وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا
أبو الهيثم محمد درويش
{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [ العنكبوت 60]
- التصنيفات: التفسير -
خوفاً على رزقه و حرصاً على قوته قد يبيع بعض الناس دينه
و لو أعمل عقله الكاسد و حرك قلبه الفاسد لعلم أن الله تعالى تكفل بالرزق لكل ضعيف و قوي على حد سواء , حتى الدابة المتناهية الصغر التي لا تحمل رزقها يحمله الله لها .
فهل تفكرنا في نعم الله و أدينا بعض شكرها ؟
{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [ العنكبوت 60]
قال السعدي في تفسيره :
أي: الباري تبارك وتعالى، قد تكفل بأرزاق الخلائق كلهم، قويهم وعاجزهم، فكم { {مِنْ دَابَّةٍ } } في الأرض، ضعيفة القوى، ضعيفة العقل. { { لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا } } ولا تدخره، بل لم تزل، لا شيء معها من الرزق، ولا يزال اللّه يسخر لها الرزق، في كل وقت بوقته.
{ {اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} } فكلكم عيال اللّه، القائم برزقكم، كما قام بخلقكم وتدبيركم، { {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } } فلا يخفى عليه خافية، ولا تهلك دابة من عدم الرزق بسبب أنها خافية عليه.
كما قال تعالى: { {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} }
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن