الأعاظم (3) أعظم عقار

منذ 2017-12-02

سلسلة "الأعاظم" هي وقفات إيمانية وخواطر تربوية ونظرة دقيقة حقيقية؛ لتزكية النفس وتهذيبها، وتطهير القلب وطمأنينته، وانشراح الصدر وراحته، من خلال تصويب البوصلة وتعديل الاتجاه ووضوح الهدف، والارتقاء في تفكير المسلم من النظرة المادية المحضة والتركيز على عوائد مؤقتة زائلة، إلى نظرة شرعية تأصيلية تؤثر الباقية على الفانية، والعائد الأخروي الدائم على الدنيوي المنقطع.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فإن الهمم العالية مطلب يتمناه أصحاب النفوس الكبيرة، التي تتوق للمعالي، للوصول إلى أعاظم الأمور، بما يعود عليها من نفع كبير وخير وفير، تؤهلها لنيل الدرجات العُلى والمنازل العُظمى في الفردوس الأعلى، فمن جد وجد ومن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل، ومن سعى جنى، ومن طلب العُلى سهر الليالي.


وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً          تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ


سلسلة "الأعاظم" هي وقفات إيمانية وخواطر تربوية ونظرة دقيقة حقيقية؛ لتزكية النفس وتهذيبها، وتطهير القلب وطمأنينته، وانشراح الصدر وراحته، من خلال تصويب البوصلة وتعديل الاتجاه ووضوح الهدف، والارتقاء في تفكير المسلم من النظرة المادية المحضة والتركيز على عوائد مؤقتة زائلة، إلى نظرة شرعية تأصيلية تؤثر الباقية على الفانية، والعائد الأخروي الدائم على الدنيوي المنقطع.

حاجات الناس متعددة وطلباتهم مختلفة ورغباتهم متفاوتة، سيما مع كثرة متطلبات الحياة اليومية وتعقيداتها، وانتشار وسائل التواصل وسرعتها وكثرة التنافس، والتطور الكبير الهائل في التقنيات والتكنولوجيا، وبروز مجالات جديدة وظهور منتجات حديثة بأنواع لا حد لها، كل ذلك أدى لإنعاش سوق العقارات، الذي هو ركيزة أساسية للفرد والأسرة والبلدة والمدينة والمجتمع بمختلف مكوناته.

الإنسان بطبيعته حريص جدا على الاستقرار النفسي والأمن الاجتماعي والسكن الداخلي، لضمان حياة هانئة هادئة بعيدة نسبيا عن المنغصات والمكدرات، وهذا يتحقق بوجود مكان كعقار من مأوى يسكن به ويرجع إليه مرتاح البال.

وقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام لهذا المعنى بقوله:
«مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا» .[1]

لو أردنا تعريفا بسيطا مختصرا للعقار فيمكن القول بأنه: كل مُلك له أصل وقرار ثابت كالأرض والدور والشجر والضياع وغيرها.

في وقتنا المعاصر أصبح سوق العقارات من الأسواق الرائجة المهمة، لارتباطها بشكل مباشر بحياة الأفراد والمؤسسات والدول، حتى باتت سوقا تجاريا كبيرا ومعيارا لتطور واستقرار ونمو اقتصاد معظم الدول، بالإضافة إلى ضمان نسبي للعائد والربح، مع الحفاظ على رأس المال والأصول وانخفاض نسبة الخطورة.

كثير من الناس ممن يشار إليهم بالبنان، اكتسبوا هذه المكانة بسبب كثرة الأبراج والمباني والأراضي والشركات القابضة التي يمتلكونها، حتى قيل: فلان يمتلك نصف عقارات تلك المدينة، وآخر له عددا من المجمعات التجارية والأبراج!

لو أن شركة تطوير عقاري طرحت عرضا مغريا جدا، وبحسب المصطلحات التسويقية يسمى " عرض جنوني"، مفاده: أن كل من يدفع مبلغا زهيدا من المال يوميا – دينارا واحدا- ويتواجد لمدة ربع ساعة وقت صلاة الفجر في مقر الشركة، على أن يحفظ ويردد منتجات تلك الشركة يوميا وبشكل منتظم، ومن يحقق ذلك سيمنح منزلا بأغلى مدينة من حيث أسعار العقارات، كموناكو أو هونغ كونغ أو لندن! بالله عليكم ألا يتقاتل ويتصارع الناس ويبيتون من الليل عند بوابات الشركة للحصول على أدنى من ذلك؟!!

في الوقت ذاته عندما تطرح بعض المجمعات التجارية عروضا مغرية على بعض منتجاتها، تجد الناس يتهافتون ويتوجهون بشكل كبير للحصول على هذه السلع الاستهلاكية، وهذا أمر طبيعي فطري فالإنسان يرغب ويميل ويحب كل شيء قل ثمنه وكبرت عوائده ومنافعه.

إن أي إنسان يطمح لتملك العقارات في هذه الحياة، سيبدأ بفتح شركة تطوير عقاري أو مؤسسة استثمارية أو استشارات هندسية وهكذا، أو من خلال عمله في التجارة الحرة سيتملك العديد من العقارات التي تدر عليه دخلا كبيرا، ولكن السؤال المهم والذي لابد من استحضاره دائما: ما هو العمر المفترض لعلاقة الشخص بعقاراته في هذه الدنيا؟!

بطبيعة الحال لن يزيد الجواب على مائة عام، لأن الموت قد نغص على أهل النعيم نعيمهم، وعلى أصحاب العقارات عقاراتهم،
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}[2]، {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى}[3].

                                          أرى الدنيا تؤول إلى * زوالِ وينضمُ الأميرُ إلى الحقيرِ

                                          فإن كان الغنى كالفقرِ يفنى * فما شرفُ الغني على الفقير


اعلم يا عبد الله: لو ملكت في هذه الدنيا أعظم القصور وأوسع الدور، وبنيت المجمعات والأبراج والمزارع، فإنك لا محالة مفارقها، ليتمتع بها ورثتك من بعدك، وهكذا تبقى دورة التوارث إلى أن يشاء الله أمرا، لكن لو تأملنا قليلا في العقارات التي يبنيها العبد في هذه الدنيا ويجهزها لدار القرار والخلود، لعلمنا وأيقنا أن أعظمها وأجملها وأنفعها وأكثرها استقرارا وأطولها عمرا؛ هي تلك المنازل التي في الجنة – نسأل الله من فضله-.

يقول ابن القيم في نونيته عن خيام أهل الجنة:

                                          للعبد فيها خيمة من لؤلؤ* قد جوفت هي صنعة الرحمن
                                          ستون ميلا طولها في الجو في* كل الزوايا أجمل النسوان
                                          يغشى الجميع فلا يشاهد بعضهم* بعضا وهذا لاتساع مكان


ولله در امرأة فرعون آسيا بنت مزاحم رضي الله عنها ما أعقلها، عندما طلقت الدنيا وما فيها من القصور والدور ومتاع الغرور، والتجأت لله العزيز الغفور، وقد أصلت لنا حقيقة العقار الذي تتعلق به النفس وتبذل من أجله كل غالٍ ونفيسٍ، حتى" إن فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها و رجليها، فكان إذا تفرقوا عنها ظللتها الملائكة، فقالت:
{رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} كشف لها عن بيتها في الجنة.[4]

إن العبد في هذه الدنيا قادر على الاستكثار من أعظم وأفخم العقارات الدائمة في جنات النعيم؛ من قصور ودور وخيام وبساتين، بل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؛ بأعمال وعبادات يسيرة على من وفقه الله للخير ونَوَّرَ بصيرته للهدى ويسر طريقه للصواب، نذكر من تلك الوسائل والطرق لبناء عقاراتك دون قيد أو شرط أو خوف من زوالها، ما وعدنا بها ربنا جل جلاله وأخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه:

1- الإيمان بالله والعمل الصالح: قال تعالى
{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [5]، أي: في المنازل العاليات المرتفعات جدا، ساكنين فيها مطمئنين، آمنون من المكدرات والمنغصات، لما هم فيه من اللذات، وأنواع المشتهيات، وآمنون من الخروج منها والحزن فيها.[6]

ويقول عليه الصلاة والسلام:
«إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمِ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا».[7]

2- تقوى الله: قال تعالى
{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ}[8]، أَخْبَرَ عَنْ عِبَادِهِ السُّعَدَاءِ أَنَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ فِي الْجَنَّةِ، وَهِيَ الْقُصُورُ الشَّاهِقَةُ.[9]

3- الصبر: قال تعالى عن عباد الرحمن
{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا}[10].

أي: المنازل الرفيعة والمساكن الأنيقة الجامعة لكل ما يشتهى وتلذه الأعين وذلك بسبب صبرهم نالوا ما نالوا.[11]

4- تصديق المرسلين: قال عليه الصلاة والسلام:
«إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ مِنَ الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ، بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ» .[12]

والغرف: هي القصور العالية في الجنة.

5- الإسلام والإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام والهجرة والجهاد في سبيل الله: قال عليه الصلاة والسلام:
«أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، لِمَنْ آمَنَ بِي، وَأَسْلَمَ، وَهَاجَرَ، وَأَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى غُرَفِ الْجَنَّةِ، لِمَنْ آمَنَ بِي، وَأَسْلَمَ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَدَعْ لِلْخَيْرِ مَطْلَبًا، وَلَا مِنْ الشَّرِّ مَهْرَبًا، يَمُوتُ حَيْثُ شَاءَ أَنْ يَمُوتَ».[13]

6- بناء المساجد أو المساهمة ولو بالشيء اليسير: قال عليه الصلاة والسلام:
«من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة».[14]

مفحص قطاة: أي عش طائر صغير، وفيه إشارة بعظم أجر المساهمة ولو اليسيرة في بناء المساجد.

7- صلاة اثنتي عشرة ركعة تطوعا في اليوم: قال عليه الصلاة والسلام: 
«مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ» .[15]

8- دعاء دخول السوق: قال عليه الصلاة والسلام:
«من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتا في الجنة».[16]

9- الغدو والرواح إلى المسجد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ ».[17]

الغدو: السير والذهاب أول النهار، والرواح: السير والذهاب بعد الزوال، والنُّزُل: الْمَكَانُ الَّذِي يُهَيَّأُ لِلنُّزُولِ فِيهِ.

قيل: المراد بالغدو هنا مطلق الذهاب للمسجد في أي وقت كان، وبالرواح الرجوع منه، أي من ذهب للصلاة في المسجد ورجع.[18]

قال ابن عثيمين: وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح، سواء غدا للصلاة، أو لطلب علم، أو لغير ذلك من مقاصد الخير، أن الله يكتب له الجنة نزلاً.[19]

10- سدُّ فرجة في الصلاة: قال عليه الصلاة والسلام:
«من سد فرجة بنى الله له بيتا في الجنة ورفعه بها درجة». [20]

11- صلاة الضحى أربعا وقبل الظهر أربعا: قال عليه الصلاة والسلام:
«من صلى الضحى أربعا، وقبل الأولى أربعا، بني له بيتا في الجنة» [21].

الظَّاهِر أَن المُرَاد بالأولى الظّهْر لأنها أول صَلَاة ظَهرت وفرضت وَفعلت.[22]

12- الصبر والحمد والاسترجاع على فقدان الولد: قال عليه الصلاة والسلام:
«إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد» .[23]

13- قراءة سورة الإخلاص عشر مرات: قال عليه الصلاة والسلام:
«من قرأ { قل هو الله أحد } عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة » [24]، وفي رواية «من قرأ {  قل هو الله أحد } حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة» )[25].

14- حُسن الخُلُق: قال عليه الصلاة والسلام:
«أنا زعيم بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» [26].

15- ترك الكذب ولو مازحا: قال عليه الصلاة والسلام:
«أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا» [27].

16- ترك المراء وإن كان محقا: قال عليه الصلاة والسلام:
«أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا» [28].

17- طيب الكلام وإطعام الطعام وإدامة الصيام وصلاة القيام: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا, وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ , قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى للهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» .[29]

18- عيادة المريض أو زيارة الأخ في الله: قال عليه الصلاة والسلام:
«مَنْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ، نَادَاهُ مُنَادٍ، أَنْ: طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا» .[30]

وَتَبَوَّأتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا: أي اتخذت منها داراً تنزله.[31]

19- قول "سبحان الله وبحمده": قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه؛ غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنَّةِ» .[32]

20- قول" سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر": قال عليه الصلاة والسلام:
«لَقِيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْرِيَ بي، فقال: يا مُحمَّدُ أقْرِئْ أُمَّتَك منِّي السلامَ، وأَخبرْهم أنَّ الجنةَ طيبةُ التُربَةِ، عذْبةُ الماءِ، وأنَّها قِيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ ».[33]

وفي رواية:
« سبحان اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أَكبرُ» ؛ غُرِسَ له بكلِّ واحدةٍ منهنَّ شجرةٌ في الجنَّةِ.[34]

21- قول" ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله": قال عليه الصلاة والسلام:
«أَكثِروا من غِراسِ الجنَّةِ؛ فإنه عَذبٌ ماؤها، طَيِّبٌ ترابُها، فأَكثِروا من غِراسِها، قالوا: يا رسولَ اللهِ! وما غراسُه. قال: ما شاء اللهُ، لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ» .[35]

ما ذكرنا من بيوت ومنازل وقصور وخيام وأشجار ونخيل، مع البساتين والزروع وكل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، هي أعظم العقارات على الإطلاق، لأنك تتملكها وتتمتع بها دون كلل ولا ملل ولا تنتقل لغيرك، قال تعالى
{تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا} [36]، فهي ميراث كل عبد مؤمن تقي، لا يبغون عنها حولا.

نسأل الله من فضله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح جامع الترمذي للألباني برقم 2346.

[2] (الجمعة:8).

[3] (النساء:77).

[4] السلسلة الصحيحة برقم 2508.

[5] (سبأ:37).

[6] تفسير السعدي ص681.

[7] متفق عليه.

[8] (الزمر:20).

[9] تفسير ابن كثير (7/91).

[10] (الفرقان:75).

[11] تفسير السعدي ص587.

[12] متفق عليه.

[13] صحيح الجامع برقم 1465.

[14] صحيح الجامع برقم 6128.

[15] أخرجه مسلم في صحيحه برقم 728.

[16] صحيح الجامع برقم 6231.

[17] متفق عليه.

[18] مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (2/404).

[19] شرح رياض الصالحين (2/167).

[20] السلسلة الصحيحة برقم 1892.

[21] السلسلة الصحيحة برقم 2349

[22] التيسير بشرح الجامع الصغير (2/427).

[23] صحيح الجامع برقم 795.

[24] صحيح الجامع برقم 6472.

[25] السلسلة الصحيحة برقم 589.

[26] صحيح سنن أبي داود برقم 4800.

[27] صحيح سنن أبي داود برقم 4800.

[28] صحيح سنن أبي داود برقم 4800.

[29] صحيح سنن الترمذي برقم 1984.

[30] صحيح سنن الترمذي برقم 2008.

[31] دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (3/225).

[32] صحيح الترغيب برقم 1539.

[33] صحيح الجامع برقم 5152.

[34] صحيح الترغيب 1552.

[35] صحيح الترغيب برقم 1584.

[36] (مريم:63). 

أيمن الشعبان

داعية إسلامي، ومدير جمعية بيت المقدس، وخطيب واعظ في إدارة الأوقاف السنية بمملكة البحرين.

  • 4
  • 2
  • 11,080

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً