لله الأمر
ماذا حدث لخطبة الجمعة؟!
لله الأمر من قبل ومن بعد، منذ فترة طويلة لا أكاد أذكر أني حضرت خطبة جمعة تحرك القلب وتهز الوجدان وتستجلب الخوف، وتستذرف الدمع.
وبالطبع لست أعمم، والأمة بحمد الله لا تخلو من خير، وكم في الزوايا من خبايا، لا تعلمونهم والله يعلمهم، لكني أتكلم عما أرى وأسمع.
وبالقطع هناك شيء تغير، فما هو؟ هل نحن، أم الخطباء؟
وهل طال علينا الأمد فقست منا القلوب، ومرضت النفوس، فما صارت المواعظ تحركها؟
أم فقد الخطيب الموفق المسدد الذي يقوم بأداء أمانة الخطابة حق القيام، فيحسن الاستعداد لها، ثم يخرج الكلام منه ممزوجًا بالإخلاص والنصيحة والحرص على الخلق والأخذ بأيديهم إلى الله؟
ألا سقى الله أيام الشباب الأولى حينما كان المرء ينتظر خطبة الجمعة بشغف، ويبقى متأثرًا بها أيامًا، فضلًا عن تعدد الخيارات أمامه، هل يذهب إلى المسجد الفلاني أم العلاني، وهل يؤثر أن يسمع طرحًا علميًا قويًا، أم يذهب حيث الرقائق القلبية المؤثرة.
المشكلة الأكبر هي في هذا الجيل الناشئ الجديد من الشباب الذي يتعرض حاليًا لكم هائل من الفتن، وتقلبات الأحوال، والشواغل والملهيات المقسية للقلب طوال الأسبوع، فضلًا عن فقد المربين، ثم هو مع ذلك كله لا يحظى يوم الجمعة بموعظة مؤثرة يستدرك بها ما فات ويجدد العهد مع الله، ويعزم على الرجوع إليه سبحانه!
ثم مشكلته الأدهى في حاله مع نفر ممن كان يستمع لمواعظهم، ويحرص على تتبعها، ويكرر سماعها، ويتأثر بكلامهم غاية التأثر، ثم جاءت الأحداث الأخيرة، فشرخت جدار الثقة، وأصابته بالنفور والإعراض، وليته انتقل إلى البديل النافع، بل انصرف عن الجميع فما ضر إلا نفسه.
فاللهم صلاحًا من لدنك لقلوبنا وشبابنا وخطبائنا ووعاظنا!
- التصنيف: