تجنب الطريق السقيمة التي تؤدي إلى نفوس غير سويّة ولا سليمة (2)
أم هانئ
واجبات الزوج تختلف عن واجبات الأب، فلِمَ يرتفعان معا بعد الطلاق، وقد اجتمعا معا أيام الزواج؟! ففي الزواج يتلازمان، وعند الطلاق لا يرتفعان: بل يبقى الأب وإن ارتفع الزوج.
- التصنيفات: التصنيف العام - التربية والأسرة المسلمة - قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -
(2) ألا هل من مبلِّغٍ لهم: الطلاق للزوجات لا لأولادهم!!
والحديث اليوم عن بعض المطلِقين، والطلاق مشروع في العرف والدين، وطلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-نقله الكثير، وطلق بعض الصحابة زوجاتهم دون نكير، فحديثنا ليس عن مشروعية الطلاق، بل عما ينتج عنه من مساوئ من بعضهم في التعامل والأخلاق؛ فلسان حالهم زوجتي طلقتها مع الأولاد!!
إن كان لا مانع من الطلاق، وعند استحالة العشرة لا محيص من الفراق إلا أنه من الخطأ أن يلزم ذلك الانفصال بخس لحق المطلقة مع الأطفال؟! فمن العدوان والطغيان حمل الجميع في كفة واحد للميزان!!
وإن سلمنا بخطأ الأم، فلم نضرب للصغار بسهم في ذلك الظلم؟!
واجبات الزوج تختلف عن واجبات الأب، فلِمَ يرتفعان معا بعد الطلاق، وقد اجتمعا معا أيام الزواج؟! ففي الزواج يتلازمان، وعند الطلاق لا يرتفعان: بل يبقى الأب وإن ارتفع الزوج.
وإذا نظرنا إلى واقعنا الذي نعيش وجدنا اعتقاد التلازم بين واجبات الأب وواجبات الزوج، سبحان من لم يجعلهما متلازمين!! وجعل لكلٍ حقوقا وواجبات، وفرض العدل بين العباد، فيمكن للزوج إلغاء حقوق زوجته بطلاقها والبعد عنها ونسيانها، ولكن أن يلحق فلذات كبده بها: فينسل عنهم، ظالما لهم، هاضما لحقوقهم، لاغيا لوجودهم، مضيّعا لكيانهم، مشوّها لنفوسهم؛ يؤاخذهم بجريرة مطلقته-إن سلمنا بظلمها له-ينتقم من أبنائه: فلا يرضّي الله في نفقته-إن أنفق- عليهم، ولا راعية لأشخاصهم، ولا توجيه لعقولهم، ولا تصويب لأفعالهم، ولا تحسين لأخلاقهم، ولا حب لهم، ولا خوف عليهم، ولا حنان يلفهم؛ باليتم وصمهم وهو على قيد الحياة؛ كذا وجهه هواه، كالمستقيل من أبوتهم، لسان حاله وقاله: هذه جريرة أمكم، وعقابها وعقابكم...!!
ألا هل من بلّغ لهذا:
إنه لاتزر وازرة وزر أخرى، وإن كان له مظلمة عند أمهم، فلا يستوفِ غليله منهم!!
وإن كانت مظلمة لكم: فأدوا الحق الذي عليكم واسألوا الله ما لكم.
يتبع،،