صبيان اللورد كرومر: أحمد لطفي السيد
أحمد لطفي السيد خريج الحقوق، وزميل مصطفى كامل لكن شتان بين الأثنين، أحمد لطفي السيد يصفه الطابور الخامس في الثقافة والإعلام المصري أنه مفكر وفليسوف ليبرالي.
الفرعونية المصرية العداء للإسلام:
الإنجليز من أخبث من أحتلوا بلاد المسلمين وهم أساتذة في تبديل وتغير الثوابت والهوية عند المسلمين بطريقة ناعمة، وقد عملوا عن طريق تغريب التعليم وتشجيع صبيان مدارس التغريب وتكبيرهم في المجتمع على إيجاد مسلمين يحاربون الإسلام وهم أمنين في لندن.
ومن صبيان اللورد كرومر... أحمد لطفي السيد خريج الحقوق، وزميل مصطفى كامل لكن شتان بين الأثنين، أحمد لطفي السيد يصفه الطابور الخامس في الثقافة والإعلام المصري أنه مفكر وفليسوف ليبرالي... فمن هو فكريا وسياسيا؟ لنكشف الستار عنه للأجيال حتى يعرفوا المخطط لأنه يتكرر الأن مع تلميع سياسيين، ومثقفين تحت دعوى الوطنية لنزع المسلمين المصريين من انتماؤهم للاسلام.
إنحرافه السياسي:
عمل على تأسيس حزب الأمة سنة 1907، ورأس صحيفته المعروفة باسم الجريدة، (كانت لسان حال المحتل الإنجليزي) وسياسة الجريدة كانت تقوم بطريقة خبيثة على إحياء النزعة العنصرية وأماتة الهوية الإسلامية الجامعة فعملت على الدعوة إلى فكرة مصر للمصريين، ومهاجمة الجامعة الإسلامية التي كان يدعو إليها السلطان عبد الحميد الثاني، ويعبر أحمد لطفي السيد عن هذا الاتجاه بقوله: "نريد الوطن المصري والاحتفاظ به، والغيرة عليه كغيرة التركي على وطنه (وقتها كانت غيرة العثمانيون على أمة الإسلام) والإنجليزي على قوميته، لا أن نجعل أنفسنا وبلادنا على المشاع، وسط ما يسمى بالجامعة الإسلامية..".
ويكشف عن وجه القبيح حين رأى تعاطف المصريين مع الدولة العثمانية، وقيامهم بجمع التبرعات، وحشد المؤن والأسلحة لإرسالها إلى الجيش العثماني في طرابلس بليبيا حيث أعلن عن رفضه تفاعل الشعب المصري المسلم مع إخوانه في ليبيا ضد المحتل الايطالي تحت ذريعة اننا مصريون ولاعلاقة لنا بليبيا ولا الخلافة العثمانية!!!!
وسلكت صحيفته سياسة الإشادة بالاحتلال البريطاني، والتحسن المادي والإداري الذي وصلت إليه مصر في عهد الاحتلال، وقبل أن يرحل اللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر إلى بلاده أقيم له حفل وداع بالأوبرا، في (ربيع الأول 1325 هـ = مايو 1907م)، وكان في مقدمة المحتفلين أعضاء حزب الأمة، وأفردت الجريدة ملحقًا عن حياة المعتمد البريطاني وأعماله في مصر، فأشادت بأعماله!!!!؟
مناصب أحمد لطفي السيد:
لأنه من صبيان اللورد كرومر تولى مناصب مؤثرة في الأجيال فكريا فكان رئيساً لمجمع اللغة العربية وعين مديراً لدار الكتب المصرية ومديرا للجامعة الأفغاني كان متأثرا بكتب أرسطو، ونقل منها إلى العربية: "علم الطبيعة -و"السياسة-" و"الكون والفساد- و"الأخلاق-.
انحرافاته الفكرية العقدية:
1- أكبر توجه فكري يفضح إنحرافه وزندقته -كما ذكره ألبرت حوراني -في كتاب الفكر العربي في عصر النهضة ص211-
قال عن أحمد لطفي السيد إنه: "لم يكن مقتنعاً كأساتذته! بأن المجتمع الإسلامي أفضل من المجتمع اللا إسلامي"!! ويوضح الحوراني: أن "الدين -سواء كان الإسلام أو غيره- لا يعنيه إلا كأحد العوامل المكونة للمجتمع".
في هذا يقول أحمد لطفي السيد: "لست ممن يتشبثون بوجوب تعليم دين بعينه أو قاعدة أخلاقية معينة " [المرجع السابق: ص211 - 212نقلاً عن صفحات مطوية، لطفي السيد، (1/ 118)].
2 - دعوته (العلمانية) وعزل الإسلام عن أن يكون مرجعاً للحكم وسلوك الفرد والمجتمع إلى كونه مجرد علاقة بين العبد وربه يحتفظ بها في ضميره!!.
يقول مجيد خدوري في كتابه (عرب معاصرون):"إن تأكيد لطفي السيد على العلمانية وإحالة الدين إلى ضمير الفرد أثار النقاد الذين نددوا به واتهموه بالإلحاد" [ص 329].
ويروي مجيد خدوري في كتابه (عرب معاصرون): " أخبرني عبد الرحمن الرافعي المحامي المؤرخ مرة أن لطفي السيد كان شيخ الملحدين. ولكن عبد الرزاق السنهوري الذي سمع هذه الملاحظة قال: إن شيخ الملحدين هو شبلي شميّل وليس لطفي السيد، على الرغم من أن لطفي نفسه من الملحدين!! وقال الرافعي إن لطفي كمدير للجامعة المصرية دافع عن ملحدين آخرين؛ كطه حسين ومنصور فهمي وحسين هيكل " [ص329].
"وقال لي السنهوري -وهو صديق حميم للطفي السيد- إن لطفي أثار شكوكاً جدية في المعتقدات الدينية التقليدية" وأنه "أعرب عن شكوك خطيرة فيها، وقد ظل مشككاً حتى آخر حياته"!! [ص330].
ويؤكد مجيد خدوري معاداة لطفى السيد للشريعة الاسلامية في كتابه (عرب معاصرون): "قال لي -أي لطفي السيد- مرة في سياق الحديث: إن الشريعة الإسلامية وهي في حالة ركود منذ زمن بعيد لم تعد تتفق والأوضاع الجديدة للحياة"!! [ص330].
3 - كان من كهنة وسدنة شعار "مصر للمصريين"! فأعاد عصبية الجاهلية من جديد، يقول ألبرت حوراني في كتابه (الفكر العربي في عصر النهضة): "كان لطفي كغيره من المفكرين المصريين لا يحدد الأمة على أساس اللغة أو الدين، بل على أساس الأرض، وهو لم يفكر بأمة إسلامية أو عربية، بل بأمة مصرية: أمة القاطنين أرض مصر" [ص216]، وأن "لمصر في نظره ماضيان: الماضي الفرعوني والماضي العربي، ومن المهم أن يدرس المصريون الماضي الفرعوني، لا للاعتزاز به فحسب!، بل لأنه يلقنهم قوانين النمو الارتقاء" [ص 216 - 217].
وقد ذهب لطفي السيد في غلوه الجاهلي إلى القول بأن "القومية الإسلامية ليست قومية حقيقية، وأن الفكرة القائلة بأن أرض الإسلام هي وطن كل مسلم إنما هي فكرة استعمارية تنتفع بها كل أمة استعمارية حريصة على توسيع رقعة أراضيها ونشر نفوذها"!! [ص 218].
ويقول -أيضاً-: "أما الأمة الإسلامية فكادت تقع خارج نطاق تفكيره" [ص 224].
ويقول مجيد خدوري في كتابه (عرب معاصرون): "كانت فكرته -أي لطفي- في الأمة -كما استقاها من الفكرة الأوروبي! إقليمية، لا إسلامية" [ص328].
ويقول -أيضاً-: "نادى بهوية مصرية وطنية تستند إلى تاريخها المتواصل، الذي لم يكن الحكم الإسلامي فيه إلا مجرد فصل واحد" [ص328].
4- ويظهر قمة الخبث لصبى اللورد كرومر الذي تم تعيينه لمجمع اللغة العربية!! في "الدعوة إلى العامية: وهي خطة المستشرقون والمنصرون قبله للقضاء على لغة القرآن، وكان أبرز ما دعا إليه:
أ- إبطال الشكل وتغييره بالحروف اللينة.
ب تسكين أواخر الكلمات.
ج إحياء الكلمات العامية المتداولة، وإدخالها في صلب اللغة الفصحى" [انظر: رجال اختلف فيه الرأي، لأنور الجندي، ص 4].
قلت: وانظر للتدليل على ما سبق من كلام لطفي السيد، كتاب (قمم أدبية) للدكتورة نعمات أحمد فؤاد.
واخيرا مدرسة اللورد كرومر مازالت مفتوحة وتلاميذها كثر ، عندما أكتب وأفضح فكر رجل مات من 55 عام إنما أنبه لواقع يتكرر فيه تلاميذه وأفكاره المنتشرة بصورة لافتة في السياسيين المصريين ممن يتم زخرفة تواجدهم بالمعارضة للعسكر والاستبداد وأنهم يناضلون للحرية والديمقراطية (شرط أن لتكون للإسلاميين أغلبية) وعبر التلميع الإعلامى والدعم المالي واستغلال القهر بالإسلاميين تتم خططهم للقفز على القيادة وركوب ظهور الإسلاميين الذين يضحون.
وكلامي واضح عن أشخاص بعينهم هم فلان وفلان س وص في بيانتهم وتصريحاتهم وأحاديثهم وإعلامهم فاحذرهم فلن ينصرونا بل مهمتهم أن يخذلونا دنيا ودين، وما النصر إلا من عند الله.
- التصنيف: