وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم
أبو الهيثم محمد درويش
{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ * ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [ فاطر25 – 26]
- التصنيفات: التفسير -
{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ} :
هي دوائر اختبار تتكرر و الإنسان بين مؤمن خاضع لله و كلماته, طائع للرسل محب لهم و لأتباعهم من الأولياء , و بين مكذب معاند مستكبر عن أمر الله مبتعد عن كلماته مبغض لأوامره, مبغض لرسله و تعاليمهم , عدو للصالحين من عباد الله مشوه لهم و لمنهج ربهم.
أنزل الله تعالى على سائر رسله الكتب و الصحف التي جاءت لتدل الناس على الله و على سبيله , و سار الأنبياء أمامهم في طريق الله سيراً عملياً , فمن آمن و رضي فله الرضا و من كفر و استكبر فله من الله الوعد المستحق و الإهانة المنتظرة.
قال تعالى:
{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ * ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [ فاطر25 – 26]
قال السعدي في تفسيره:
أي: وإن يكذبك أيها الرسول، هؤلاء المشركون، فلست أول رسول كذب، { {فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } } الدالات على الحق، وعلى صدقهم فيما أخبروهم به، { { وَبالزُّبُرِ} } أي: الكتب المكتوبة، المجموع فيها كثير من الأحكام، { {وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ } } أي: المضيء في أخباره الصادقة، وأحكامه العادلة، فلم يكن تكذيبهم إياهم ناشئا عن اشتباه، أو قصور بما جاءتهم به الرسل، بل بسبب ظلمهم وعنادهم.
{ {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا} } بأنواع العقوبات { {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } } عليهم؟ كان أشد النكير وأعظم التنكيل، فإياكم وتكذيب هذا الرسول الكريم، فيصيبكم كما أصاب أولئك، من العذاب الأليم والخزي الوخيم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن