ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا
فلا حسد، ولا غل، ولا ضيق، ولا نكد، ولا هم، ولا غم.. بل فرح وسرور، وانشراح صدر، وحب للخير، ونفس تمتلأ حبا وشفقة، ورحمة لجميع المسلمين.
يا لها من خصلة عظيمة أن لا تجد في صدرك ولا في نفسك حاجة قط، تجاه ما أفاضه الله على إخوانك المسلمين من خير ديني أو دنيوي، أيا كان نوعه، ومهما كان مقداره.
فلا حسد، ولا غل، ولا ضيق، ولا نكد، ولا هم، ولا غم.
بل فرح وسرور، وانشراح صدر، وحب للخير، ونفس تمتلأ حبا وشفقة، ورحمة لجميع المسلمين.
أما ذاك الحسود الكنود الحقود، ذو القلب الأسود، والنفس المظلمة، فيكفيه تلك الحسرة التي تصيبه، والنار المشتعلة في صدره، والغصة التي تعكر عليه صفو حياته، ولا تجعله يهنأ بعيش قط، كلما رأى أخا له قد أنعم الله عليه بنعمه.
ورحم الله الأنصار الذين حازوا قصب السبق في هذا الباب، فجمعوا بين تبوأ الدار والإيمان، وحسن النصرة والاستقبال لإخوانهم المهاجرين، ولم يكن في نفوسهم شيء قط تجاه ما أنعم الله به عليهم، وضربوا أروع الأمثلة في الإيثار والجود والكرم، والبذل والعطاء.
وهنيئا لكل أنصاري الأخلاق، ممن يبيت وليس في قلبه غل لمسلم، ولا ضيق مما تفضل الله به عليه، ويكفيه تلك الجنة العاجلة التي يرتع فيها قلبه (وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا }..
- التصنيف: