يا من تسألون أين صلاح الدين؟

ترامب:

"قرَّرتُ أن الوقت قد حان للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"...

صدَقَ وهو الكذوب..!

فوقتُ السلخِ والتقسيمِ يحينُ بعدَ موتِ ذبيحتك..!

ولكنَّ الكذوبَ الكفورَ لا يعلمُ أننا أمةٌ لا تموت.. وإن ذُبِحَتْ..!

قد يُغمَى عليها.. قد تنزف كثيرا.. قد ترقد طويلاً...!

لكنها أبدًا لا تموت...

يا أمهات ويا آباء..

أعِدّوا أبناؤكم للملاحم، ولا تقولوا صِغار..!

أعِدّوا أبناءكم للفصل في الفتن وتمييز الحق من الباطل، ولا تقولوا أطفال..!

أعِدُّوا فيهم وفي أنفسكم ما استطعتم من قوةِ العقيدة وقوة الإيمان وقوة العلم وقوة البنيان، ولا تقولوا ضِعاف..!

لازال في أُمتنا بقية رجالٍ حَية.. 

في كل بيتٍ مشروعُ "صلاح الدين"، فقط إن كانت أُمُّه كأمِّ "صلاح الدين"، وتُعِدُّهُ لصلاح الدينِ والدنيا بحق....!

واللهِ في بيوتكم رجالٌ تنادي عليهم الأُمة.. فاستنهضوهم.. بالله!

كُلُّ أم لم تَقُصْ بعدُ على ابنها وتلقِّنْه قضايا الأمة وجراحاتِ المستضعفين، ولم تتخذْ منه عهدًا وسَعيًا حقيقيًا مثابرًا بالتجهز بالعلم والعمل لنصرتها ورفع رايتها عاليةً خفاقةً فوق أنقاض رايات الطواغيت والكفر، فتلك الأم من ضمن هموم الأمة، فلتتقي الله في أُمَّتِها..!

الله الله في الأمة..

الله الله في ما تبقى منا...

فيا من تسألون أين صلاح الدين: أين غرسُكم في أبنائكم؟ صلاح دينهم يأتينا جميعا بصلاح الدين.. حالاً وعَلَمًا.. 

{وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُه...}

فإن سأل سائل: 

كيف السبيل لإخراج جيل كصلاح الدين في مثل هذه المجتمعات المنحلة والظروف القهرية؟

فأجيبه:

بتنشئة أبنائنا على خُطَى السلف شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، تربية القرون الثلاثة الأولى التي زكاها النبي صلى الله عليه وسلم..

قبل أي طُرُق تربوية حديثة مطلقًا.. 

نجعل المنهج النبوي مهيمنا على ما عداه.. نجعل كتاب الله مهيمنا على كل كتاب  تربوي بشري خالٍ من التربية النبوية ومتفلت من المدرسة المحمدية، فالقرآن مهيمنٌ على ما عداه من الكتب السماوية: {وَأَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيهِ مِنَ الكِتابِ وَمُهَيمِنًا عَلَيهِ}، أفلا يهيمن على كتب بشرٍ ديدنهم اتباع الهوى وعادتهم الخطأ والزلل! {فَاحكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِع أَهواءَهُم عَمّا جاءَكَ مِنَ الحَق}..

ولكي نحقق هذا، علينا نحن أولا أن نتربىعليه ونتأدب به.. وحتى يكون كلامنا عمليًا لا مجرد هبّات عاطفية،  أنصحكم بالاستماع إلى سلاسل الدروس الصوتية المباركة للدكتور راغب السرجاني المعنية بأمر تربية الرجال، فستعينكم بإذن الله آباء وأمهات على وضع أقدامكم وأقدام أبنائكم على بداية متينة وقوية لهذا الطريق المنهجي الهام: تربية القرون الثلاثة الأولى.. 

 سلاسل: كن صحابيا، الأندلس من الفتح إلى السقوط، فلسطين حتى لا تكون أندلسا أخرى، السيرة النبوية بعهديها المكي والمدني، التتار، كيف تصبح عالمًا، أبو بكر الصاحب والخليفة.

ودروس فُرادى: لسنا في زمان أبرهة، رمضان وبناء الأمة، رمضان وجهاد الأمة، زمن وضوح الرؤية.

ومن كان أبناؤه صغارًا فليستمع هو ثم يلقنهم المعلومة ببساطة ويطبقوها سويا بمثابرة و صدق نية وهمة لإحياء الأمة..

بجانب تلقين أطفالنا علم التوحيد والعقيدة، فبه تتمايز قلوب المؤمنين وقلوب المنافقين وأهل البدع والفرق الضالة والمنحرفة عن عقيدة أهل السنة والجماعة، حتى إذا تراصت صفوف الجهاد و رُفِعَتِ الرايات الكثيرة كلها تدَّعِي وصلاً بليلى، استطاع أبناؤكم واستطعتم كذلك -بعلم العقيدة النقي- التمييز بين رايات الحق ورايات الباطل وتمتعتم بوضوح الرؤية في أوقات الفتن والملاحم على بصيرةٍ بإذن الله..

ومن أيسر كتب تلقين العقيدة للأطفال والكبار على حد  سواء، كتب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله، خاصة متن العقيدة المُذهل (سلم الوصول إلى علم الأصول)، بجانب شرح المتن نفسه من كتاب المعارج (معارج القبول بشرح سلم الوصول) للشيخ ذاته، فهو مؤلف المتن ثم مؤلف الشرح، بالإضافة إلى كتاب الشيخ القيم جدا: "أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة"، والذي اشتهر باسم "200سؤال في العقيدة" نظرًا لأن الكتاب عبارة عن سؤال وجواب في العقيدة.. 

الثلاث كتب تصب في مصب واحد بإذن الله وتتكامل في التأسيس لأصول الاعتقاد وقواعد الدين التي لا نجاة في الآخرة بغيرها.. 

بجانب كتاب "فقه الأسماء الحسنى" للشيخ عبد الرازق البدر..  وكلهم متاحون في المكتبات وبصيغة "بي دي إف" على شبكة "الانترنت"..

والله المستعان..

{وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُه...}

اللهم اجعل الدائرة على يهود ومن ناصرهم في اغتصاب أقصانا ومحاربتنا في ديننا بالقهر والتسلط والتجبر..

اللهم اجعلها عليهم قارعةً من أنفاسِ جهنم بأيدينا..!

اللهم واجعلنا وأبناءنا رعودَ حرائقَ تُقَتّلْهُم وهم نائمون وَتُمَزِّقْهُم وهم يلعبون، ما نُبقِي منهم كَبِدًا ولا نَذرُ فيهم أُنْمُلة....!

خيبر خيبر يا يهود..

جيش محمد سوف يعود..