ترجمة الإمام زاهر بن أحمد السرخسي

منذ 2018-02-03

ترجمة الإمام زاهر بن أحمد السرخسي الفقيه والجواب عن الطعن فيه

- ترجمة الإمام أبي علي زاهر بن أحمد السرخسي رحمه الله تعالى:

لما كان الإمام أبو علي السرخسي من أعيان بلاد خراسان نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجريين، ترجم له العلماء الذين اعتنوا بالتأريخ لتلك الحقبة وتلك البلاد، كالحاكم النيسابوري صاحب المستدرك، - وإن كان تاريخه غير موجود، إلا أن ما ذكره في ترجمته نقله عنه من تلاه من أصحاب التراجم – وكأبي سعد السمعاني صاحب الأنساب، وذكروا إمامته في عصره وبلاده، ولما كان من أئمة المحدثين ترجم له المصنفون في طبقات المحدثين، كالذهبي، ولما كان من أئمة الشافعية، ترجم له أئمة الشافعية في كتبهم، كالإمام النووي وابن كثير والسبكي، ولما كان من القُرَّاء ذكره المصنفون في طبقات القراء كابن الجزري، وهذا شيء مما ذكروه، ينبئك عن فضل الإمام وعلومه ومكانته.

قال أبو القاسم ابن عساكر في تبيين كذب المفتري (ص206 – 207) : أخبرني أبو نصر عبد الرحيم بن أبي القاسم الإمام في كتابه إلي قال: أنا أحمد بن الحسين البيهقي قال: قال لنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم الحافظ:

( زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى السرخسي، أبو علي، المقري، الفقيه، المحدث، شيخ عصره بخراسان.

سمع بخراسان أبا لبيد محمد بن إدريس وأقرانه، وبالعراق أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد وأبا الحسن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي وأبا يعلى محمد بن زهير الأيلي وأقرانهم.

وكانت رحلته في سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وانصرف إلى نيسابور سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ومشايخنا متوافرون فأقام عندنا سنة يحضر مجالس مشايخنا، وسمعت مناظرته إذ ذاك في مجلس الإمام أبي بكر أحمد بن اسحق وغيره.

وقد كان قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد، وتفقه عند أبي اسحق المرزوي، ودرس الأدب على أبي بكر بن الأنباري ومحمد بن يحيى الصولي وأقرانهما.

توفي زاهر بن أحمد الفقيه رحمه الله يوم الأربعاء سلخ ربيع الآخر من سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وهو ابن ست وتسعين سنة) . .

وقال أبو سعد السمعاني في الأنساب (7/119) : ( أبو علي، زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى الفقيه السرخسي، إمام عصره، كتب بالعراق الكثير عن أبى القاسم البغوي ويحيى بن صاعد والمحاملي، مات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة) .

قال ابن كثير في طبقات الشافعيين (ص316) : (روى موطأ الإمام مالك، عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، عن أبي مصعب عنه... وقع لنا من طريقه موطأ الإمام مالك، رواية عن أبي مصعب، ولله الحمد والمنة ) .

وقال النووي في تهذيب الأسماء واللغات (1 / 192 -193) : ( زاهر السرخسي: من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه، تكرر ذكره فى الروضة، وذكره فى الوسيط فى أول الخيار فى النكاح بالعيب، هو أبو على زاهر بن محمد بن أحمد بن عيسى، منسوب إلى سرخس، بسين مهملة ثم راء مفتوحتين ثم خاء معجمة ساكنة ثم سين أخرى، هذا هو المشهور فى ضبطها، وروينا فيه شعرًا، وقيل: سرخس بإسكان الراء وفتح الخاء، وكان من كبار أئمة أصحابنا فى العصر والمرتبة، ولكن المنقول عنه فى المذهب قليل جدًا.

قال الحاكم أبو عبد الله النيسابورى الحافظ فى تاريخ نيسابور: هو أبو على زاهر السرخسى المقرىء الفقيه المحدث، شيخ عصره بخراسان، قرأ القرآن على أبى بكر بن مجاهد، وتفقه على أبى إسحاق المروزى، ودرس الأدب على أبى بكر بن الأنبارى وغيره.

توفى رحمه الله تعالى يوم الأربعاء سلخ شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وهو ابن ست وتسعين سنة.

ومن غرائبه المسألة المذكورة فى الوسيط وغيره، وهى أنه قال: ثبت الخيار إذا وجد أحد الزوجين الآخر عذيوطًا، وهو الذى يخرج منه الغائط عند جماعه، والمشهور فى المذهب أنه لا خيار بهذا) .

 

 

- في موقفه من أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى:

لا شك في حصول اتصال مباشر بين الإمام زاهر السرخسي، وأبي الحسن الأشعري، وقد ذكر أبو القاسم ابن عساكر في تبيين كذب المفتري أبا عليٍّ في الطبقة الأولى من أعيان مشاهير أصحاب أبي الحسن، وذكر الذهبي في تاريخ الإسلام وفي سير أعلام النبلاء في ترجمته أخذه علم الكلام عن أبي الحسن، ونقله عنه تلميذه ابن كثير في طبقات الشافعيين، وذكر ذلك أيضًا تلميذه السبكي في طبقات الشافعية.

 

 

غيرَ أنَّ الكلمات المنقولة عن زاهر في شأن أبي الحسن جاءت من جهتين:

الأولى : من جهة أنصار أبي الحسن وأتباعه، كالبيهقي وابن عساكر ونحوهما من شيوخهما، فهؤلاء ينقلون عن أبي علي زاهر كلمات دالة على حُسن رأيه في أبي الحسن.

الثانية: من جهة خصوم أبي الحسن وأعدائه، كأبي إسماعيل الهروي ويحيى بن عمار، فهؤلاء ينقلون عن زاهر الكلمات الدالة على سوءِ رأيه فيه.

 

 

أما النوع الأول، وهو الكلمات المنقولة في بيان حُسن رأي زاهر في أبي الحسن:

فقد قال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري (ص148): باب ما وُصِف من مجانبته لأهل البدع وجهاده، وذكر ما عُرف من نصيحته للأمة وصحةِ اعتقادِه:

أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي بنيسابور قال: سمعت الأستاذ أبا القاسم عبد الملك بن هوازن القشيري يقول: سمعت الأستاذ الشهيد أبا علي الحسن بن علي الدقاق رحمه الله يقول: سمعت أبا علي زاهر بن أحمد الفقيه رحمه الله يقول: ( مات أبو الحسن الأشعري رحمه الله ورأسه في حجري، وكان يقول شيئًا في حال نزعه من داخل حلقه، فأدنيت إليه رأسي وأصغيت إلى ما كان يقرع سمعي فكان يقول: لعن الله المعتزلة مَوَّهُوا ومخرقوا ) .

وقال الإمام أبو بكر البيهقي رحمه الله تعالى في السنن الكبرى (10/349) : سمعت أبا حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ يقول: سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري رحمه الله في داري ببغداد دعاني فقال: (اشهد علي أني لا أكفر أحدًا من أهل هذه القبلة, لأنَّ الكُلَّ يشيرون إلى معبود واحد, وإنما هذا اختلاف العبارات).

وروى هذه الحكاية ابن عساكر من طريق البيهقي في تبيين كذب المفتري (ص148- 149)، وقال : (فإن قَلَّد الأهوازي المعتزلة، وأطلَقَ القول بتكفيره لشدَّةِ جهله، فإن الأشعري كان لا يرى تكفيره، ولا تكفير أحدٍ من أهل القبلة لسعة فضله، وقد تقدمت عنه في ذلك حكاية زاهر بن أحمد، وهي الحكاية التي ينبغي أن يصار إليها في التكفير ويُعمَد، لأنه القول الأخير الذي مات عليه، وأكثر المحققين من أصحابه ذهب إليه).

 

 

أما النوع الثاني، وهو الكلمات المنقولة في بيان سوء رأي أبي علي زاهر في أبي الحسن، فقد سردها أبو إسماعيل الهروي الأنصاري في كتاب ذم الكلام وأهله، وذا نص ما ذكره:

قال : (1264) : سمعت يحيى بن عمار يقول: سمعت زاهر بن أحمد - وكان للمسلمين إمامًا – يقول: ( نظرت في صير باب، فرأيت أبا الحسن الأشعري يبول في البالوعة، فدخلت عليه فحانت الصلاة، فقام يصلي، وما كان استنجى ولا تمسح ولا توضَّأ، فذكرت الوضوء فقال: لست بمحدث ) .

(1265) : وسمعت منصور بن إسماعيل الفقيه يقول : سمعت زاهرًا يقول: ( دوَّرتُ في أخمص الأشعري بالنقش دائرة وهو قائل، فرأيت السواد بعد ستٍّ لم يغسله ) .

(1266) سمعت محمد بن الفضل الطاقي يقول: سمعت زاهر بن أحمد يقول: ( سألت الأشعري عن الله، فقال: هو الذي يتأله إليه، فكل من تألهت إليه فهو الله).

 

 

والإشكال هنا حاصل، إذا تقرر أن النوع الأول من النقول يعارض النوع الثاني.

 

 

وقد رأيت الذهبي ينقل ما رواه الموالون، ويعتمده، كما في قضية إشهاده بعدم تكفيره أحدًا من أهل القبلة، وينقل ما رواه المعارضون ويحمله على عدم التنقص من أبي الحسن، إضافة إلى أنه ذكر في ترجمة يحيى بن عمار تجاوزه في الرد على أهل البدع.

قال الذهبي : ( رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي...) ثم قال: (قلت: وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر أحدا من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم ) . سير أعلام النبلاء (15 / 88) .

وقال في ترجمة زاهر في السير (16 / 478) بعد أن أورد مانقله يحيى بن عمار في قضية صلاته وهو محدث: ( لعله نسي )، أي: نسي أنه أحدث.

وقال في ترجمة يحيى بن عمار : (وكان متحرفًا على المبتدعة والجهمية، بحيث يؤول به ذلك إلى تجاوز طريقة السلف، وقد جعل الله لكل شيء قدرًا) .

ويمكن ترجيح النصوص الأولى على الثانية بكونها الأولى منقولة في آخر حياة أبي الحسن، وأيضًا طعن العلماء بعضهم في بعض لو ثبت ثمة طريقة يذكرها أهل العلم في التعامل معه، كما ذكرها السخاوي والسبكي وغيرهما، وأيًا كان فليس القصد هنا حل هذا الإشكال، وإنما القصد الرد على من طعن في الإمام زاهر السرخسي بسبب ما نقله عنه الهروي.

على أن هذا الإشكال نفسه دليل على مكانة الإمام زاهر السرخسي، إذ إن حرص الطرفين على حكاية كلام الإمام زاهر السرخسي دليل على مكانته وجلالته، لا على ضد ذلك!!

 

 

- الرد على كمال المرزوقي:

قرأت اليوم صباحًا منشورًا لكمال المرزوقي في الفيس بوك يقول فيه : تحت عنوان (على الأقلّ عنده دليل) :

( زاهر بن أحمد مقرئ وفقيه من فقهاء خراسان، نذر حياته لإسقاط الإمام أبي الحسن الأشعري، وكان يتّهمه بالزّندقة حتّى ادّعى عليه أنّه كان:

1- لا يصلّي

2- ولا يتوضّأ

3- ولا يستنجي!

وبخصوص الدّليل: أخبرهم أنّه كان ينظر من ثقب الباب والأشعري يبول في بالوعة.

دليل صريح ونصّي في الموضوع يعني ..

وصباحكم (ينسون) مع (كركديه) ) .

قال مقيده - عفا الله عنه - : ونسي أنه أضاف إلى مشروباته هذه، قطعًا من لحم الإمام زاهر السرخسي، يتلذذ بها ويغري الناس بمشاركته فيها!! وما أغنى المرء عن مثل هذا، وما أسوء أن ينصب المرء أهل العلم الذين طوتهم السنون والدهور، غرضًا للهوه ولعبه، يتندر بهم!!

ثم زاد في الطعن فيه حيث قال: (الحلاوة يا مولانا أنّه لم يزد على إثبات سقوط عدالته لتجسّسه بسيّد الأدلّة الاعتراف إن صدق، وبالكذب إن كذب، فهو في الحالين مجروح الشّهادة، يعني لابساه لابساه - ابتسامة -).

 

 

والرد على كلامه هذا من وجوه:

الأول : أن ما ذكره من أن زاهرًا نذر حياته لإسقاط أبي الحسن الأشعري، كلامٌ من كيسه؛ لم يذكر أحد من أهل العلم المترجمين له شيئًا منه، وأبو علي عاش في خراسان في القرن الرابع الهجري، فأحواله تنقل نقلًا، فكيف له أن يتكلم عن أحواله كأنه خبير به عاش معه في خراسان ويدرك (ما نذر حياته له) !!

الثاني: أن تعليقه بقوله: ( ويفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله به عدوّه - ابتسامة -): تجاوز قبيح لا يَلِيق، وقد قدمت لك من كلام مترجميه ما يدل على تنوع معارفه وعلومه وإمامته في خراسان في عصره.

الثالث: أنه إن أسقط عدالة الإمام بكلامه الهشّ هذا ، الذي سماه بعد ذلك قسمة حاصرة، ووصف حكمه على الإمام بسقوط العدالة بناء على هذه القصة بأنه الحكم الذي لا ينبغي غيره، لزمه إسقاط عدالة من روى القصة عنه، وهو يحيى بن عمار، ومن رواها عن يحيى، وهو أبو إسماعيل الهروي، إذ إنهما نقلاها مقرين لها، وانظر إلى قول يحيى بن عمار واستناده لها وتصديره لها بقوله : (وكان للمسلمين إمامًا)، وإن أسقط عدالتهما لم يكن له أن يعتمد خبرًا يرويانه.

 

 

هذا ما كتبته الآن، أما ما كتبته صباحًا معلقًا على صفحته فقد قلت كلامًا مجملًا من باب الإنكار، ولم أقصد النقض والمناظرة، فقلت : (الإمام أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي إمام كبير، فقيه شافعي مقرىء محدث، وقد أسأت يا أخ كمال في طعنك فيه بهذا الأسلوب، وما نقله الذهبي في ترجمته في السير هو منقول من كتاب ذم الكلام للهروي، وقد راجعته قبل قليل فوجدت الهروي ينقل عنه أشياء أخرى أيضًا في سياق الذم للأشعري، وهي مشكلة، سيما وأن ابن عساكر ذكره في تبيين كذب المفتري في عداد الأشاعرة، والذهبي في نفس الترجمة ذكر تلقيه عن أبي الحسن، والإشكال يبحث له عن جواب، ولا يتعامل معه بهذا الشكل) .

فقال معلقًا: (محمد براء ياسين: إن صحّ خبر نظر ابن زاهر من صِير الباب وقد رواه الذّهبيّ عن الهرويّ عن يحيى بن عمّار عنه، فليس إلّا القسمة الحاصرة الّتي في ثاني تعليق.

وأمّا كونه تلميذه وأخذ عنه الكلام، فلا يشكل أصلا، وهل يطعن في الأشياخ غير تلاميذهم؟!

بل أكبر من هذا مات الأشعريّ في داره، وهو راوي الخبر المشهور عنه الّذي ساقه الذّهبي في ترجمة الأشعريّ : " سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال: اشهد علي أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.

قلت: وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر أحدا من الأمة ".اهـ

فلعلّه رجع عمّا كان يقول فيه، أو فهم غير ما كان يظنّه.

وأيّا كان فالكلام بافتراض صحّة الخبر إليه - وهو صحيح عندي - لا أرى فيه طعنًا في ابن زاهر كما أسميته، بل هو الحكم الّذي لا ينبغي غيره، وإن كان إمامًا للشّافعيّة فالأشعريّ إمام للمسلمين).

وأقول هنا مجيبًا على ما قاله من وجوه:

الأول: أنه إن كنت لا ترى في إسقاطك العدالة عن الإمام وتجهيلك له وتندرك به طعنًا فيه فما هو الطعن عندك؟ الواجب أن تعترف بطعنك فيه بالباطل وأن تتوب، لا أن تقول: لم أطعن، بل وتقول متبجحًا: هذا الحكم الذي لا ينبغي غيره!!

الثاني: أنه قد تقدم كلام أهل العلم في شأن زاهر، ولا قيمة لتحليلاتك وأحكامك معهم، فالموالون لأبي الحسن يوالونه ويعترفون بفقهه وإمامته، والمعادون لأبي الحسن الذين نقولوا لك هذه القصة يوالون زاهرًا ويعترفون بفقهه وإمامته، وقد تقدم أن القصة إن أوجبت سقوط عدالة زاهر فهي توجب سقوط عدالة من رواها مقرًا لها ولا بدَّ.

وقد تقدم أن زاهرًا ليس إمامًا للشافعية فحسب، بل هو كما وُصِف : شيخ خراسان في عصره.

وترى أن الناقل عنه الكلمة الثانية في الطعن في أبي الحسن، أعني منصور بن إسماعيل، هو من فقهاء الحنفية، وليس شافعيًا، وله ترجمة في تاريخ الإسلام.

الثالث: أن مقارنتك بين أبي الحسن وأبي علي بأنه إن كان الثاني إمامًا للشافعية فالأول إمام للمسلمين، مقارنة باردة، فالمؤتمون بالأشعري المعظمون له، معظمون أيضًا لأبي علي زاهر، ولا يرون إجلال الأشعري بالطعن في زاهر، وأحسب أنهم لو وقفوا على كلام الهروي لما تكلموا إلا في الهروي وشيخه، كما تجد كلامًا فيهما للتاج السبكي في طبقاته (3 / 132)، ويبقى أبو علي عندهم إمامًا معظمًا جليلًا من أئمة الشافعية، والله يرحم علماء

  • 7
  • 1
  • 18,378

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً