بنو هاشم وعبد المطلب، وأبو لهب ومصلحتك ياسيد..
لما رأت قريش أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلو والأمور تتزايد أجمعوا أن يتعاقدوا على بني هاشم وبني المطلب وبني عبد مناف ألا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة.
في مكة من حوالي1450 عام كان الحكم والسيادة لقبيلة للكفر التي أعلنت الحرب على دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ومن أمن معه بالتعذيب والقهر والمطاردة والسخرية ثم كان الحصار والمسلمون قلة ضعيفة، ومع ذلك حدث أمر عجيب غير متوقع من بنو هاشم وعبد المطلب فقد حاصر كفار قريش القلة المؤمنة.
قال ابن القيم في زاد المعاد: لما رأت قريش أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلو والأمور تتزايد أجمعوا أن يتعاقدوا على بني هاشم وبني المطلب وبني عبد مناف ألا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة.
( هنا كان سهل جدا على بنو هاشم وعبد المطلب وهم على الكفر مخالفين للنبي ودعوته أن يعلنوا أن مصلحتهم تقتضي أن يتركوا النبي فهو يخالف دين الأباء ويسبب لهم مفاسد وصلت أن أجتمعت عليهم قريش وهم السادة ولكن التاريخ يذكر موقفا عجيبا...
يقول ابن القيم مستكملا: "فانحازت بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم؛ إلا أبا لهب فإنه ظاهر قريشاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب، وحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة، (الوحيد الذي قرر مصلحتك يا سيد بالفقه الأخو... المعاصر هو أبو لهب).
وبقوا محصورين مضيقاً عليهم جداً مقطوعاً عنهم الميرة والمادة نحو ثلاث سنين حتى بلغ بهم الجهد، وإذا كان النبي مع القلة المؤمنة يحتسبون الأجر من الله فما بال كفار بنو هاشم وعبد المطلب صابرين معهم على الجوع والحصار والمقاطعة ثلاث سنوات ولا ناقة لهم ولا جمل إلا أعلاء القيم التي تربوا عليها ولو عملوا بمصلحتك يا سيد لتركوا النبي ومن معه وكانوا مع أبو لهب في بيوتهم أمنين؛ ولكنه القيم العليا في النصرة وهم كفار وهم كفار فما بالكم اليوم والمسلمون لا ينصرون إخوانهم من المسلمين تحت باب مصلحتك.
وجاء الفرج من الله:
ثم أطلع الله رسوله على أمر صحيفتهم وأنه أرسل إليها الأرضة فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم؛ إلا ذكر الله عز وجل، فأخبر بذلك عمه فخرج إليهم فأخبرهم أن ابن أخيه قال كذا وكذا، فإن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقاً رجعتم عن ظلمنا، (حتى أنت يا أبو طالب تعلم الناس قيم المرؤة والشهامة والرجولة وأنت كافر لا تؤمن بالله تصر على قيمك العليا ولا تترك ابن أخيك لمصلحتك فقط تتركه لو (كذب ) يعنى لو ترك القيم العليا.
الرد من كفار قريش عجيب لم يقولوا تعال لمصلحتك وأترك ابن اخيك... بل قالوا: أنصفت... فأنزلوا الصحيفة فلما رأوا الأمر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ازدادوا كفراً وعناداً... وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الشعب.
انتهى ماذكره ابن القيم فى زاد المعاد، ولم تنتهى العظة والقصة والاستفادة والاسوة والعمل .
إننى لفى أشد الخجل وأنا أكتب ما حدث من كفار بنو هاشم وعبد المطلب وهم يستعلون بقيمهم لنصرة قلة ضعيفة لو تركوهم ما أنتقدهم أحد في التاريخ، وبعض من المسلمين اليوم لا يكتفون بترك إخوانهم يقتلون بل يتعاونون مع القتلة ويؤيدونهم ولايستحيون ويتبجحون أن ذلك من المصلحة...
تعلموا من كفار بنو هاشم وبنو عبد المطلب...
- التصنيف: