من خطوات الإصلاح في سوريا: نشر عقائد الرافضة بأموال أهل السنَّة !
ملفات متنوعة
عرفنا بلدنا الغالي سوريا في تاريخه القريب والبعيد حضنًا كبيرًا،
وقلبًا رحيبًا يسَعُ إخواننا العربَ من دول الجوار وغيرها، فما إن
يحلُّ بقطر شقيق أزمة أو محنة حتى يهبَّ الشعب السوري الأبيُّ لنصرة
إخوانه واستقبال المنكوبين منهم في بيوتهم على ضيقها...
- التصنيفات: مذاهب باطلة -
عرفنا بلدنا الغالي سوريا في تاريخه القريب والبعيد حضنًا كبيرًا،
وقلبًا رحيبًا يسَعُ إخواننا العربَ من دول الجوار وغيرها، فما إن
يحلُّ بقطر شقيق أزمة أو محنة حتى يهبَّ الشعب السوري الأبيُّ لنصرة
إخوانه واستقبال المنكوبين منهم في بيوتهم على ضيقها، يقاسمونهم
اللقمة وشَربة الماء، وما أمر فلسطين والعراق ولبنان عنكم
ببعيد!
وها هو اليوم قائدنا الملهم الحكيم طبيب العيون المثقف! يأبى
بتعنُّته ومضيِّه في سبيل الغَي والحل الأمني... إلا أن يقلبَ
المعادلة؛ ليُلجئ أبناء شعبه العزيز في درعا وتلكلخ وشمال سوريا
للفِرار إلى دول الجوار؛ إلى الأردن ولبنان وتركيا!! وبعد أن كنَّا
يدًا عليا تمتدُّ لكل ذي حاجة، بتنا اليوم يدًا دنيا تستجدي المساعدة،
وتبحث عن مَلاذ آمن يقي أولادنا ونساءنا رصاصَ الغدر وقذائف العار
التي تُطلقها قوات الأمن السورية على المواطنين العُزْل؛ عقوبة لهم
وتأديبًا لغيرهم، لتعدِّيهم الخطوطَ الحمرَ حينما خرجوا يصدعون بطلب
الحرية والإصلاح، رافضين حياة الذلِّ والقهر، والعبودية والخنوع
لأجهزة القمع والتسلُّط!!
وها هي درعا تئنُّ تحت ألم القصف والحصار، كما أنَّت أختُها غزة من
قبل، بيد أن اليهود الصهاينة المجرمين كانوا أرحمَ بغزة من قوات ماهر
الأسد بدرعا!!
لن أتحدث في مقالتي هذه عمَّا يعانيه إخواننا في درعا والرستن
وتلبيسة وبانياس.. من قتل وحشي وحصار خانق واعتقال تعسُّفي.. لم يدَع
مدينة ولا بلدة ولا قرية على امتداد خريطة الوطن إلا بلغها؛ ليكويَها
بناره ويؤذيَها بحقده!
وسيتجه حديثي فيها إلى أمر آخرَ بلغ من الخطر الغاية؛ بيد أني لم أر
من تنبَّه له أو تكلم عليه، وهو خطوة واسعة ووقحة من نظام البعث
المستبدِّ للتمكين للرافضة الشيعة في سوريا بعد أن ارتهن لنظام
الملالي في إيران الصفوية، وأسلمهم قياده وقياد أجهزته الأمنية، وفتح
لهم الأبوابَ على مصاريعها ليلجوا منها إلى تشييع أهل السنَّة من
العوامِّ الأغرار، مسلَّحين بمال وافر ينثرونه هنا وهناك، وبشبهات
وشهوات يمتطونها لتحقيق مآربهم!
وإن تعجب فعجب أن تُلبَس هذه الخطوة الفاضحة لَبوسَ الإصلاح والعطاء؛
لتكون عودًا من حُزمة الإصلاح العظيمة التي بشَّرت بها السيدة بثينة
شعبان قبل أن تدخلَ السرداب وتختفي حيثُ اختفى من قبل مَهديُّ الشيعة
المزعوم!!
هذه الخطوة أيها السادة هي: مرسوم جمهوريٌّ يقضي بإحداث معهد عال
للعلوم الشرعية والعربية هلَّل له الكثيرون من السذَّج والأغبياء،
ورفعوا عقيرتهم في الثناء عليه، واصفين إياه بالقرار الإصلاحيِّ
الضخم، وأنه يدلُّ على حسن نية الرئيس بشار الأسد تجاه الملتزمين
والراغبين بدراسة علوم الشريعة الإسلامية الغرَّاء من أبناء سوريا!
وطبعًا كان على رأس المطبِّلين لهذا المرسوم كثيرٌ من أصحاب العمائم
واللِّحى الذين انتعلهم النظام عقودًا لتحقيق سياساته الإفسادية، وها
هو المِحَكُّ قد كشف عن معادنهم الصدئة فخابوا وخسروا وفقدوا ثقة
طلابهم وأبناء بلدهم بهم!
إن هذا المرسوم الجمهوريَّ في ظاهره خيرٌ ورحمة للإسلام وأبناء
الإسلام، وفي باطنه سم زُعاف!
وإليكم خبرَه كما أعلنته وكالة الأنباء السورية الرسمية:
أصدر الرئيس بشار الأسد، يوم الإثنين (1/ 5/ 1432 هجري الموافق لـ 4/
4/ 2011 ميلادي)، المرسوم التشريعي رقم (48) لعام 2011م، القاضي
بإحداث معهد الشام العالي للعلوم الشرعية واللغة العربية والدراسات
والبحوث الإسلامية، مقره مدينة دمشق، يرتبط بوزير الأوقاف.
وما يهمنا منه المادَّة الثالثة التي تقول:
يتكوَّن المعهد من عدة فروع هي (مجمَّع الفتح الإسلامي), والذي يضم:
كلية الشريعة والقانون، وكلية أصول الدين والفلسفة، وكلية اللغة
العربية، وكلية الدراسات الإسلامية والعربية. و(مجمَّع الشيخ أحمد
كفتارو), والذي يضم: كلية الدعوة والدراسات الإسلامية، وكلية أصول
الدين، وكلية الشريعة والقانون. و(مجمَّع السيدة رقية), والذي يضم:
كلية أصول الدين، وكلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وكلية
الشريعة.
وهنا مربط الفرس؛ إذ المجمَّع الأخير (السيدة رقية) هو مجمَّع تعليمي
خاص بالشيعة الرافضة بدمشق، وهو مركز من مراكز التشييع وإفساد عقائد
المسلمين السنَّة، ولم يكن من قبل ذا حضور ظاهر، ولكنه بهذا القرار
سيكون له صوتٌ عال بكليَّاته الثلاث في نشر مذهب الرافضة بما فيه من
لعن الصحابة، وقذف أمهات المؤمنين، والقول بتحريف القرآن، وتكفير أهل
السنَّة عمومًا، والطعن بمراجعهم وأصولهم العلمية والشرعية.
هذه الكليات ستعمل على نشر مذهب الرفض الفاسد جنبًا إلى جنب كلياتنا
السنِّية، وتحت سقف واحد، ينال بعدها السني والرافضي شهادةً واحدة من
معهد الشام العالي للعلوم الشرعية واللغة العربية والدراسات والبحوث
الإسلامية، فيا خِزياه!!
وأما الطامة الكبرى فتتمثَّل في أن المعهد العالي تابعٌ لوزارة
الأوقاف السورية، وهذا يعني أن الأموال التي ستُضخ للإنفاق على كلياته
وأقسامه المتعددة ستكون من الأوقاف السنِّية، أي أن الكليات الرافضية
الشيعية التابعة لمجمَّع السيدة رقية ستُدعم بأموال أهل السنَّة،
ليتلقى فيها طلابهم كلَّ ما اشتملت عليه كتبهم من أكاذيب وأباطيل
تنتهي بهم إلى تكفير أهل السنَّة والحقد الشديد عليهم!! وسينالون
بتحصيلهم هذه العقائدَ الفاسدة شهادات عليا رسمية (ماجستير)
و(دكتوراه) يتصدَّرون بها المجالس، ويتبوَّؤون أعلى المراتب!! ولا
يَبعُد بعد ذلك أن يُختار أحد النابهين من دكاترتهم وزيرًا للأوقاف
السنِّية! وما الضير في ذلك، أليس قد درس مراحلَ الجامعة والدراسة
العليا بأموال أهل السنَّة؟!!
فهنيئًا لإيران ولسفارتها بدمشق ما قد حقَّقوه من فوز عظيم ومكاسب
جليلة، ما كانوا يومًا يحلمون بقليل منها! وهنيئًا لهم مرة أخرى على
ما سيوفِّرونه من أموال الخمُس التي كانوا ينفقونها في مجمَّعهم، فقد
كفتهم وزارة الأوقاف السورية تلك المؤونة، لتتيحَ لهم إنفاقَ تلكم
المدَّخرات في مشاريعَ تخريبية جديدة في سوريا وغيرها!
ولم يبقَ سوى أن أشيرَ إلى أن هذا المعهدَ العالي إنما قام بطلب
وإلحاح وحثٍّ من أحد رؤوس النفاق في سوريا الشيخ الدكتور محمد حسام
الدين فرفور المشرف على (مجمَّع الفتح الإسلامي) بدمشق، وقد بقي سنوات
طويلة يُريق ماء وجهه لأجله، ويستعمل كلَّ ما آتاه الله من علم وبيان،
وقدرة على ليِّ اللسان؛ في النفاق والثناء على سيِّده الرئيس وحاشيته
وأعوانه، وما زال سيِّده يعده ويمنِّيه غرورًا! حتى عرف الشيخ السبيلَ
إلى تحقيق مأربه فاستعان بالسِّفارة الإيرانية بدمشق، وبالملحق
الثقافي الإيراني؛ ليقنعَ سيِّده الأسد بافتتاح هذا المعهد العالي؛
شرط أن يكون للشيعة كلياتٌ تدرِّس علومهم وفقههم ودينهم المحرَّف إلى
جنب كليات أهل السنَّة! فكان ما أراد الشيخ! وما درى فضيلته أنه بهذا
الفعل قد استحق عارًا وشنارًا سيُلازمه أبد الدهر، وما يظنه إنجازًا
تاريخيًّا له سيبقى سُبَّة ووصمة خزي تدخلُ معه قبره، ويجدها في
صحيفته يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا سُلطة ولا جاه!!
2/6/1432 هـ