القدس إسلامية
علي قاسم
وأبشروا.. ففي الوقت الذي يتعامل فيه المخطط الدولي واللاعب المحلي مع اﻷمة على أنها جسد هامد يفعلون به ما يشاؤون.. يُدبر الله خلف آكام الغيب ما يُدهش عقولنا و يُبطل كيدهم، ولكنكم تستعجلون..
- التصنيفات: دعوة المسلمين - الواقع المعاصر -
هل نحن أمة رد الفعل ولسنا أمة المبادرة بالفعل الناجز!
يتبجح البيت الأبيض بأن ترامب أبلغ الرؤساء بقراره (وهو إعلان القدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل )، ورغم ذلك.. لم نسمع من أحدهم ولو مجرد كلمات تافهات للشجب الظاهري، أو الاستنكار الشكلي...
ثم فوجئنا أمس بإعلان ترامب رسميا ( أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل )، وبرر ذلك بأن هذا القرار كان موجودا منذ ١٩٩٥م، ولكن لم يتم تنفيذه، حتى أُعيد ترتيب الأوضاع في المنطقة العربية، ونجحت الخطط في تركيع الشعوب العربية وإضافتها..
بعد هذه التصريحات المهترئة.. انتفض البعض فأكثرَ من عبارات الشجب والاستنكار لهذا الكلام المقيت.. وفقط!!!
أما الغالبية من الشعوب ( فكأن شيئا لم يكن )!!
هذا هو واقعنا المر، وهذا شيئ من وصف حالنا وحال أمتنا المُغيّبة.. فحال أغلب الأمة أنهم مغيبون عن الواقع، ومن كان عنده شيء من حب الدين والغيرة علي الشرع، فإنه يرى أن جهاده لا يكون إلا في العالم الافتراضي فهو يظن أن مجرد كتابة حروف ساخنة:
مثل : "إلى ترامب عظيم الروم؛ توقف عن تهديد أهل القدس؛ وإلا سنرسل لك جيشاً أوله في الفيسبوك والواتس آب وآخره في تويتر..."، وتناسى هؤلاء أن هذا السبيل هو تفريغٌ للعاطفة الجياشة الموجودة في صدور أبناء أمتنا، بحيث يصبح الناس ويمسون وواقعنا المر قد ازداد سوءا، و الأمة الإسلامية قد مُنيت بالهزائم المتتالية.
والحل أن يتوقف كل شخص غيور عن سياسة الشجب والاستنكار، والجهاد الفيس بوكي، وأن ينتقل من دائرة (حزب الكنبة)، ليأخذ بالأسباب المباحة والمتاحة لرفع الذلة عن الأمة، والأهم من ذلك أن نتذكر دوما أن القدس إرث خالص للأمة الإسلامية وحدها، وأن ما فعله المدعو ترامب هو ما فُعِل من قبل بما عرف تاريخيا بوعد بلفور والذي (أعطى من لا يملك، لمن لا يستحق).
القدس ليست مدينة عادية ككل المدن، إنها الأرض المقدسة المباركة..
كذلك يلزمنا أن نجدد إيماننا بربنا، ونعتز بإسلامنا، ولنحذر أن تنهار معنوياتنا، أو أن يضعف يقيننا، أو يهتز معتقدنا في موعود ربنا، أو نتشكك في وعد نبينا.. فإذا كان ترامب قد أعلن رسمياً أن القدس عاصمة لإسرائيل فنحن نعلن رسميا {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء من الآية:7] كذلك فلابد من تذكر أوصاف المؤمنين في أوقات الاستضعاف والفتن و المصائب والكوارث.
حيث ترى القرآن يخبرنا عنهم:
- أنهم لم يضعفوا
-ولم يهنوا ..
-ولم يستكينوا ..
-وإن قُدّر لهم أن يستكينوا فلربهم، و ليس لعدوهم..
قال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } [ آل عمران:146].
وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون:76].
وأخيرا...
لابد لنا من معرفة خطط أعدائنا في الفترات القادمة، ولهذا أوصيك بمشاهدة مقطع ( خطة ٢٠٢٠) للشيخ علي قاسم .
وأبشروا.. ففي الوقت الذي يتعامل فيه المخطط الدولي واللاعب المحلي مع اﻷمة على أنها جسد هامد يفعلون به ما يشاؤون.. يُدبر الله خلف آكام الغيب ما يُدهش عقولنا و يُبطل كيدهم، ولكنكم تستعجلون..