ما قلَّ ودلّ (551 -600) (المقال الرابع عشر )

منذ 2018-01-25

انتقيتها بدقة وعناية من باب الذكرى، ( فإن الذكرى تنفع المؤمنين )، يقول ابن المبارك في تهذيب الكمال: لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم.

كلمات وجيزة وعبارات قصيرة، من جوامع الكَلِم ونفائس الحِكَم؛ مما " قلَّ ودلَّ " من أقوال السلف والمتأخرين، سهلة المنال طيبة المآل، لنستفيد منها في حياتنا العملية، سيما في أيامنا التي طغت فيها الماديات، وتغلبت على النفس الملذات والشهوات، انتقيتها بدقة وعناية من باب الذكرى، ( فإن الذكرى تنفع المؤمنين )، يقول ابن المبارك في تهذيب الكمال: لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم.
نسأل الله سبحانه وتعالى القبول والسداد والإخلاص في القول والعمل.
551- قال أبو الدرداء: إنما أخاف أن يكون أول ما يسألني عنه ربي أن يقول: قد علمت فما عملت؟[1]

552- قال الحسن: أدركتُ أقوامًا لو أنفق أحدهم ملءَ الأرض ما أمِنَ لِعظم الذنب في نفسه.[2]

553- قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ: يَا ابْنَ آدَمَ! تَضْحَكُ وَلَعَلَّ أَكْفَانَكَ قَدْ خَرَجَتْ مِنَ الْقَصَّارِ![3]

554- قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: دَاءُ الْبَدَنِ الذُّنُوبُ، وَدَوَاؤُهَا الِاسْتِغْفَارُ، وَشِفَاؤُهَا أَنْ لَا تَعُودَ فِي الذَّنْبِ.[4]

555- تالله مَا عدا عَلَيْك الْعَدو إِلَّا بعد أَن تولى عَنْك الْوَلِيّ فَلَا تظن أَن الشَّيْطَان غلب وَلَكِن الْحَافِظ أعرض.[5]

556- قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: كَابَدْتُ الصَّلَاةَ عِشْرِينَ سَنَةً وَتَنَعَّمْتُ بِهَا عِشْرِينَ سَنَةً.[6]

557- قال أبو سليمان الداراني: ترك شهوة من الشهوات أنفع للقلب من صيام سنة وقيامها.[7]

558- قال الشافعي: إذا أخطأتك الصنيعة إلى من يتقى الله عز وجل فاصطنعها إلى من يتقى العار.[8]

559- قال سفيان الثوري: مَا أَحْسَنَ تَذَلُّلَ الْأَغْنِيَاءِ عِنْدَ الْفُقَرَاءِ، وَمَا أَقْبَحَ تَذَلُّلَ الْفُقَرَاءِ عِنْدَ الْأَغْنِيَاء.[9]

560- قال أبو بكر الخوارزمي: قَلِيل السُّلْطَان كثير ومداراته حزم وتدبير كَمَا أَن مكاشفته غرور وتغرير.[10]

561- قال أبو إسحاق السبيعي: وَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْ عِلْمِي كَفَافاً.[11]

562- قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: قَرِيبًا أَجَلِي بَعِيدًا أَمَلِي سَيِّئًا عَمَلِي.[12]

563- قال ابن حزم: حدُّ الحَزمِ معرفة الصَّديقِ من العدو، وغاية الخُرقِ والضعف جهلُ العدو من الصديق.[13]

564- قال أبو قلابة: ليس من المروءة أن يربح الرجل على صديقه.[14]

565- قال الشعبي: إنا لسنا بالفقهاء ولكنا سمعنا الحديث فرويناه ولكن الفقهاء من إذا علم عمل.[15]

566- قال وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْد: أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ.[16]

567- قال عيسى بن مسكين: من أطلق طرفه كثر أسفه.[17]

568- قال ابن حبان: العدو العاقل خير للمرء من الصديق الجاهل.[18]

569- قال ابن حزم: العاقل لا يرى لنفسه ثمناً إلا الجنة.[19]

570- قال ابن الجوزي: إفتح عينك متى رأيت العقل يؤثر الفاني على الباقي، فاعلم أنه قد مسخ![20]

571- عن الفضيل بن عياض في قوله تعالى (سَأَصْرِفُ عَنْ ءَاياتِيَ) قال: عن فهم القرآن.[21]

572- لا تحتقرن أحداً مهما هان؛ فقد يضعه الزمان موضع من يرتجى وصاله ويخشى فعاله.[22]

573- قال ابن القيم: الْقُلُوب الْمُتَعَلّقَة بالشهوات محجوبة عَن الله بِقدر تعلقهَا بهَا.[23]

574- قال يحيى بن معاذ: من لَمْ ينظر فِي الدقيق من الورع لَمْ يصل إِلَى الجليل من العطاء.[24]

575- الجزع للمصائب الملقاة كفران للنعم المبقاة.[25]

576- قال حمدون القصار: لَا يَجْزَعُ مِنَ الْمُصِيبَةِ إِلَّا مَنِ اتَّهَمَ رَبَّهُ.[26]

577- قال وهب بن منبه: احتمال الذل خير من انتصار يزيد صاحبه قمأة.[27]

578- يقول سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الدُّنْيَا الدُّنْيَا؛ لِأَنَّهَا دَنَتْ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمَالُ؛ لِأَنَّهُ يَمِيلُ.[28]

579- سُئِلَ يُوْسُفُ: مَا غَايَةُ التَّوَاضُعِ؟قَالَ: أَنْ لاَ تَلقَى أَحَداً إِلاَّ رَأَيْتَ لَهُ الفَضْلَ عَلَيْكَ.[29]

580- قال الشافعي: وددت أن كل علم أعلمه تعلمه الناس أوجر عليه ولا يحمدوني![30]

581- لاَ يَصْفُو لأَحدٍ قَدمٌ فِي العبوديَّةِ حَتَّى تكُونَ أَفعَالُهُ عِنْدَهُ كُلُّهَا ريَاءً، وَأَحوَالُهُ كُلُّهَا عِنْدَهُ دعَاوَى.[31]

582- قال أيوب السختياني: إنه ليبلغني موت الرجل من أهل السنة فكأنما يسقط عضو من أعضائي.[32]

583- قال البخاري: مَا أَردْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بكَلاَمٍ فِيْهِ ذكرُ الدُّنْيَا إِلاَّ بدأَتُ بحمدِ اللهِ وَالثنَاءِ عَلَيْهِ.[33]

584- قال ابن حبان: من لم يكن عقله أغلب خصال الخير عَلَيْهِ، أخاف أن يكون حتفه في أقرب الأشياء إليه.[34]

585- قال طاووس: مَا مِنْ شَيْءٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ ابْنُ آدَمَ إِلَّا أُحْصِيَ عَلَيْهِ حَتَّى أَنِينَهُ فِي مَرَضِهِ.[35]

586- قال مغيرة بن مقسم: إِذَا تَكَلَّمَ اللِّسَانُ بِمَا لاَ يَعْنِيْهِ، قَالَ القَفَا: وَاحَرْبَاهُ.[36]

587- قال عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ كَيْسَانَ:مَكَثَ ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً لاَ يَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ يُؤذِي بِهَا جَلِيْسَه.[37]

588- قال ابْنِ عَوْنٍ: ذِكْرُ النَّاسِ دَاءٌ، وَذِكْرُ اللهِ دَوَاءٌ.[38]

589- قال الصوري: اعمَلْ للهِ، فَإِنَّهُ أَنفَعُ لَكَ مِنَ العَمَلِ لِنَفْسِكَ.[39]

590- قال يحيى بن معاذ: إذا كنت لا ترضى عن الله كيف تسأله الرضا عنك؟[40]

591- قال الأوزاعي: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَقُولُ قَلِيلًا وَيَعْمَلُ كَثِيرًا، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ يَقُولُ كَثِيرًا وَيَعْمَلُ قَلِيلًا.[41]

592- المتعبد يبكي على الفتور بكاء الثكلى بين القبور، ويندب زمان الوصال ويتأسف على تغير الحال![42]

593- قال عمر بن الخطاب: خُذُوا بِحَظِّكُمْ مِنَ الْعُزْلَةِ.[43]

594- قال أبو عَلِيٍّ الدَّقَّاقَ: مَنْ لَمْ يَعِظْكَ لَحْظُهُ، لَمْ يَعِظْكَ لَفْظُهُ.[44]

595- خير الخلال الأدب، وشر المقال الكذب.[45]

596- قال ابن مسعود: إني لأحسب العبد ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها.[46]

597- قال الحَسَنَ بنَ صَالِحٍ: فَتَّشتُ الوَرَعَ، فَلَمْ أَجِدْهُ فِي شَيْءٍ أَقَلَّ مِنَ اللِّسَانِ.[47]

598- لَيْسَ شَيْءٌ أَقْطَعَ لِظَهْرِ إِبْلِيسَ مِنْ قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَا شَيْءَ يُضَاعَفُ ثَوَابُهُ مِنِ الْكَلَامِ مِثْلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ.[48]

599- قال الشافعي: ما تقرب إلى الله تعالى بشيء بعد الفرائض أفضل من طلب العلم.[49]

600- قال ابن القيم: ومن علامات صحة القلب: أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعا من أشد الناس شحا بماله.[50]

==========

[1]اقتضاء العلم العمل ص41.

[2]دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ ص207.

[3]المجالسة (2/391).

[4]المجالسة (3/285).

[5]الفوائد ص68.

[6]الحلية (2/318).

[7]إحياء علوم الدين (3/95).

[8]تهذيب الأسماء (1/57).

[9]الحلية (6/388).

[10]يتيمة الدهر (4/226).

[11]السير (5/399).

[12]الحلية (2/346).

[13]الأخلاق والسير ص177.

[14]روضة العقلاء ص245.

[15]اقتضاء العلم العمل ص79.

[16]المجالسة (1/377).

[17]ترتيب المدارك (4/348).

[18]روضة العقلاء ص21.

[19]الأخلاق والسير ص80.

[20]المدهش ص151.

[21]المجالسة (1/388).

[22]هكذا علمتني الحياة ص21، مصطفى السباعي.

[23]الفوائد ص98.

[24]الرسالة القشيرية (1/234).

[25]سبيل الرشاد إلى نفع العباد ص11.

[26]الحلية (13/231).

[27]السير (4/555)، وقمأة أي الدعة والخصب.

[28]المجالسة (1/376).

[29]السير (9/170).

[30]السير (10/55).

[31]أبو عمرو بن نجيد، السير (16/147).

[32]الحلية (3/9).

[33]السير (12/445).

[34]روضة العقلاء ص23.

[35]الحلية (4/4).

[36]السير (6/12)، واحرباه: نداء وندبة وتأسف على ما سلب منه.

[37]السير (6/125).

[38]السير (6/369).

[39]السير (10/391).

[40] صفة الصفوة (2/293).

[41]الحلية (6/142).

[42]ابن الجوزي، المدهش ص165.

[43]روضة العقلاء ص84.

[44]شعب الإيمان (11/356).

[45]المستطرف ص32.

[46]اقتضاء العلم العمل ص61.

[47]السير (7/368).

[48]سفيان الثوري، الحلية (7/16).

[49]تهذيب الأسماء (1/54).

[50]إغاثة اللهفان (1/72). 

أيمن الشعبان

داعية إسلامي، ومدير جمعية بيت المقدس، وخطيب واعظ في إدارة الأوقاف السنية بمملكة البحرين.

  • 1
  • 0
  • 7,314

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً