د.العريفي بين الهجوم المتهافت وأصوات الإنصاف

منذ 2011-05-02

لم تكن الدعاوى للتظاهر وتقويض أمن بلاد الحرمين، والهجمة العدائية على المملكة من جهة إيران وأتباعها لمناصرتها البحرين وتصعيد هذه اللهجة إلى عبارات التهديد، لتستحث أقلام الصحافة المحلية للوقوف موقفاً يمكن أن يقال عنه مشتركٌ..



لم تكن الدعاوى للتظاهر وتقويض أمن بلاد الحرمين، والهجمة العدائية على المملكة من جهة إيران وأتباعها لمناصرتها البحرين وتصعيد هذه اللهجة إلى عبارات التهديد، لتستحث أقلام الصحافة المحلية للوقوف موقفاً يمكن أن يقال عنه مشتركٌ، مثلما هو الحال حينما شوهدت هذه الأقلام في تبنيها لهذا الموقف من فضيلة الشيخ محمد العريفي حينما تساءل في خطبة للجمعة عن السبب وراء غياب الصحفيين والكتاب عن مساندة وطنهم في مثل هذه الظروف.

 
لم تمنع حرقة الشيخ العريفي النابعة من غيرته في إنكاره على المتخاذلين من الإعلاميين عن واجبهم الديني والوطني أن يستشهد بإحصائية يسيرة لكنها كانت كافية لتكون أساساً يستند عليه لإظهار حقيقة موقف هؤلاء الكتاب وكشف خبيئتهم.
فقد أورد الشيخ أنه خلال 12 يوماً التي دعيت فيها للمظاهرات في الرياض وغيرها لم تكتب في جريدتي عكاظ والرياض إلا 10 مقالات تنهى عن هذه الاضطرابات وتحذر منها من بين 524 مقالاً كتبت خلال هذه الفترة.

 
من الطبيعي أن تثير هذه الإحصائية تساؤلاً لكل من يتمعن في مدلولها مفاده أين ذهبت شعارات هؤلاء الكتاب الوطنية وما هي أولوياتهم، فكان الرد القوي والواثق من الشيخ العريفي في قوله " هؤلاء الذين يقعون في هؤلاء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ويتكلمون في عقولهم وأعراضهم ويستهزؤون بهم من خلال كتابات ورسومات من يسمون أنفسهم بالمثقفين ويقولون " لولا حرصي على الوطنية " هم أبعد الناس عن نفع البلدان، فأين وطنيتهم ؟ فلم نرهم في الأزمات، لم نرهم عندما كنا في حفر الباطن والخفجي في إنقاذ الأسر الذين علقت سياراتهم في الرمال، لم نرهم في الجبهة أثناء الحرب مع الحوثيين بل وجدنا أهل اللحى الذين يستهزؤون بهم "
 
وعوضاً عن ذلك يقول العريفي "في أوقات الأزمات لا تراهم إلا في شوارع لندن وباريس، يحرص الواحد منهم على أن يكثر أرصدته، وأن يقيم علاقات خارجية، وأن يحضر الحفلات التي يدعى إليها من السفارات "
ويكشف العريفي عن همومهم فيقول " أن يحقق الاختلاط كي يضع سكرتيرة لكي لا تمنعه الهيئة، أن يرى البنات يقدن حوله السيارات، أن يذهب إلى الشاطئ فيرى النساء بالمايوهات، هذا همه فهو يكتب عما أهمه، أما أن يكتب عن أمن البلد فهذا لا يهمه أما أن يكتب عن عدم الاستماع إلى أجندات خارجية هذا لا يهمه"

 
ردود غاضبة
أوجعت خطبة الشيخ العريفي أقلاماً لم ينص على أصحابها بأسمائهم، فهب أصحابها للهجوم على الشيخ بوصفه بشتى الأوصاف ورمية بما وجوده في طريقهم من ألفاظ فمن اتهامه بأنه يعشق الأضواء في حين أن المكانة التي يحتلها الشيخ في قلوب أبناء العالم الإسلامي لم يكن لينالها باستهداف أي من هؤلاء الكتاب مشهورين كانوا أو مغمورين حتى وإن صرح بأسمائهم،
 
ومن تلك الصفات أنه يجيد فَـنّ صِـناعة الإثارة والفرقعات الإعلامية، كما وصفوا خطبته بالنارية التي تنضح بكل ما يمكن من التحريض الرخيص، ووصفوها بالكارثية ! وأنها أسوأ من الانتهازية والشعبوية ومحاكم التفتيش!

ومنهم من وصف الشيخ أنه مازال يعيش معارك مرحلة الكاسيت ومازال يظن أن المجتمع رهين لمعلومة الشريط في عصر السايبر الفضائي والتقنية الإلكترونية، ومن اعتبر أنه كلامه من قبيل استغلال لتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لأهل العلم الحقيقيين للتقليل من الآخرين والتشكيك بهم. ومنهم من قال بأن منابر المساجد تحولت إلى ساحة لتصفية حسابات توجيه اللكمات إلى مخالفي الرأي من الأدباء والكتاب، وتذكر أخرى أنه على الصعيد الشخصي قد عمل في الصحافة لسنوات دون أن يعرف من تكون الجهة التي جندته!

 
مواقف مؤيدة :
لم يكن أقوى في تأييد ما ذكره الشيخ العريفي عمن يعنيهم من الكتاب مما أورده الكاتب م. ضاري المطيري في جريدة الأنباء في مقاله بعنوان " شغلتهم مؤخرة الدجاجة والاختلاط عن قضايا الوطن" حينما قال " وأزيدك من الشعر بيتا، هناك 15 كاتبا سعوديا بلغ أذاهم جهاز القضاء السعودي، واستهزأوا أشد الاستهزاء بالقضاة الشرعيين، ووقعوا في شر أعمالهم لينكشفوا أمام القراء بعدم تحريهم الدقة فيما يكتبون، وقعوا في فخ نصبه محرر صحافي غير نزيه حول معاقبة قاض شرعي لمقيم سرق مؤخرة دجاجة بالسجن 14 شهرا و80 جلدة، ولما تبين على لسان المسؤولين عدم وجود هذه القضية في المحكمة لم يعتذر من هؤلاء الكتاب حتى الآن سوى واحد باعتذار هزيل لا يرقى لأن يكون في مستوى الحدث، مما يدلل أن هناك كثيرا من الكتاب لا تقع أعينهم إلا على الأذى "


من جهته، أعرب أ.د ناصر العمر عن دهشته من عدد المقالات المهاجمة للشيخ العريفي وغيره من العلماء مقارنة بعدد المقالات المهتمة بشؤون الأمة وأحوال الوطن. وأبدى انزعاجه من الحملة الصحفية التي تشنها الصحافة الآن على الشيخ وتصيد العبارات له، وفي درسه الأسبوعي قال د.العمر "مع أن الشيخ محمد العريفي لم يخاطب أسماءً بل خاطب الصفة في قوله " أين هؤلاء الكتاب " ظن كل واحد منهم أنه المعني لذلك كانت ردة فعلهم عنيفة وهذا يكشف عوار هؤلاء".
 
ويكشف العمر المقصود من هذه الحملة الإعلامية وهو صرف النظر عن القضية الأصلية فيقول " هؤلاء يحاولون أن يشغبوا الأمر لصرف النظر عن الورطة التي تورطوا فيها بعد أن ثبتت خيانتهم لدينهم فضلاً عن وطنهم وأن ولائهم للغرب.
د.محمد بن سعود البشر أيضاً دعا الصحفيين الذين تناولهم الشيخ الدكتور محمد العريفي لصمتهم الصحفي تجاه قضية الدعوة إلى المظاهرات وولغ فيها الشائنون إلى مراجعة مواقفهم لتصحيح أخطائهم، وأن يقفوا مع أنفسهم وقفة مكاشفة ومحاسبة وفق القيم الوطنية التي تغنوا بها عندما كانوا يتطاولون على الشريعة، وينتقدون المقدس، ويُجرِّحون العلماء، وينالون من كل ما هو شعار ومظهر لمملكة الإسلام.

 
ورمى د.البشر الكرة في ملعب الإعلاميين حيث قال "إن هناك من الغيورين على هذه البلاد وأهلها من يملك الأدلة الموثقة لصحف وصحفيين وكتاب دعوا في كتاباتهم ونتاجهم الصحفي إلى التشكيك في كلمة التوحيد، وتطاولوا على حرمات الشريعة وأحكامها وقواعدها، وطعنوا في الأسس التي قامت عليها الدولة، ونادوا صراحة بـ"علمنة المجتمع"، وانتقدوا بشكل غير مهني وانتقائي فاضح عدداً من مؤسسات الدولة ورجالها، وخرقوا الأنظمة والقوانين المرعية، وإن هذه الأدلة والوثائق بالأسماء والتواريخ ستعرضعلى القضاء إذا اختار هؤلاء الصحفيون القضاء.

 
الشيخ سليمان بن أحمد الدويش هاجم هؤلاء الكتاب بقوة، مؤكدا "خيانة" بعض الكتاب في قوله" فوالله لو أعلم كلمة أعظم من الخيانة في مدلولها، وأعمق في معناها، لما ترددت في وصفهم بها" ويضيف " خانوا الأمة بعدم تبني قضاياها وخانوا الدين بعدم نصرته، وعدم توجيه الناس للتمسك بأحكامه وخانوا الدولة حين لم يلتزموا ما رسمته لهم من سياسة، وما قامت عليه هذه الدولة، من التزام بالشريعة، وتوقير لحملتها، وتحاكم إليها، وصاروا يطعنون في مؤسساتها الشرعية، وينالون من خيارها، ويصدرون خصومها، ويضربون بالتوجيهات عرض الحائط. وخانوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالقول عليهما بلا علم، وعدم الاحتكام إلى حكمهما، وعدم الرضوخ له والتسليم، وحاكموا أقولهما لعقولهم الفاسدة، وماوافق ماتهواه نفوسهم قبلوه، وما خالفها هجروه تحت شبهة " النصوص حمالة أوجه "، و" الدين يسر "، "إذ تشير الحملة أن ولاء هؤلاء الصحفيين الليبراليين للغرب وليس لبلادهم"، وأكد فضيلته على أن هؤلاء يتابعون الأشخاص ويكتبون عنهم وعن أسمائهم لا عن صفاتهم، وهذا مما يكشف عوارهم ونفاقهم، مستنكرًا تجاهلهم لما ألم الوطن من مظاهرات وغير ذلك.
 
ومهما طال أمد مواجهتم للشيخ العريفي أو قصر فقد ربح الشيخ يحفظه الله عنصر المفاجئة بكشفه لموقف الإعلاميين في حينه، فليس بمقدورهم العودة إلى الوراء فيتناولوا تلك الأحداث ولن يستدركوا ما فاتهم بإثبات وطنيتهم من منطلق هجمة الشيخ عليهم وتحت وطأة أدلته الدامغة، وإن فعلوا فسوف يحسب ذلك للشيخ العريفي مبادرة وفضلاً.


24/5/1432 هـ
 
  • 0
  • 0
  • 3,411
  • أحمد

      منذ
    اللهم انصر الحق وأهله

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً