أثر عمر رضي الله عنه في استخلاف من بعده

منذ 2017-10-15

عدم استخلاف عمر وجعل أمر ذلك بين عبد الرحمن بن عوف وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاض يدل على فقهه العظيم حيث كان فضل أولئك الصحابة الأربعة يتقارب ولذلك لم يستخلف لأحد منهم بشخصه.

بسم الله الرحمن الرحيم


وقفات وتعليقات على أثر عمر رضي الله عنه في استخلاف من بعده

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدَّين:

عَن ابْن عمر، من رِوَايَة سَالم عَنهُ: دخلت على حَفْصَة ونوساتها تنطف فَقَالَت: أعلمت أَن أَبَاك غير مستخلفٍ؟ قلت: مَا كَانَ ليفعل. قَالَت: إِنَّه فَاعل. قَالَ: فَحَلَفت أَن ُأكَلِّمهُ فِي ذَلِك، فَسكت حَتَّى غَدَوْت، وَلم ُأكَلِّمهُ، فَكنت كَأَنَّمَا احْمِلْ بيميني جبلا، حَتَّى رجعت، فَدخلت عَلَيْهِ، فَسَأَلَنِي عَن حَال النَّاس وَأَنا أخبرهُ، قَالَ: ثمَّ قلت: إِنِّي سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ مقَالَة، فآليت أَن أقولها لَك: زَعَمُوا أَنَّك غير مستخلف، وَإنَّهُ لَو كَانَ لَك راعي إبلٍ أَو راعي غنمٍ ثمَّ جَاءَك وَتركهَا لرأيت أَن قد ضيع، فرعاية النَّاس أَشد. قَالَ: فوافقه قولي، فَوضع رَأسه سَاعَة ثمَّ رَفعه إِلَيّ فَقَالَ: إِن الله عز وَجل يحفظ دينه، وَإِنِّي لَا أستخلف فَإِن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] لم يسْتَخْلف، فَإِن أستخلف فَإِن أَبَا بكر قد اسْتخْلف. قَالَ: فوَاللَّه مَا هُوَ إِلَّا ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبا بكر، فَعلمت أَنه لم يكن ليعدل برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا، وَأَنه غير مستخلف.

وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة عُرْوَة بن الزبير عَن ابْن عمر بِمَعْنَاهُ فِي " الِاسْتِخْلَاف ". وَأَنه لما طعن عمر قيل لَهُ: لَو اسْتخْلفت. قَالَ: أتحمل أَمركُم حَيا وَمَيتًا، إِن أستخلف فقد اسْتخْلف من هُوَ خيرٌ مني: أَبُو بكر، وَإِن أترك فقد ترك من هُوَ خيرٌ مني: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وددت أَن حظي مِنْهَا الكفاف، لَا عَليّ وَلَا لي. قَالَ عبد الله: فَعلمت أَنه غير مستخلفٍ. فَقَالُوا: جَزَاك الله خيرا. فَقَالَ: راغبٌ، وراهب. متفق عليه ورحم الله البخاري ومسلم.

الوقفة والتعليق الأول: قوله: " فَحَلَفت أَن ُأكَلِّمهُ فِي ذَلِك، فَسكت حَتَّى غَدَوْت، وَلم أكَلِّمهُ، فَكنت كَأَنَّمَا احْمِلْ بيميني جبلا " هذا يدل على الهيبة العظيمة الذي كان يشعر به ابن عمر رضي الله عنه خصوصا والأمر في أمور حسَّاسة في سياسة البلاد أو في مصير الـأمة ولكنه مادام حلف بأن يكلمة فقد كلمه بحكمة بالغة كما يأتي بيانه قريباً.

الوقفة والتعليق الثاني: قوله:" فَسَأَلَنِي عَن حَال النَّاس وَأَنا أخبرهُ، " هذا الاستخبار في أحوال الناس يدل على المعايشة في واقع أحوال الناس حتى يبني على ذلك ما يبني من الآرارء أو ما يتخذه من القرارات لذلك على المفتي والقاضي بل والراعي لابد أن يكونونوا واقعيين ليبنوا على فتاويهم وأحكامهم وسياستهم بمتابعتهم أحداث الواقع الذي يعيشون فيه لا بمجرد تصورات قد تكون خاطئة أو غير موافقة للواقع على الأرض.

الوقفة والتعليق الثالث: " وَإنَّهُ لَو كَانَ لَك راعي إبلٍ أَو راعي غنمٍ ثمَّ جَاءَك وَتركهَا لرأيت أَن قد ضيع، فرعاية النَّاس أَشد."

أ – هذا الكلام من ابن عمر رضي الله عنه فيه حسن العرض للسؤال، وهذا أيضا - كما ترى - يدل على حصافة ابن عمررضي الله عنه حيث فكَّر ملياً كيف يقابل أباه مع عظم الموضوع المطروح الذي يريده للنقاش بينهما حتى كلمه بهذا الكلام الجميل المناسب الحلو للسمع أو للاستماع.

وأيضا من حصافته أنه نسب القول المطروح للنقاش إلى الناس ولم يتبناه هو لما علم من حدة والده ومع ذلك قد كان يؤيد هذا الرأي لكونه ضرب أروع المثال في هذا الأمر وأشار إليه.

ب- هذا فيه مثل عجيب، فضرب الأمثلة كما هو معلوم يوضح المراد في المقام ما لا يوضحه غيره من الأساليب المتنوعة، فشبَّه الغنم هنا بالرعية كما شبَّة الراعي براعي الغنم وشبَّه إضاعة الغنم بعدم الاستخلاف وترك الناس بلا أميرٍ مستخلَفٍ، وقوله فرعاية الناس أشد يدل على تأكيدٍ وتحريضٍ وتهييجٍ على أن يرضى بعمل الاستخلاف، بل هو تحليل جميل من ابن عمر رضي الله عنه فيما قد تكون حالة مصير الأمة الساسية في حياة بلا استخلاف بعد أبيه.

وقد علم بذلك ما حدث بعدما لحق رسول الله بالرفيق الأعلى أن الأنصار قد تجمعوا بالسقيفة بني الساعدية حينما رشحوا للخليفة لسعد بن عبادة وقالوا:منا ـأمير ومنكم أمير في حالة خطيرةٍ وفوضى سياسية حصلت بسبب ذلك لولا أن عناية الله ورحمته تداركتهم وحُسم الأمر بحمد لله بُيسر وسهولة بالغة.

ثم إن بعض الناس قال لَو مَاتَ عمر بَايَعت فلَانا فقام عمر رضي الله عنه خطيبا في الناس في دار الهجرة بالمدينة فقال:ثمَّ إِنَّه بَلغنِي أَن قَائِلا مِنْكُم يَقُول: وَالله لَو مَاتَ عمر بَايَعت فلَانا، فَلَا يغتر امْرُؤ أَن يَقُول: إِنَّمَا كَانَت بيعَة أبي بكر فلتةً وتمت، أَلا وَإِنَّهَا قد كَانَت كَذَلِك وَلَكِن الله وقى شَرها، وَلَيْسَ فِيكُم من تقطع فِيهِ الْأَعْنَاق مثل أبي بكر، قال الحافظ رحمه الله باختصار: " فالمراد بالفلتة ما وقع من مخالفة الانصار وما أرادوه من مبايعة سعد بن عبادة " وقد يكونهذا التفسير للكلمة ما فسره بقول عم رضي الله عنه بعد ذلك: ": وَإِنَّا وَالله مَا وجدنَا فِيمَا حَضَرنَا من أمرنَا أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إِن فارقنا الْقَوْم وَلم تكن بيعةٌ أَن يبايعوا رجلا مِنْهُم بَعدنَا، فإمَّا تابعناهم على مَا لَا نرضى، وَإِمَّا أَن نخالفهم فَيكون فسادٌ، فَمن بَايع رجلا على غير مشورةٍ من الْمُسلمين فَلَا يُتَابع هُوَ وَلَا الَّذِي بَايعه تغرة أَن يقتلا." ا.ه متفق عليه ورحم الله البخاري ومسلم.

قال الحافظ في فتح الباري رحمه الله: " قوله تغرة أن يقتلا بمثناة مفتوحة وغين معجمة مكسورة وراء ثقيلة بعدها هاء تأنيت أي حذرا من القتل وهو مصدر من أغررته تغريرا أو تغرة والمعنى أن من فعل ذلك فقد غرر بنفسه وصاحبه وعرضهما للقتل " ا.ه.

الوقفة والتعليق الرابع: قوله: " فَوضع رَأسه سَاعَة ثمَّ رَفعه إِلَيّ فَقَالَ: إِن الله عز وَجل يحفظ دينه، وَإِنِّي لا أستخلف فَإِن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] لم يسْتَخْلف، فَإِن أستخلف فَإِن أَبَا بكر قد اسْتخْلف."

وضع رَأسه سَاعَة ثمَّ رَفعه لكون الجواب في مثل هذا الأمر ليس بالأمر الهين، لذلك يستفاد منه التريث وعدم الاستعجال في الأمور العظام كهذه، ثم أنتج فكر الفاروق: إِن الله عز وَجل يحفظ دينه، وَأنَّه لَا يستخلف.

وقد جاء استنتاجه هذا رضي الله عنه لِما علم أن استخلافه لا يقدِّم ولا يؤخِّر وأن ذلك لا يحفظ دين الله بل الله جل جلاله هو الحافظ {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [سورة يوسف:64] وقال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر: 9] وهو الذي يحفظ دينه وعباده الصالحين من كل سوءٍ خصوصاً إن كانوا مخلصين قائمين بشرعه بأتم الوجوه وأكمله كما كان كذلك الصحابة رضوان الله عليهم كيف لا وهم الذين أمرنا الله الاقتداء بإيمانهم وبهداهم كما قال تعالى {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا} [سورة البقرة: 137].

الوقفة والتعليق الخامس: قوله: " فَإِن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] لم يسْتَخْلف، فَإِن أستخلف فَإِن أَبَا بكر قد اسْتخْلف ".

أ- هذا يدلنا على أن لعمر رضي الله عنه مرجعية فيما يتَّخذه من خطوات من أموره، إذاً فنظر أولاً في مرجعية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر أنه لم يستخلف ثم نظر ثانياُ إلى مرجعية أبي بكر رضي الله عنه لكونه كان قدوته الثانية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكونه كان يعتقد أَنه خير منه وقد كان كذلك، ولكنه لم يكن ليعدل برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحداُ فأخبر أن أبا بكر رضي الله عنه استخلف.

وهكذا يجب للعبد المؤمن أن يكون له مرجعية فيما يستقبله من الأمور المهمة العظيمة وفي كل أعماله ليفوز في الدنيا والآخرة،

ب - قَالَ: فوَاللَّه مَا هُوَ إِلَّا ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبا بكر، فَعلمت أَنه لم يكن ليعدل برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا، وَأَنه غير مستخلف."

هذا القول من ابن عمر رضي الله عنه تقييم للحالة الظاهرة بين يديه من أبيه مادام أن أباه عمر رضي الله عنه ذكر مرجعيتين فعلم أنه سيختار مرجعية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عدم الاستخلاف وأَنه لم يكن ليعدل برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا مهما يكن من أمرٍ.

بل في هذا تأكيد وتعظيم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان في مثل هذا يجوز فيه الاجتهاد للنظر للمصالح المرسلة مثلاً لكون الصديق رضي الله عنه سنَّ لنا ذلك، ولنا أيضاَ أن نتبع سنة خلفاء الراشدين خصوصاً عند كثرة الاختلافات وخوف الفتنة لما جاء في حديث عرباض بن سارية بِعَضِّ ستنة رسول اله صلى الله عليه وسلم وسنة خلفاء الراشدين بالنواجذ بأن يُستخلف النائب الأقرب من جهة الفضل للأمير كما فعل مثل ذلك أبو بكر رضي الله عنه أو يجوز أن يوكل الأمر لأهل الحل والعقد ليختاروا من هو أفضل وأنسب للإمرة كسنة عمر رضي الله عنه. والله أعلم.

الوقفة والتعليق السادس: وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة عُرْوَة بن الزبير عَن ابْن عمر بِمَعْنَاهُ فِي " الِاسْتِخْلَاف ". وَأَنه لما طعن عمر قيل لَهُ: لَو اسْتخْلفت. قَالَ: أتحمل أَمركُم حَيا وَمَيتًا، إِن أستخلف فقد اسْتخْلف من هُوَ خيرٌ مني: أَبُو بكر، وَإِن أترك فقد ترك من هُوَ خيرٌ مني: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وددت أَن حظي مِنْهَا الكفاف، لَا عَليّ وَلَا لي. قَالَ عبد الله: فَعلمت أَنه غير مستخلفٍ. فَقَالُوا: جَزَاك الله خيرا. فَقَالَ: راغبٌ، وراهب.

أ- قوله: " أتحمل أَمركُم حَيا وَمَيتًا، إِن أستخلف فقد اسْتخْلف من هُوَ خيرٌ مني: أَبُو بكر، وَإِن أترك فقد ترك من هُوَ خيرٌ مني: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم،" أي هو يختار لنفسه عدم تحمُّل هذه المسؤوليات. وهذا أيضا من ضمن الأسباب التي جعلته أن يترك تحمل أمور الآخرين وعدم الاستخلاف ولذلك قال:

ب-وددت أَن حظي مِنْهَا الكفاف، لَا عَليّ وَلَا لي. " وهذا يدل على الخوف من المسؤولية وإنما يتحمل المسؤولية حق المسؤولية كما يحبه الله وورسوله من خاف منها أشد الخوف ولذلك قالوا له: جَزَاك الله خيرا لكونه كان أحسن إليهم بحسن العدالة والرعاية في حياته مع رعايتهم أيضا عند مماته فللَّه دره ما أعظم من أميرٍ، وهذا عن عمر رضي الله عنه معروف ومشتهر وغني عن التعريف وإنما هو غيض من فيض فضائله.

ج - وأخيرا قال رضي الله عنه:" راغبٌ، وراهب. وهذا معناه أنه في رغبة في رضوان الله ورحمته وجنته وراهب من غضبه وعقابه وناره وهو ما يجب على كل مؤمن يؤمن بالله أن يكون بين هاتين الحالتين من الرغبة والرهبة في حالة الإقبال على الله كما يجب أن يكون كذلك في حالات عبادته وقد قال تعالى {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90 ].

الوقفة والتعليق السابع: العجيب في الأمر كيف عرف الناس أن عمر رضي الله عنه غير مستخلفٍ ولعل السبب في ذلك هو أن أبا بكر وعمر كانا بارزين حتى أن الصحابة كانوا مجمعين ويقطعون أن الأفضلية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر وما أكثر ما كان أسماءهما مقرونين في وقائع كثيرة، بل إنما كانا كوزيرين لرسول الله صلى الله علي وسلم في مهام أمور المسلمين العظيمة.

وقد كان فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنها أظهر من كل شيءٍ، ولذلك لم يقع خلاف قط في إنكار أفضليتهما إلا من شذ من المسلمين كالرافضة الضلال كما لم ينكر أحد فضل خلفاء الأربعة كلهم إلا ما حدث قليل خلاف بين عثمان وعلي وهو خلاف تأخر جدا بين الروافض والنواصب لذلك مثل هذا من التشيع أو الناصبية لا يعتبر شيئا كبيرا بل هو شيء يسير أو بدعة صغيرة جدا عند المحدثين لذلك كانوا يروون عنهم الأحاديث النبوية الشريفة.

ولذلك تَرْك ستخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لعله كان لظهور فضله واستخلاف أبي بكر لعمر لعله كان لتقرير فضله ولتأكيده وإلا من المعروف جدا أنه كان مقدما من أي أحدٍ دون أبي بكر رضوان الله على الصحابةكلهم.

أما عدم استخلاف عمر وجعل أمر ذلك بين عبد الرحمن بن عوف وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاض يدل على فقهه العظيم حيث كان فضل أولئك الصحابة الأربعة يتقارب ولذلك لم يستخلف لأحد منهم بشخصه.

أما شعور الناس بذلك فلعل ذلك ما عرفوا من تورع عمر أنه لا يتقدم في ترجيح بين رجال يتقاربون في الفضل ما دام لم يعد هناك رجال بارزين كأبي بكر وعمر في الأمة، والله أعلم.

 

الكاتب: أبو عبد الله عبد الفتاح بن آدم المقدشي

  • 2
  • 2
  • 16,091

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً