المنافقون - (7) خصال النفاق الاربع
نقض العهد وإخلاف الوعد تباين آخر بين ظاهر عَلَته الثقة المتبادلة وزينته تأكيدات الوفاء ثم نقض ذلك كله بعد حين لتظهر حقيقة الغدر التي كانت تحت السطح تنتظر اللحظة المناسبة لتنضح.. وخيانة الأمانة لا تختلف عما سبق من اطمئنان صاحبها لظاهر المنافق الباعث للثقة التي لم تلبث كثيرا قبل أن تتحطم على صخرة الواقع الذي يعز فيه الأمين..
ولو تأملت كل خصلة من الخصال الأربعة للمنافق ستجد أصلها هذه الاختلاف العميق بين ظاهر المرء وباطنه ستجد الإضمار للسوء وإخفاء حقيقة الشر الذي تحويه النفس الكذب وهو إخبار بما يخالف الحقيقة إنه نموذج واضح لهذا التباين الذي نتحدث عنه ولذا قيل إنه إذا ذكر النفاق في موضع فيندر ألا يذكر معه الكذب..
ونقض العهد وإخلاف الوعد تباين آخر بين ظاهر عَلَته الثقة المتبادلة وزينته تأكيدات الوفاء ثم نقض ذلك كله بعد حين لتظهر حقيقة الغدر التي كانت تحت السطح تنتظر اللحظة المناسبة لتنضح..
وخيانة الأمانة لا تختلف عما سبق من اطمئنان صاحبها لظاهر المنافق الباعث للثقة التي لم تلبث كثيرا قبل أن تتحطم على صخرة الواقع الذي يعز فيه الأمين..
والفجور في الخصومة أيضا يعد من أبرز وجوه الاختلاف بين الحقيقة المبطنة وبين الواقع المصطنع تأمل حال الفاجر في الخصومة المنتهك لحرمات خصيمه المقطع لسائر أواصر الأخوة والمودة معه وقارنه بذي قبل قارنه بحاله حين كان على وفاق معه أو قبل أن تدب بينهما الخلافات ويظهر صدع الشقاق ويكأن الفاجر في الخصومة كان حينئذ شخصا آخر أو في الحقيقة كان يظهر أنه شخص آخر ثم عند المحك ظهر الحق وبدى فجوره الذي كان بدوره ينتظر اللحظة المناسبة ليطفح مدمرا أي شرف في الخصومة..
وكما أسلفت فإن كل تلك الخصال يربط بينها وبين بعضها البعض رابط التباين بين الظاهر والباطن لكن ما الذي يفضح وجود هذا التباين ويظهر حقيقة النفاق تلك؟
أرى أن العامل المشترك الذي أدى لخروج الحقائق إلى السطح يتلخص في كلمة واحدة هي أصل النفاق الأهم وباعثه المصلحة تلك التي لولاها ما اضطر المنافق أصلا أن يكون منافقا ما اضطر أن يكذب من البداية أن يعاهد أو يعد في أول الأمر ثم يخون ويغدر ويخلف في آخره ما اضطر لأن يخفي أضغانه ويدفن عداوته وفجور خصومته ابتداءً ثم يظهرها انتهاءً لكان لديه من الشرف ما يؤهله لدركة أهون من دركته يرافق فيها الكافر الصريح الذي أبى أن يخفي حقيقته لكنها المصلحة..
لأجل ذلك لم يعرف لهذا الصنف وجود في مكة لم نره في شِعب أبي طالب ولم نشهده في عام الحزن ولم نلتق به محافل الاستضعاف لم يُر المنافقون ولم يُعرفوا إلا بعد أن قويت الشوكة وظهرت الدولة وصار للمؤمنين منعة وغلبة أو بالاصطلاح المعاصر حين جاءت المصالح عندئذ جاء المنافقون وعندئذ كذبوا وأظهروا ما لم يبطنوا لأجلها فقط لأجل مصالحهم.
- التصنيف: