تجمُع النُخَب الإسلامية..هل يُعيد الحقوق ويُنقذ الهوية..؟
عبد العزيز مصطفى كامل
لتكن البداية تكوين رابطة حرة مصرية، لا رسمية ولا حزبية ولا شخصية.. تمثل(الموقف الإسلامي العام).. يجري اختيار رموزها من أحرار العلماء والعقلاء والحكماء في كل كيان من الكيانات العاملة الفاعلة،
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
من أخطر النتائج المترتبة على السطو على مكتسبات ثورة يناير.. ظاهرة الانقسامات المتزايدة المتوالدة.. فلم يعد المصريون شعبًا واحدًا.. ولم يعد الإسلاميون منهم كيانًا متقاربًا.. بل لم يعد حتى العلمانيون توجهًا متشابهًا.. بل صار الكل يناكف الكل ويصارعه.. مسارعًا إلى إثبات ذات وتصفية حسابات؛ حتى داخل الكيان الواحد.. وآخر ما كنا نتوقعه أن ينقسم الجيش ذاته على نفسه.. وهو ما تبدو بوادره اليوم مع بواكير المعركة الرئاسية الانتخابية، التي ستتبع الانقسامات العسكرية فيها غالبا انقسامات في المؤسسات الأخرى "السيادية "..
قد تطول فترة الانقسام المصري المتوقع أو لا تطول.. لكن المهم ألا تكون سببًا في انقسامات وجدالات وخصومات جديدة بين الإسلاميين أنفسهم.. والأهم أن يستغل حكماؤهم وعلماؤهم ومفكروهم - على اختلاف انتماءاتهم - مرحلة انقسامات الصف الموازي لإعادة المستطاع من وحدتهم المفقودة.. وترتيب المقدور عليه من أوراقهم المبعثرة.. وتنسيق جهودهم حول الموقف الأرشد من التطورات الأصعب.. ولن يتيسر ذلك إلا إذا شَكَّل هؤلاء من شتاتهم المفرق كيانًا اعتباريًا موحدًا.. وعقلًا جماعيًا رائدًا، يعقل الأمور في المراحل الحرجة المقبلة.. بقلوب حية ومدارك ذكية.. في اصطفاف مشروعٍ وواجبٍ حول شرعية الهوية، وغاية الاعتصام بالله تحت الراية الإسلامية..
لتكن البداية تكوين رابطة حرة مصرية، لا رسمية ولا حزبية ولا شخصية.. تمثل(الموقف الإسلامي العام).. يجري اختيار رموزها من أحرار العلماء والعقلاء والحكماء في كل كيان من الكيانات العاملة الفاعلة، وكذلك من المستقلين ذوي التأثير.. وهو كيان لا يلغي الخصوصيات.. ولكن ينشغل ويشغل الجميع بالالتقاء حول حلول مستمدة من العموميات والكليات، بل البديهيات التي طال اختلاف الإسلاميين حولها، رغم شدة ظهورها وحدة المصائب الناشئة عن استمرار غيابها.. وعلى رأسها: تقريب القلوب حول المواقف الحقة التي تجتمع عليها الأغلبية، لرأب الصدوع و تسوية الصفوف والتسديد والمقاربة.. ولأجل الوصول إلى مواقف علمية وفكرية وحركية متقاربة..
هل هذه مبادرة عملية واقعية..؟! أستغفر الله..!
بل هي أحلام شبه وردية.. ما دمنا في زمن الكوابيس الردية، التي لن يوقظنا وينقذنا منها إلا لطف رب البرية.. ثم تحرُّق وتحرُّك النُخب المخلصة النقية.. التي لو لم تتحرك من الآن.. فلربما تضيع الفرصة.. ويفوت الأوان.