عن إبراهيم وآل إبراهيم.. (3)
لن تجد مثل الإخلاص والإمتثال يبقيان لك ويُبقي الله تعالى لك الأثر كما شاء، وبحسب الإخلاص، وبحسب حكمة الله الحميد المجيد.. على خطى إبراهيم وآل إبراهيم
أنت مؤثر شئت أم أبيت:
تذكر أن أن إبراهيم وآل إبراهيم أصبحت طاعتهم وامتثالهم نُسُكا تقوم به ملايين المؤمنين أجيالا بعد أجيال..
تذكر أن إبراهيم وزوجه امتثلا أمر الله، تذكر أنه قد امتثلت زوجه المؤمنة أمر ربها وصبرت عليه، ووثقت فيه وتوكلت عليه وأحسنت الظن به، وسعت بقدر طاقتها.. فأبقى الله تعالى خطواتها نُسُكا الى يوم القيامة تطأ ملايين وملايين الأقدام أثَر خطواتها، ساعين حذو سعيها، راجين عتق نفوسهم والنجاة بها..
وصار نُسك ابراهيم وفداؤه نسكا الى يوم القيامة..
لم تكن هذه المؤمنة تعرف أثر سعيها يوما في صحراء خاليه فنقل الله سعيها الى العالمين.. ولم يكن إبراهيم يعلم أن تسليمه وابنه وفداءهما يأمر الله تعالى العالمين أن يتبعوه ويمتثلوه..
الإنسان مؤثر بطبيعته شاء أم أبى..
يؤثر في ظهر الأرض بوطئه وحركته، ويؤثر في نفوس الناس قولا وفعلا، حُسْنا وسوءا.. ولهذا قرر تعالى أنه يكتب للعبد العمل وأثره {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} وهي تشمل كتابة الأثر المادي كوقْع الخطوات، ويشمل أثرَه في النفوس ودوامَ تأثيره بعده في أعمال الناس وأوضاع الحياة..
إنك تترك انطباعا في كل من رآك أو سمعك أو تعامل معك، تترك أثرا في والديك وإخوتك، وزوجك وولدك، وجيرانك وزملائك..
فإذا كنت مدعيا للإلتزام نظرت اليك العيون نظرة أخرى فراقب الناس أحوالك للدلالة على أن هناك من التزم أمر الله فيشجعهم أو يعلمهم أو يكون حجة عليهم..
أنت لا تدري الى ما ينتهي الأثر ولا متى ينتهي الأثر.. ولن تحصر النفوس التي تتأثر بك ولا تحدد كيف تتأثر بك..
وإذا عمل الإنسان سرا فقد جاء في الحديث أن الله تعالى يُخرج عمله للناس كائنا ما كان سره، وقال عن بعض الصحابة أن الله تعالى يُلبس الرجل جلباب عمله ولو كان سرا، إن كان خيرا فخير وإن كا شرا فشر، وأن عمله يبدو على صفحات وجهه وفلتات لسانه.
قد يموت رجل سوء ويبقى أثره السيء في النفوس فبرغم موته لا يُغلق كتاب سيئاته..! ولهذا قال السلف (طوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه).
وقد يرحل رجل خير فيبقى كتاب حسناته ـ من قول وعمل وأثر وصلة ـ لا يغلق رغم موته.
لن تجد مثل الإخلاص والإمتثال يبقيان لك ويُبقي الله تعالى لك الأثر كما شاء، وبحسب الإخلاص، وبحسب حكمة الله الحميد المجيد.. على خطى إبراهيم وآل إبراهيم
- التصنيف: