خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا

خلق سبحانه  البشر من الماء و سواهم فأحسن خلقهم و أكرمهم عن سائر مخلوقاته بنعم جمة , و اصطفى منهم الرسل و الأنبياء و الصالحين و الأولياء , كما  أخرج من أصلابهم الكفار و الأشقياء ممن بارزوه و يبارزونه بنعمه ليل نهار حتى أن بعضهم ادعى أنه الخالق القهار .

فسبحان الله في عظمته و سبحانه في حلمه و علمه و إمهاله لخلقه مع قدرته عليهم .

 { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا } [ الفرقان 54]

 قال السعدي في تفسيره :

أي: وهو الله وحده لا شريك له الذي خلق الآدمي من ماء مهين، ثم نشر منه ذرية كثيرة وجعلهم أنسابا وأصهارا متفرقين ومجتمعين، والمادة كلها من ذلك الماء المهين، فهذا يدل على كمال اقتداره لقوله: { وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا } ويدل على أن عبادته هي الحق وعبادة غيره باطلة.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن