لماذا لم يخلقنا الله ملائكة؟
سهام علي
من تفضيل آدم وبنيه هو تميزه بحرية الاختيار فالإنسان منذ نعومة أظفاره وهو مولع بالتحرك في حرية رغم عدم أهليته لذلك، ويظل محاطًا لذلك برعاية الكبار لئلا يؤذى نفسه أو من حوله دون إدراك، فإذا أدرك ووعى نال حقه من الحرية وبدأ الحساب
- التصنيفات: فلاشات منوعة -
لماذا لم يخلقنا الله ملائكة؟خواطر تجول بعقل المرء أحيانًا وخاصة المراهقين سنًا أو تفكيرًا.
فلو خلقنا الله ملائكة لما كنا خلق الله المكرمين الذين فُضلوا على خلقه أجمعين بدليل سجود الملائكة لآدم.
ومن تفضيل آدم وبنيه هو تميزه بحرية الاختيار فالإنسان منذ نعومة أظفاره وهو مولع بالتحرك في حرية رغم عدم أهليته لذلك، ويظل محاطًا لذلك برعاية الكبار لئلا يؤذى نفسه أو من حوله دون إدراك، فإذا أدرك ووعى نال حقه من الحرية وبدأ الحساب، فهل إذا سُئل للتنازل عن حريته في مقابل ألا يحاسب كالملائكة فإذا وافق فهو لن يُحرم حريته كاملة لكن كل ما هنالك أنه سيلتزم بقائمة من التكاليف والضوابط التى تحد من هذه الحرية في مقابل ألا يُحاسَب مثله مثل الملائكة، فهناك من سيدخل الجنة بغير حساب كما في الحديث: «عُرِضَتْ عليَّ الأُممُ بالمَوسمِ، فراثَتْ عليَّ أُمَّتي، قال: فأُريتُهُم، فأَعجَبَتْني كَثْرَتُهُم وهَيْآتُهُم، قد مَلَؤوا السَّهلَ والجبلَ» . قال حَسنٌ: فقال: «أَرضِيتَ يا محمَّدُ؟ فقُلْتُ: نعَمْ، قال: فإنَّ لكَ مع هؤلاءِ-» قال عفَّانُ وحَسنٌ: فقال: «يا محمَّدُ، إنَّ مع هؤلاءِ-سَبعينَ ألْفًا يَدخُلون الجَنَّةَ بغَيرِ حِسابٍ، وهُمُ الَّذين لا يَستَرْقون، ولا يَتطَيَّرون، ولا يَكْتَوون، وعلى ربِّهِم يَتَوكَّلون. » فقامَعُكَّاشةُ، فقال: «يا نَبيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أنْ يَجعَلَني منهُم، فدَعَا له،» ثمَّ قامَ آخَرُ فقال: يا نبيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أنْ يَجعَلَني منهُم،فقال: «سَبَقَكَ بها عُكَّاشةُ» [أحمد في مسنده عن اين مسعود برقم:(6/ 161).
والدرجة التي تليها هي الحساب اليسير لمن كان أقرب للالتزام بالتكاليف والضوابط للفئة الأولى قال تعالى : {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } [ الانشقاق آية:8 ].
وتتوالى الدرجات فكلما كان التنازل أكبر والاتباع لمنهج الله أشد كلما اقترب العبد لدرجة الملائكة في صفاته وحسابه، غير أنه فاز بحقه في الاستمتاع بالحلال في الدنيا والآخرة وهو ما لا تحظى به الملائكة في الدنيا ولا الآخرة.
فلو رد متمرد على خلق الشهوة في الإنسان بكل أنواعها فالله سبحانه لم يخلقها عبثًا وإنما يشعر الإنسان بقيمة المتعة بعد المجاهدة والبذل لنيلها سواء كان ذلك على الأرض أو حصوله عليها كاملة غير منقوصة بغير مشوبة في الآخرة .
فالقانون الطبيعى الذي وضعه الله للبشر أن للسعى دائمًا مكافأة على المستوى الدنيوي و الأخروي وكثيرًا ما نسمع عن المليارديرات الذين حرموا أنفسهم صغارًا من متع الدنيا ليحققوا مثل ثلك الثروات؛ ألا تستحق حياة كريمة على الأرض جزءًا من تلك التضحيات، والأهم الأهم من ذلك بكثير ألا تستحق الجنة بما فيها من نعيم أعده الله لعباده المتقين الصابرين المجاهدين وليس أكثر من الوصف بأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هذا فضلًا عن الزيادة التى وعد الله عباده المتقين ألا وهي رؤية المولى عز وجل اللهم ارزقنا اللهم ارزقنا.