عفة لسان أهل الحديث

منذ 2017-12-15

من جوانب العظمة والإبهار في سيرة الإمام البخاري رحمه الله: عفة لسانه، وورعه الشديد في الكلام على الناس، وبعده التام عن الغيبة، مع أنه إمام كبير في الجرح والتعديل وهو علم بطبيعته يقتضي إصدار الأحكام على الرواة، وذكر ما فيهم مما يخل بالضبط أو العدالة، وإن كان جرح الرواة ليس بغيبة أصلا بل هو نصيحة للأمة، وذب عن السنة، وذود عن حماها.


لكن انظر ماذا يقول هذا الإمام الجليل:-

- " أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا " سير أعلام النبلاء 12 / 439.

- وقال أيضا " لا يكون لي خصم في الآخرة " السير 12 / 441.

- وقال أيضا " ما اغتبت أحدا قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها " السير 12 / 441.

 

ومن العجيب أن البخاري نفسه قد نقل عن شيخه الإمام المحدث الكبير أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني أنه قال " منذ عقلت أن الغيبة حرام، ما اغتبت أحدا قط " السير 9 / 482.

وهكذا يورث الشيخ تلميذه الورع وعفة اللسان!!

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 3
  • 0
  • 3,971

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً