إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ
أبو الهيثم محمد درويش
{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } [لقمان16-17]
- التصنيفات: التفسير -
أصغر الأشياء حجماً ووزناً لا يغيب علمها و لا القدرة عليها على الله مهما اختفت و أينما وجدت في الكون الفسيح مترامي الأبعاد , فهو كامل العلم و القوة و القدرة سبحانه .
و هو وحده المستحق للعبادة و أولها الصلاة على أوقاتها ثم حمل أمانة التكليف و أمر الناس بالمعروف و نهيهم عن المنكر بكل وسيلة ترضي ربنا و لا تنفر عباده , و مع الثبات و الاستقامة تتكون العداوة من أعداء الله والمبغضين لرسالته فاصبر على عداوتهم و اثبت على منهج الحق تكن من أولي العزائم .
{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } [لقمان16-17]
قال السعدي في تفسيره :
{ {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ } } التي هي أصغر الأشياء وأحقرها، { { فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ } } أي في وسطها { {أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ} } في أي جهة من جهاتهما { {يَأْتِ بِهَا اللَّهُ } } لسعة علمه، وتمام خبرته وكمال قدرته، ولهذا قال: { {إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} } أي: لطف في علمه وخبرته، حتى اطلع على البواطن والأسرار، وخفايا القفار والبحار.
والمقصود من هذا، الحث على مراقبة اللّه، والعمل بطاعته، مهما أمكن، والترهيب من عمل القبيح، قَلَّ أو كَثُرَ.
{ {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ } } حثه عليها، وخصها لأنها أكبر العبادات البدنية { { وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} } وذلك يستلزم العلم بالمعروف ليأمر به، والعلم بالمنكر لينهى عنه.
والأمر بما لا يتم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر إلا به، من الرفق، والصبر، وقد صرح به في قوله: { {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} } ومن كونه فاعلا لما يأمر به، كافًّا لما ينهى عنه، فتضمن هذا، تكميل نفسه بفعل الخير وترك الشر، وتكميل غيره بذلك، بأمره ونهيه.
ولما علم أنه لا بد أن يبتلى إذا أمر ونهى وأن في الأمر والنهي مشقة على النفوس، أمره بالصبر على ذلك فقال: { {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ } } الذي وعظ به لقمان ابنه { {مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } } أي: من الأمور التي يعزم عليها، ويهتم بها، ولا يوفق لها إلا أهل العزائم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن