مع القرآن - لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [الروم 24]
لم يجعل سبحانه للبشر عقولاً حتى يغتروا بها أو يعتقدوا أنها تصلح لمناطحة الخالق و منافسته , أو أو ليظن المخلوق في نفسه أن لديه قدرة على الاستقلال بعقله عن الخالق سبحانه , فكأن بعضهم جعل من عقله إلهاً , و هو لا يدري المسكين مدى قصور عقله عن إدارك الكثير مما يدور حوله .
إنما جعل الله تعالى العقل ليستدل به الإنسان على الخالق و ليعمله في فهم المطلوب منه و أداء المأمور به و توصيل أمانة الرسالة لمن بعده .
تأمل تكريم الخالق سبحانه لأهل العقول المستخدمة في معرفته و الإيمان به :
{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [الروم 24]
قال السعدي في تفسيره :
أي: ومن آياته أن ينزل عليكم المطر الذي تحيا به البلاد والعباد ويريكم قبل نزوله مقدماته من الرعد والبرق الذي يُخَاف ويُطْمَع فيه.
{ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ } } دالة على عموم إحسانه وسعة علمه وكمال إتقانه، وعظيم حكمته وأنه يحيي الموتى كما أحيا الأرض بعد موتها.
{ {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} } أي: لهم عقول تعقل بها ما تسمعه وتراه وتحفظه، وتستدل به عل ما جعل دليلا عليه.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: