الصلاة
محمد علي يوسف
إنه أهم فصل في امتحان الحياة الدنيا لو صح ووُفي حقه لصحت سائر الفصول ولبورك للمصلي في سائر حركاته وسكناته.. ثم يُنظر في باقي العمل..
- التصنيفات: فقه الصلاة -
سجدة واحدة رفض إبليس أن يسجدها: سجدة طُرد بعد رفضها ولعن إلى الأبد ووعد بجهنم ومن اتبعه من الغاويين..
سجدة واحدة سُئل عنها فكانت الإجابة خاطئة وكان ما كان لم يكن مقصرا أو متثاقلا..
بل كان جاحدا مستكبرا كان رافضا لسجدة ما بالك بمن يرفض أكثر من ثلاثين سجدة يوميا
أربع وثلاثين سجدة يخلف ميعاده مع ربه فيها يوميا ويعرض عن ندائه وقربه وسيسأل عن كل سجدة وعن كل نداء..
تخيل لو أن شخصا عاش ستين عاما ونيف كما هو متوسط عمر الأمة:
شخص لم يكن يصلي..
كل يوم يُنادى خمس مرات..
مائة وخمسون مرة في كل شهر..
ما يقارب الألفي نداء كل عام..
أي أنه ينادى في سنوات بلوغه وتكليفه ما يقارب المائة ألف مرة..
سيسأل عن كل نداء من تلك النداءات المائة ألف..
عن كل مرة لماذا لم تجب؟..
هذه فقط هي البداية:
وهذا هو أول ما سيُسأل عنه العبد.. صلاته.
إنه أهم فصل في امتحان الحياة الدنيا لو صح ووُفي حقه لصحت سائر الفصول ولبورك للمصلي في سائر حركاته وسكناته.. ثم يُنظر في باقي العمل..
ثم يُدعَونَّ هنالك إلى السجود.. لكن الأوان قد فات.. "يَومَ يُكشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدعَونَّ إِلَىَ السُجُودِ". الآن مضى الوقت وذهبت الفرصة.. "فَلاَ يَستَطِيعُونَ".
الآن لا يستطيعون السجود والآن لم يعد التذلل والتعبد خيارا متاحا ولم تعد الذِلة منقبة يحمدون عليها بل صارت تَرهَقُهُم "خَاشِعَة أَبصَارُهُم تَرهَقُهُم ذِلَة" كيف لا وقد رفضوا من قبل رفضوا أثناء القدرة والاستطاعة أثناء السلامة "وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ"
عشرات الآلاف من المرات دعوا فيها للسجود وهم بخير وعافية والظهور مرنة قادرة والجوارح في عافية رغم ذلك أبوا ولم يستجيبوا عن كل مرة كانوا سالمين ودعوا فلم يجيبوا... سيُسألوو فهل أعدوا جوابا؟!