مالكم كيف تحكمون !!!
منذ 2011-05-15
كل ما نطالب به هو سيادة حقيقية للقضاء بحيث يكون فوق الجميع، فليس من حق أحد أن يحتجز مواطنا بدون وجه حق، و ليس من حق أحد أن يقوم بتخزين أسلحة بدون ترخيص فضلا عن استعمالها ضد أبرياء لا حول لهم ولا قوة...
قال تعالى في سورة غافر: {إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم}
أي لبغض الله الشديد لكم أعظم من بغضكم أنفسكم.
يقول العلماء:
إما أن نفهم "مقتكم أنفسكم" أي بغض بعضكم لبعض. فهم حين يعذبون يبغض بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض و يلعن بعضهم بعضا. فتتحول المودة التي كانت بينهم في الدنيا إلى عداوة و مقت و بغض، ولك أن تتخيل كيف يبغض رجل رجلا ألقاه في النار و خلده في العذاب.
أو معنى آخر:
أن مقت الله لكم أعظم من بغضكم أنفسكم وذواتكم. فهم حين يعاينون العذاب يبغضون أنفسهم حين تظهر لهم هيئاتهم المظلمة وصفاتها المؤلمة و سواد الوجه الموحش و قبح المنظر المنفر. ثم إن المرء يتحسر في الدنيا إن أخطأ في شيء، فما بالك بهذا الذي استكبر فكفر فكتب عليه الخلود في النار، بالله عليك ألا يبغض هذا نفسه.
و استشعارنا لبشاعة حال أهل الكفر يوم القيامة بجانب شقاء قلوبهم في الدنيا يعد حافزا لنا لنجدتنا إياهم، فكل داعية إلى الله يجب أن يشد من أزره. وكل من يختار الإسلام دينا يجب أن تمهد له السبل لإشهار إسلامه، لا أن تقام في وجهه الحواجز. فذلك مما يفتح الطريق أمام العباد للدخول في دين الله أفواجا.
و أولئك الذين يدافعون عن المسلمات الجدد ينبغي على كل مسلم محب لله و رسوله أن يقبل رؤوسهم ويبارك جهودهم. فأولئك الفتية الذين نادوا بإخراج الأسيرات من الكنيسة لم يرتكبوا جرما حتى يتعرض لهم أحدا بالتجريح. بل من قام بارتكاب الجرم هم أولئك الذين قاموا باحتجاز الأخوات رغما عن إرادتهم و تحدي إرادة وطن بأكمله.
إن رأس الفتنة الحقيقي هم أولئك الذين يستعلون بكنيستهم على الدولة و على القانون.
و رأس الفتنة الحقيقي هم أولئك الذين يقومون بإطلاق الرصاص الحي على مواطنين أبرياء من أجل مظاهرة سلمية يطالبون فيها بحق مشروع. لا أرى فارقا حقيقيا في هذا الموقف بين رأس الكنيسة المصرية وبين مبارك، ولهذا كان التحالف بينهما معلن واضح.
ورغم ذلك كله يقع اللوم على من يدافع عن المظلوم، و يدافع الجميع عن الظالم ظنا منهم أنه سيرضى وتنتهي المشكلة، ولكن ذلك لا يفعل شيئا إلا أن يفتح شهية الكنيسة لمزيد من المطالب التي ستؤجج نار الاحتقان الطائفي.
كل ما نطالب به هو سيادة حقيقية للقضاء بحيث يكون فوق الجميع، فليس من حق أحد أن يحتجز مواطنا بدون وجه حق، و ليس من حق أحد أن يقوم بتخزين أسلحة بدون ترخيص فضلا عن استعمالها ضد أبرياء لا حول لهم ولا قوة.
كما أنني أدعو إخواني إلى عدم إتاحة الفرصة لتنفيذ مخطط الكنيسة في إثارة جو من الفتنة. وعليهم بالأخذ بكل الطرق القانونية، وفي حالة خرقها عليهم بالتظاهر أمام الجهات القضائية المعنية و مجلس الوزراء وغيرها من الجهات المعنية، وليس أمام الكنائس حتى لا يتخذها متعصبي الكنيسة من أنصار العهد البائد سبيلا للتباكي المزعوم.
و عليهم باختيار متحدث إعلامي لبق يكون هو مسئول الهيئة للتواصل مع الجهات المعنية و وسائل الإعلام و يتولى التنسيق لمثل هذه الحالات، ويجب عليه التمهيد لكل حالة إعلاميا ليكتسب تعاطف و تعاون الجماهير معه.
و صلى اللهم و سلم وبارك على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين.
كتبه الفقير إلى عفو ربه،
محمد نصر
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
- التصنيف: