الداعية إذا تزوجت

منذ 2004-04-20
تكون الفتاة الملتزمة شعلة في الدعوة إلى الله، وتحبيب أوامره للقلوب، وتكتب بعاطفة صادقة مشبوبة، وتدعو بلسان يأسر النفوس، ويقنع العقول، حتى إنها لتكسب داعيات جديدات، يقتبسن منها ويحذون حذوها.

وتتزوج هذه الفتاة، فإذا بها تنـزوي في بيتها، ويخفت صوتها، وتفتقدها أخواتها، تعتذر منهن إذا دعونها إلى لقاء، وتتوارى عنهن إذا صادفنها في الطريق.
ولقد تكرر هذا حتى أطلقت المسلمات على الزواج "مقبرة الداعيات"، وصرن "يشيّعن" المتزوجة إلى بيتها بدلاً من "زفها" إليه.
فما السر في هذا الانقلاب ؟ وهل هو طبيعي مقبول؟ أم أنه شاذ مرفوض؟

علينا أن نقرّ أن حال فتاة ليس عليها مسؤوليات تجاه زوج وأولاد، وتبعات بيت، يختلف عن حال زوجة تحمل هذه التبعات وتلك المسؤوليات.
ومن ثم فإن من الطبيعي أن ينقص عطاء الفتاة لدعوتها خارج بيتها بعد زواجها، وأن يقل الوقت الذي تمضيه مع أخواتها الداعيات، وأن تغيب كتاباتها الحماسية أو تضعف نبرتها وتخفت حرارتها.

لقد أصبح للفتاة بعد زواجها رسالة ليست هيّنة، رسالة جليلة خطيرة، تسعى من خلالها لتأسيس خلية صالحة من خلايا المجتمع المسلم، خلية ترعى فيها زوجاً، تكون له سكناً، وتربي فيها أطفالاً، تكون لهم راعية ومرشدة ومعلّمة. فهل يمكن لمن هذا شأنها وحالها أن تستمر في عطائها القديم؟ هل نتهمها بالهروب، والتخلي عن الدعوة، ومفارقة أخواتها الداعيات؟

علينا ألا نطالبها بعطائها الذي كان قبل الزواج قدراً وحماسة، وعلينا أن نقدر انشغالاتها بزوجها وأولادها وبيتها، وعلينا ألا نهوّن من مسؤولياتها الجديدة وأعبائها التي لم تكن تحملها من قبل، لكن هذا لا يعني أبداً تبريرنا انصرافها عن أخواتها، أو مقاطعتها لهن، أو تراجع التزامها بدينها، وضعف تطبيقها أوامره، بل لعل استقرارها، الذي أثمره زواجها، يساعدها على مواصلة دعوتها بطمأنينة أكثر، وراحة نفسية أفضل، وربما بمساندة من زوجها إذا كان ملتزماً مثلها، كما أن استقلالها عن أهلها في بيت هي ملكته، يساعدها في دعوتها، ويمنحها فرصاً ربما لم تكن تتوافر لها في بيت أهلها، ولعل إنفاق زوجها عليها يكفيها عملها خارج بيتها، فيعينها على اتخاذ قرار الاستقالة، وهذه الاستقالة تمنحها وقتاً كان يأخذه عملها منها، فتجعل لدعوتها نصيباً من ذاك الوقت الذي كسبته بترك عملها.

وعليه فإن المرجو من الداعية التي تتزوج أن تحرص على ما يلي:
. أن تقوّي التزامها بدينها؛ لأن زواجها يحصّنها ويعفّها ويقطع الطريق على وساوس إبليس بالتبرج وإظهار الزينة أمام غير المحارم.

. على الرغم من أن واجباتها ومسؤولياتها تجاه زوجها وأولادها تأخذ كثيراً من وقتها وطاقتها، فإن تنظيمها أعمالها يساعدها على توفير قدر من الوقت، وإعطاء شيء من الجهد لدعوتها.

. زياراتها واستقبالاتها لغير الأهل والأقارب يمكن أن تبقى لأخواتها في الله، تواصل من خلالها دعوتها إلى الله، وعملها في سبيله، بالتشاور والتحاور مع أخواتها، واستكمال دراسة ما وضعنه من برامج.

. تفاهمها مع زوجها يساعدها على إقناعه بأهمية الدعوة وفضلها وبركتها، ويجعله من ثم يساندها ويحثها على مواصلة عملها الدعوي، ويقدر بعض انشغالها عنه (زوجها)، وغيابها قليلاً عن البيت.

. على أخواتها الداعيات، من جهتهن، ألا يقطعن المتزوجة وإن بدأتهن بالقطيعة، وأن يزرنها وإن قصّرت في زيارتهن، وألا يلمنها ويعتبن عليها كثيراً فيُعِنَّ الشيطان عليها.

لتعذرها أخواتها، ويخففن عليها في بداية زواجها، دون أن ينسحبن من حياتها، ويبتعدن عنها.
  • 4
  • 0
  • 9,856
  • أم عمر

      منذ
    [[أعجبني:]] المقالة كلها أعجبتني [[لم يعجبني:]] لا يوجد شيء لميعجبني ولكني اود التنبيه على ان الاخت اذا تزوجت فهي لن تكون عليها كل هذه المسؤوليات من اول يوم بل انهاتكون متفرغة وليس عندها الا مسؤولية الزوج الا بعد زمن طويل يصبح عندها اطفال ولهم مسؤوليات اما دون ذلك فان اغلب الاخوات يشكوون من الفراغ في اول عام او عامين من الزواج ولكن انا اعتقد ان السبب هو الزوج الذي يكون في بداية الامر يعتقد بان الزوجة ملك له ويعزلها عن كل من حولها.
  • أم شيخه

      منذ
    [[أعجبني:]] بعد الزواج تعمد الفتاةإلى ترسيخ قواعد الأسرةالجديدة ،يتطلب منهاذلك مزيدا من الجهد..وهذا يتطلب منها وقتا يجب ألا يزيد على العامين ..لتنطلق بعدها بقوه في مجال الدعوه..ولن تدرك اللائمات مدى الجهد إلا متى خضن المضمار [[لم يعجبني:]] أظن أن العمل الذي يكون ضمن الضوابط الشرعيه مدعاتا إلى مواصله الدعوه ..وهو الجسر الذي يضمن التواصل مع الأخوات الفاضلات
  • حنظلة

      منذ
    [[أعجبني:]] موضوع مهم جدا بالنسبة للداعيات [[لم يعجبني:]] أنه لم يوضع اللوم على الزوج الذي يكون السبب الرئيس في منع الزوجة من هذا الشيء وإن كان ملتزماًمع الاسف وأن هذا الشيء أقوله من واقع ولكنه ليس بمعمم على الجميع فعلى الزوج الصبر رويدا خصوصا في الايام الأولى للزواج أقصد بعد شهر أو شهرين لأن الزواج معروف كيف و بالبدايه ، تعلق الزوجين أحدهما بالاخر تعلقا شديدا مما يجعل الزوج يمنع زوجته من هذاالشيء رغم رغبة الزوجة فى أن تقابل أخواتها الداعيات أو طالبات العلم اللواتي يجلسن معها فعلى الزوج الصبر على زوجته لممارسة الدعوة لانه هناك الكثير من الداعيات والمؤثرات في المجتمع يمنعن من هذا الشيء ونسأل الله أن يلهم الأزواج الجدد الصبر
  • حنظلة

      منذ
    [[أعجبني:]] موضوع مهم جدا بالنسبة للداعيات [[لم يعجبني:]] انه لم يوضع اللوم على الزوج الذي يكون السبب الرئيس في منع الزوجة من هذا الشيء وإن كان ملتزماًمع الاسف وانا هذا الشيء اقوله من واقع ولكنه ليس بمعمم على الجميع فعلى الزوج الصبر رويدا خصوصا في الايام الاولى للزواج اقصد بعد شهر او شهرين لان الزواج معروف كيف و بالبدايه ، تعلق الزوجين احدهما بالاخر تعلقا شديدا مما يجعل الزوج يمنع زوجته من هذاالشيء رغم رغبة الزوجة م ان تقابل اخواتها الداعيات او طالبات العلم اللواتي يجلسن معها فعلى الزوج الصبر على زوجته لممارسة الدعوة لانه هناك الكثير من الداعيات والمؤثرات في المجتمع يمنعن من هذا الشيء ونسال الله ان يلهم الازواج الجدد الصبر والله اعلم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً