أطلنطا.. مدينة الحالمين
منذ 2011-05-03
الحالمون هم المصرون على البقاء وهم المصرون على تحقيق الأحلام التي يدعوها البعض أوهام أو على الأقل بعيدة المنال، عادة ما تبدأ بأسطورة أو طيف أمل أو حكاية قديمة فيغيروا الأحداث قليلا أو كثيرا ثم يبتكروا أبطالاً غير الأبطال وربما بدلوا الزمان والمكان ....
أطلنطا حلم المدينة الفاضلة الذي كان وسيظل يراود الحالمون الشرفاء ما دامت الأرض والسماء.
تحقق هذا الحلم حقيقة واقعة، رأته الدنيا ساطعاً مشرقاً في دولة المدينة، مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقت حكمها معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكن هناك حالمون لم يعلموا بهذه الدولة، أو وصلتهم مشوهة، فظل حلمهم متعلق بأطلنطا.. المدينة الفاضلة.
الحالمون هم المصرون على البقاء وهم المصرون على تحقيق الأحلام التي يدعوها البعض أوهام أو على الأقل بعيدة المنال، عادة ما تبدأ بأسطورة أو طيف أمل أو حكاية قديمة فيغيروا الأحداث قليلا أو كثيرا ثم يبتكروا أبطالاً غير الأبطال وربما بدلوا الزمان والمكان حتى يجعلوا من الأسطورة حقيقة تعاش.
سمحت لنفسي بالتطفل على هذه الأسطورة وعبثت بها على النحو التالي:
في يوم هادىء في مدينة هي الأجمل بين المدن شمس ساطعة و بحر هادئ ونسيم عليل وبركان خامد - أو ما ظن الناس أنه خامد - أرض تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها، والأهم من كل هذا شعب عظيم يمتاز بالرضا والقناعة.
جمع الشعب في الميدان ليستمعوا للخطبة الأولى لقائدهم الجديد قائدهم الهمام - أو من ظن الناس أنه همام -، وقف القائد في شرفة قصره المطلة على الميدان وسط مظاهر حب واحترام - أو ما ظن الناس أنه حب واحترام - والله أعلم ما يخفيه، ومن وراءه حاشيته وأعوانه وكل من فيهم قتلة وقطاع طرق، وقف يمني الشعب برغد العيش والرخاء وأن أطلنطا في ظل حكمه لن تعرف إلا كل سعادة ووئام وأقسم لهم بخمود البركان أن يحافظ على سلامة أطلنطا وحرية وكرامة شعبها، ووعدهم أنه ومعاونيه لن يكون لهم هم سوى الاهتمام بمطالب الشعب ورغباته وفقا لخطة عبقرية هو وحده من يعلمها ومنهج عجيب لم يسبقه إليه أحد، فصدقه الشعب ووثق به.
ومرت الأيام والشعب صابر في انتظار الخير المغدق والعدالة المرجوة، في انتظار الكرامة والعزة بين الأمم، ولكن شيء لم يتحقق.
لم يروا إلا الفتات يلقيها إليهم القائد ومعاونيه ثم يعود ليسلبها منهم بالضرائب معتمدا في جوره على قناعة الشعب ورضاه - أو ما ظن القائد أنه قناعة ورضا -، والشعب مازال صابراً، مازال واثقاً في القائد الهمام.
وتمر الأيام والحال من سيء إلى أسوأ فلم يجد الشعب بد من الكلام، فأخذ يرسل للقائد الشكاوى ويصف له الآلام يشكوا له من ضيق العيش ومرارة الأيام، ينصحه الشعب بأن يبادر بالإصلاح قبل فوات الأوان، والقائد يخبرهم بأن الإصلاح آت وفقاً للخطة والمنهاج، لا يؤخره سوى تزمر الشعب وكثرة الاعتراض.
ومرت الأيام ولم ير الشعب إصلاحاً، ولم يعرف لهذا السلطان خطة ولا منهاجاً، فاهتزت ثقة الناس في الحاكم والأعوان؛ فهم لم يروا إلا كل ظلم وطغيان، الحاكم يقمع، والأعوان يجهضون الأحلام، فقد عادوا لمهنهم القديمة في مواقعهم الجديدة يحظون بالنفوذ والسلطان، يسرقون وينهبون بلا حساب ودون خوف من عقاب؛ فالحاكم درعهم والقصر حصنهم، والحاكم لا يأبه لسلب الخيرات، ولا لظلم العباد، كل ما يهمه أن يظل حاكماً ذا جاه وسلطان.
وتمر الأيام والأيام والشعب صابراً.
يحسبه الجاهل قانعاً أو جباناً، حتى أصبح النهب مشروع، والظلم عدل، والحرام حلال، فلم يجد الشعب بداً من الكلام، فأخذ يرسل للحاكم تحذيراً من الطغيان "إن لم تعدل فليس لك منا إلا كل انتقام".
لكن الحاكم لم يلق للشعب بالاً ويقسم لأعوانه بخمود البركان، وأن هذا الشعب قانع جبان خلق ليكون خادماً للحاشية والأعوان.
فقد الشعب صبره على الحاكم والأعوان وأعلن عصيانه ورفضه للطغيان.
وفى يوم ممطر عاصف لم يجد الشعب بداً من النضال ليعيد لوطنه العزة ويصبح للشعب حرية الاختيار؛ انتفض الشعب وثار ليعلن للدنيا أنه شعب عزيز ليس بقانع ولا جبان ليس بخادم للحاشية والأعوان.
أسرع الحاشية والأعوان يفرون إلى آمن مكان إلى قصر الحاكم السلطان يحتمون بحديد وجدران.
لم يفهم الحاكم ولا الأعوان أن ثورة الشعب العظيمة كانت أشد، فقد اهتزت لها الأرض وثار من أجلها البركان فابتلع القصر والحاكم والأعوان وعاش الشعب حرا غير مهان.
استهان الحاكم بالشعب فهان.
عبثت بحكاية لكني أعوذ بالله أن أكون ممن يعبثون بمصير أمة.
فاطمة درويش
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
nada
منذnada
منذفاطمه سمير سعد
منذhagar samir
منذ