحجر وكالقرية التي أمطرت مطر السوء بحجارة من سجيل يمرون عليهم مصبحين وبالليل في أسفارهم، فإن أولئك الأمم ليسوا شرا منهم ورسلهم ليسوا خيرا من رسول هؤلاء { أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ } ولكن الذي منع هؤلاء من الإيمان -مع ما شاهدوا من الآيات- أنهم كانوا لا يرجون بعثا ولا نشورا، فلا يرجون لقاء ربهم ولا يخشون نكاله فلذلك استمروا على عنادهم، وإلا فقد جاءهم من الآيات ما لا يبقي معه شك ولا شبهة ولا إشكال ولا ارتياب.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 2
  • 0
  • 8,634
المقال السابق
الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ
المقال التالي
وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً