مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة 22]
أنزل ربنا الآيات لتدلنا على طريق النور و تحذرنا من طرق الظلام والغي والضلال , وأرسل الرسل وأمرهم بالتبليغ كما أمر أتباع الرسل بالتبليغ والدعوة لتصل رسائل الهداية إلى كل أهل الأرض .
وبعد هذا تجد من يعرض عن النور ويأبى إلا الظلام , يتكاسل أو يتكبر ويسلك طريق الإباء والإجرام .
سماهم الله مجرمين لما أعرضوا عن الاستماع والإيمان وتطبيق الآيات ثم توعدهم بالانتقام جزاء إهمالهم لأمر الله .
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة 22]
قال السعدي في تفسيره :
أي: لا أحد أظلم، وأزيد تعديًا، ممن ذكر بآيات ربه، التي أوصلها إليه ربه، الذي يريد تربيته، وتكميل نعمته على أيدي رسله، تأمره، وتذكره مصالحه الدينية والدنيوية، وتنهاه عن مضاره الدينية والدنيوية، التي تقتضي أن يقابلها بالإيمان والتسليم، والانقياد والشكر، فقابلها هذا الظالم بضد ما ينبغي، فلم يؤمن بها، ولا اتبعها، بل أعرض عنها وتركها وراء ظهره، فهذا من أكبر المجرمين، الذين يستحقون شديد النقمة، ولهذا قال: { { إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ } }
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: