مع القرآن - لَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ
{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } [النمل 70-72]
المكر السيء يعود على أهله بالخسران
العداء للرسالة و للربانيين من حامليها عبر التاريخ لم يعد على أهله إلا بالوبال , فمن عادى لله ولياً فقد آذنه بالحرب.
لذا أوصى الله تعالى رسوله و معه صالحي أمته بعدم الحزن على مكر الماكرين و معاندة المعاندين , وعدم التأثر بحججهم الواهية و أكاذيبهم المنتشرة و التي منها استعجالهم العذاب , و هم لا يدرون بسبب جهلهم أن لعذابهم موعد محدد و أنما هم فيه هو مجرد إمهال و فرصة عسى أن يعودوا و يتوبوا قبل أن يأخذهم فلا يفلتهم .
{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } [النمل 70-72]
قال السعدي في تفسيره :
أي: لا تحزن يا محمد على هؤلاء المكذبين وعدم إيمانهم، فإنك لو علمت ما فيهم من الشر وأنهم لا يصلحون للخير، لم تأس ولم تحزن، ولا يضق صدرك ولا تقلق نفسك بمكرهم فإن مكرهم سيعود عاقبته عليهم، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} ويقول المكذبون بالمعاد وبالحق الذي جاء به الرسول مستعجلين للعذاب: {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
وهذا من سفاهة رأيهم وجهلهم فإن وقوعه ووقته قد أجله الله بأجله وقدره بقدر، فلا يدل عدم استعجاله على بعض مطلوبهم.
ولكن -مع هذا- قال تعالى محذرا لهم وقوع ما استعجلوه: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ} أي: قرب منكم وأوشك أن يقع بكم {بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ} من العذاب.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: