خواطر وهمسات من تجارب الحياة (8)
أيمن الشعبان
الإخلاص دُرَّة قلوب المؤمنين.. وسلعة المتقين.. وتجارة الفائزين.. وغنيمة المُخبتين.. وطريق الصالحين.. وثمرة العارفين.. وخلاصة الربَّانيين.
- التصنيفات: التصنيف العام - تزكية النفس - قضايا إسلامية معاصرة - أعمال القلوب -
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذه همسات وتغريدات قصيرة.. خواطر ووقفات سريعة.. برقيات عاجلة؛ جمعتها من صفحاتي في مواقع التواصل، مستقاة من تجارب الحياة، المليئة بالدروس والفوائد والعبر، في مجالات متعددة، وأحوال متنوعة، وبيئات مختلفة، وكما يقال: الذهب يُمتَحَن بالنار والرجال بالتجارب.
نصيحة مُحب لكثير من الحجاج والمعتمرين أسأل الله لهم القبول والأجر والمثوبة: أنتم في هذه الأيام اختاركم الله لأداء ركن عظيم من أركان الإسلام وعبادات جليلة، ولا تُقبل الأعمال والطاعات إلا إذا كانت خالصة لوجه الله ولا يبتغى منها شيء لا سمعة ولا رياء ولا شهرة ولا طلب الثناء والمحمدة.
فإياكم ثم إياكم التقاط الصور في ملابس الإحرام أو في المسجد الحرام وأنتم تؤدون الطواف والصلاة والسعي فهذا مزلق خطير والقلوب تتقلب بين أصبعين من أصابع الرحمن والنفس لها حظوظ مهلكة - عياذا بالله- فالحذر الحذر من هذه الظاهرة أو نشر أي شيء يتعلق بتلك المناسك في مواقع التواصل حفاظا على أعمالكم.
يقول ابن القيم: العمل من غير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملئ جرابه رملا يثقله ولا ينفعه. أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم سائر الطاعات.
الإخلاص دُرَّة قلوب المؤمنين.. وسلعة المتقين.. وتجارة الفائزين.. وغنيمة المُخبتين.. وطريق الصالحين.. وثمرة العارفين.. وخلاصة الربَّانيين.
قال في الحكم: لا تصحب من لا ينهضك حاله، ولا يدلك على الله مقاله.
قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَحبَّ لله، وأبْغَضَ لله، وأعْطَى لله، ومَنَع لله؛ فقدِ اسْتَكْمَل الإِيْمانَ». (صحيح الترغيب برقم 3029).
فليراجع حساباته كل من بنى علاقته مع الآخرين على أساس: الجنسية أو القومية أو الوجاهة والمحسوبية أو المصلحة الشخصية الضيقة أو المنفعة المادية أو المظاهر الزائلة!
فما كان لله دام واتصل.. وما كان لغيره انقطع وانفصل.
الذي يبني علاقاته مع الآخرين على المصلحة النفعية الفردية المحضة، " كالأرملة السوداء " من أنثى العنكبوت التي لا تلتقي به إلا عند التزاوج( عند الحاجة) ثم تقتله عند انتهاء عملية التلقيح (المصلحة )!! {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} .
فتلك أخبث وأنتن وأوهن علاقة - عياذا بالله -.
قال شيخ الإسلام: القلوب الصادقة والأدعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب والجند الذي لا يُخذل. مجموع الفتاوى (28 / 644).
الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها؛ بل اجمعها وابن بها سلما تصعد به نحو النجاح.
كلمة جميلة لابن حبان رحمه الله في أهمية التواضع يقول: لو لم يكن في التواضع خَصلة تحمد إلا أن المرء كلما كثر تواضعه، ازداد بذلك رفعة، لكان الواجب عَلَيْهِ ألا يتزيا بغيره. روضة العقلاء.
أخطر تحدي يواجه قضيتنا الكبرى فلسطين غياب الوعي الشرعي التأصيلي وضعف الولاء والتعلق الإيماني تجاه المقدسات! وهذا يحتاج جهود توعوية جبارة وتوجيه مستمر.
قال بعض الحكماء: شر ما في الكريم أن يمنعك خيره، وخير ما في اللئيم أن يكف عنك شره.
رُبَّ هَمٍّ أنجى قوم.. ورُبَّ هِمَّةٍ أحيت أُمَّة {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } [النمل:18].
لا تستقل وتستهين بقدراتك، ولا تقل لا فائدة وماذا أفعل وليس بيدي شيء!! فقد تَنصر الأمة بكلمة أو مشورة أو فكرة أو موقف وأضعف ذلك أن تخلص في عباداتك.
الأمة فيها خير لكن تحتاج لمن يوجه ويضحي ويبذل ما بوسعه لاستخراج مكنون الأمة من الخير، يقول عليه الصلاة والسلام: «مَثلُ أمَّتي مَثلُ المطرِ لا يُدرَى أوَّلُهُ خيرٌ أم آخرُهُ». (صحيح سنن الترمذي برقم 6241).