مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - لا يحل لك النساء من بعد
{ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [ الأحزاب 52]
لمن يلقي شبهة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم أو يتشرب هذه الشبهة عليه أن يتأمل هذا الحكم الخاص بتحريم زواج النبي صلى الله عليه و سلم بأخرى حتى لو ماتت جميع نسائه .
إكراماً لأمهات المؤمنين قصر الله رسوله صلى الله عليه و سلم عليهن فحرم الله على نبيه صلى الله عليه و سلم الزواج من أخرى حتى لو أعجبه حسنها كما حرم عليه أن يطلق إحداهن ليتزوج غيرها ممن أعجبنه .
فلو كان التشريع من عند محمد صلى الله عليه و سلم لما ضيق على نفسه في هذا الأمر تحسباً لأي طاريء قد يطرأ, ولكنه تنزيل من حكيم عليم , يعلم الغيب ويحكم بين عباده بما يرى سبحانه , وله الحكمة البالغة في تشريعه وأحكامه.
{ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [ الأحزاب 52]
قال السعدي في تفسيره:
وهذا شكر من اللّه، الذي لم يزل شكورًا، لزوجات رسوله، رضي اللّه عنهن، حيث اخترن اللّه ورسوله، والدار الآخرة، أن رحمهن، وقصر رسوله عليهن فقال: { {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} } زوجاتك الموجودات { {وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ } } أي: ولا تطلق بعضهن، فتأخذ بدلها.
فحصل بهذا، أمنهن من الضرائر، ومن الطلاق، لأن اللّه قضى أنهن زوجاته في الدنيا والآخرة، لا يكون بينه وبينهن فرقة.
{ {وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ} } أي: حسن غيرهن، فلا يحللن لك { { إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ } } أي: السراري، فذلك جائز لك، لأن المملوكات، في كراهة الزوجات، لسن بمنزلة الزوجات، في الإضرار للزوجات. { {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا } } أي: مراقبًا للأمور، وعالمًا بما إليه تؤول، وقائمًا بتدبيرها على أكمل نظام، وأحسن إحكام.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: