تتزوج حديثا وهي لم تُفطم بعد..
لا تستشر من لا يعرف أن يفرق بين الناس و اختلاف طبائعهم، فيقيس المشكلة على نفسه وأخلاقه، دون أن يراعي الفوارق الاجتماعية والنفسية و السِّنية..
تتزوج حديثا، وهي لم تُفطم بعد..
بينها و بين زوجها كلام، وأحداث..
تذهب إلى صديقتها، أو أختها، أو أمها..
تحكي لها كل شيء يحدث في البيت، ظنا منها أنها ستنصحها، أو تعطيها النصائح الذهبية للنجاح،
جدير بالذكر أن أحيانا تستشير المرأة صديقتها أو أختها التعيسة جدا (فشلت في إدارة حياتها أو اختيار زوجها أو امرأة مطلقة بسبب مثل هذه النصائح) عن أسرار النجاح، (مثاله: من يأخذ الدروس من فاشل في الثانوية العامة ويعتبره خبيرا..)
للأسف تسمع كلامها، و تذبح القطة لزوجها، و تجتهد في تنفيذ النصائح الذهبية،
فتسوء العلاقة، و يكبر النزاع، و تتحول الحياة إلى جحيم،
يتزوج حديثا، و هو لم يُفطم بعد..
بينه و بين زوجته كلام و أحداث..
يذهب إلى أصحابه، أو أخيه..
يحكي له كل شيء، ظنا منه أنه سينصحه، و يعطيه النصائح الذهبية..
للأسف..
يسمع كلامه، و يذبح القطة لزوجته، و يجتهد في تنفيذ النصائح الذهبية..
فتتحول علاقته بزوجته إلى جحيم، فيلجأ لصاحبه..
فيدخل للإصلاح بينهما، ثم يفاجأ الرجل أن زوجته تعلقت بصاحبه، أو أن صاحبه دخل أكثر من اللازم.
استقلال البيت من عوامل استمراره،
أنت أنت كزوج، لست نموذجا لأبيك أو أبيها، أو صاحبك أو أخيك، أنت كما أنت، كن أنت..
أنتِ أنتِ كزوجة، لست أمك، أو أختك، أنت كما أنت، خلقك الله متفردة..
كوني أنتِ..
لا تحكي ما يحدث في بيتك لأحد كائنا ما كان، فهو بيتك أنت، وكل ما وراء جدرانه غيب..
لا لأبيك، ولا لأمك..
، ولا لصاحبتك..
عند حدوث النزاعات..
لا تستشر من يوافقك، و لا من ينتقم لنفسه..
لا تستشر الهوائي..
و لا قليل الحكمة حتى لو كان قريبا منك، ولو كان أخوك أو أمك..
أحيانا تستشير الزوجة أمها فتنتصر لنفسها، فتعطيك رأيها في المشكلة، بناء على علاقتها هي بالزوج، لا على المشكلة،
أحيانا تستشير أخاك، فيعطيك رأيه في المشكلة، بناء على علاقته هو بزوجته، فيعطيك نصيحة تناسبه هو، و لا تناسبك أنت..
و إنما إستشر العاقل صاحب الدين، الذي يردك إلى الحق،
لا الذي يقول لك كلاما يرضيك،
فهناك فرق بين كلمة الحق، و بين كلمة ترضيك
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أسأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا والغضَبِ» (مسند أحمد [18351] ).
لا تستشر من لا يعرف أن يفرق بين الناس و اختلاف طبائعهم،
فيقيس المشكلة على نفسه وأخلاقه، دون أن يراعي الفوارق الاجتماعية والنفسية و السِّنية..
لا تستشر من ينتقم لنفسه، و يعيش الحياة حربا، فيعيش معارك وهمية، وهو لا يعرف أن يفرق بين لعبة الشطرنج، و بين العلاقة الزوجية التي الأصل فيها مودة و رحمة..
بر الوالدين ليس معناه قلة الحكمة في إدارة بيتك،
المشورة والاستفادة العامة من التجارب لا تعني استنساخ نموذجا معينا للحياة.