دفتر يوميات التوبة - دفتر يوميات التوبة (4)
إعادة صياغة لمقالات "التوبة إسلوب حياة" في قالب جديد تماما وبإسلوب قصصي ممتع.
أكملت جويرية: ومِن أجمل ما وجَدتُ أن أكثر مواضع التوبة تتعلَّق بالصلاة؛ (كالوضوء، والأذان، والصلاة، وأذكار بعد الصلاة، وقيام الليل...)، وقلت في نفسي: سبحانك ربي! جعلتَ الصلاة مصدرَ راحتنا، ووسيلةَ تواصُلنا معك وقربنا منك، وكذلك جعَلتَها بابًا واسعًا للتوبة والتكفير عن كل الذنوب.
تعالى يا أخي لأقرأ لك ما جمعته عنها، فقد قسمتها إلى نقاط لأتذكرها بسهولة وكتبتها كرسائل قصيرة إلى نفسي:
فالأذان هو نداء الله عز وجل للقلوب؛ لِتُقبِل عليه وتتقرب منه، والمطلوب منكِ أن تستقبلي نداء الله بالاستماع والإنصات، والترديد خلف المؤذن بقلبكِ قبل لسانكِ؛ ثم تتبعيه بترديدُ الشهادتين والإقرار بأنَّك رضيتي بالله ربًّا وبمحمد رسولاً وبالاسلام دينًا، فيَجزيك الله بأن يغفر لكِ جميعَ ذنوبك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال حين يَسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًّا وبمحمد رسولاً وبالإسلام دينًا - غَفَر الله له ما تقدَّم من ذنبه».
بعد الأذان تتَوجَّهي بقلبٍ خاشع للتوضُّؤ؛ استعدادًا للوقوف بين يدي الله عز وجل، متيقِّنةً أن الله سيغفر لكِ خطاياك ويرفع درجاتك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّما رجلٍ قام إلى وضوئه يريد الصلاة، ثم غسل كفَّيه نزلَت خطيئتُه من كفيه مع أول قطرة، فإذا غسل وجهه نزلت خطيئته من سمعه وبصره مع أول قطرة، فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سَلِم من كل ذنب هو له ومن كل خطيئة، كهيئتِه يومَ ولدَتْه أمُّه، فإذا قام إلى الصلاة رفعه الله عز وجل بها درجة، وإن قعد قعد سالِمًا».
وتيقَّني أنَّكِ بإسباغك الوضوءَ وإقبالك على الصلاة بقلبك وجوارحك؛ فإن الله لن يغفر لك ذنوبك فقط، بل وسيرزقك بالجنة؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنكم من أحد يتوضَّأ فيُحسِن الوضوء، ثم يقوم فيركع ركعتين يُقبِل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبَت له الجنة وغُفر له».
ثم تأتي لحظة الوقوف بين يدي الله عز وجل؛ حبًّا وشوقًا إليه وخشية منه، حتى لو كنتِ بمُفرَدِك على رأس جبل، فيغفر الله لك؛ لخشيتك إياه، ويُدخلك الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَعجَب ربُّك مِن راعي غنم في رأس شظيَّة بجبل يؤذِّن للصلاة ويصلِّي، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا، يؤذن ويقيم الصلاة؛ يَخاف مني، قد غفرتُ لعبدي وأدخلتُه الجنة».
قاطعها محمد: سبحانك ربي، رغم علمي بهذه الأحاديث إلا أن جمعها معا بهذا السياق يجعل لها أثر أعمق بالقلب.
ولو تأمل المسلم كيف أنه يتجدَّد اللقاء خمسَ مرَّات على مدار اليوم؛ ليتجدد القُرب من الله عز وجل، ويتجدد عهد الله بغفران الذنوب لأيقن برحمة الله وحبه لنا؛ فقد روي عن رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: «خمسُ صلوات افترضَهن الله عز وجل، مَن أحسَن وُضوءهن وصلاَّهن لوقتهن وأتمَّ ركوعهن وخشوعهن، كان له على الله عهدٌ أن يَغفر له، ومَن لم يفعل فليس له على الله عهدٌ؛ إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه».
جويرية: نعم سبحان الله، ولو تأملها المسلم بقلب محب لإزداد حبا لله عز وجل وقربا إليه.
محمد: هل هذا كل ما لديكِ فيما يخص الصلاة؟ أعلم أن هناك المزيد.
جويرية: بالطبع يوجد المزيد، أنا لم أنتهي من الكلام بعد، بل أنت من قاطعني ههههه.
محمد: عذرا حبيبتي، حماستي كانت السبب في ذلك، هيا تفضلي وأكملي.
يتبع بعون الله،،،
- التصنيف: