(5) يزعمون الإيمان ويتحاكمون الي الطاغوت
محمد علي يوسف
يزعمون الإيمان ثم يتحاكمون إلى ضده ما قيمة الإصرار على تلك الدعوى بعد ذلك ما قيمة زعم انتفاء النفاق مع حرص أولئك النافين أن يتحاكموا إلى الطاغوت مثلا أو يرفضوا شرع الله معرضين عنه رغم ادعائهم السابق أنهم مؤمنون..
- التصنيفات: التصنيف العام -
وليس انتفاء النفاق أو ترسخ الإيمان بمجرد الزعم أو الادعاء لقد جعل الله لذلك علامات يُعرف من خلالها صدق الزعم من عدمه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا} [النساء: 60].
تأمل هذا المشهد جيدا:
يزعمون الإيمان ثم يتحاكمون إلى ضده ما قيمة الإصرار على تلك الدعوى بعد ذلك ما قيمة زعم انتفاء النفاق مع حرص أولئك النافين أن يتحاكموا إلى الطاغوت مثلا أو يرفضوا شرع الله معرضين عنه رغم ادعائهم السابق أنهم مؤمنون..
لقد جعل الله من خصائص هؤلاء ومن العلامات التي تفضح حقيقة نفاقهم وكذب دعواهم وبطلان مزاعمهم أنهم إذا دعوا إلى ما أنزل الله نفروا عنه بل ونفَّروا الخلق وصدوهم عنه {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا}[النساء: 61] ثم تراهم يأتون عند الحاجة وبعد الكرب الذي أصابهم بما قدمت أيديهم محملين بمزاعمهم وادعاءاتهم من جديد مكللين إياها بالحلف الكاذب أنهم ما كانوا يريدون إلا خيرًا بصدهم عما أنزل الله {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}[النساء: 62].
وفي هؤلاء الكذابين يقول الحق جل شأنه:
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا}[النساء: 63].