ألوانٌ من لَوْحَةِ ثورةِ الحرّية في سوريّة (3)

منذ 2011-05-16

قمع التظاهرات المسلّحة بالهراوات والمياه في البحرين.. جريمة لا تُغتَفَر، أما قمع التظاهرات السورية السلمية بالدبابات والرشاشات الآلية والذخيرة الحية.. فهي من الأعمال المبارَكة، من قِبَل جهلة قمّ وأبناء المتعة في طهران!!!



برلمان مؤمَّم، ومنظّمات لحقوق الإنسان من أملاك النظام الحاكم
أحد أعضاء ما يُسمى بمجلس الشعب، منذ أسابيع، قبيل اندلاع الانتفاضة.. قدّم اقتراحاً لوقف العمل بقانون الطوارئ المفروض على البلاد منذ ثمانيةٍ وأربعين عاماً.. بعد دقائق قليلةٍ من وقوع المفاجأة على رأس رئيس المجلس.. استدرك (النبيه) الجالس وراء منصّة الرئاسة، وسأل الأعضاء: مَن يوافق على استمرار (لا إلغاء) العمل بقانون الطوارئ، فرفع جميع الأعضاء أيديهم موافقين، وانتهت الحكاية!.. طبعاً من غير أن يُمنَحَ العضو الفدائيّ الذي اقترح (وقف) العمل بذلك القانون.. نوط الشجاعة!..


لقد أصبح في هذه الأيام، مشهد ظهور بعض أعضاء ما يُسمّى بمجلس الشعب السوريّ، على القنوات الفضائية.. جزءاً من الفولكلور السوريّ في عهد الأسديّين، الذي يُنشَر على تلك القنوات، تشجيعاً للسياحة!.. فعندما يعلن المذيع في محطةٍ ما، أنّ عضواً من أعضاء المجلس العتيد، سيُجيب على بعض الأسئلة أو الإشكالات، لَكُم أن تتوقّعوا كيف سيدافع هذا العضو -بلا هوادة- عن مصالح الشعب السوريّ.. لكنه بعد أن يُدلي بدلوه، يُخيَّل إليك أن هذا الذي من المفترض فيه أن ينتمي إلى الشعب ويمثله، لم يكن إلا ناطقاً رسمياً رديئاً، باسم حُرّاس سجن تدمر أو صيدنايا أو الحرس الخاص للطاغية!.. ولعلّك تعجز عن تفسير انعدام المروءة وفقدان النخوة لدى نوّاب (درعا) الجريحة في المجلس، ما يعكس صورةً شديدة القبح، للفساد الأخلاقيّ الذي تمكّن النظام من تجذيره في عقول (نوّاب الشعب) ونفوسهم السقيمة.. صورة واضحة من صور المأساة السورية!..


هل شاهدتم (روبوتات) المجلس كلهم، بلا استثناء.. كيف يقفون، ويصفِّقون، ويبتسمون، ويحوِّلون قاعة المجلس إلى صالةٍ من صالات (السيرك)، في خدمة رئيس النظام، لاسيما حين أعلن (الرئيس) بعد تقطيب حاجبيه، بأنه ونظامه (مستعدون لأي معركةٍ ستُفرَض عليهم)؟!.. مَن سيفرض عليهم المعركة؟.. الشعب السوريّ طبعاً. ولماذا المعارك؟.. لأنّ طلب الحرّية جريمة تستدعي استنفار وحدات الجيش والحرس الجمهوريّ والقوى الأمنية، أما استمرار احتلال الجولان فلا يستدعي تحريك أي ساكن!.. وهكذا، ينتشي الرئيس الوريث، ببصمة إبهامه الأيسر، التي يُسمّيها أغبياء النظام باسم: مجلس الشعب السوريّ؟..


أما موظّفو (القطاع العام) لحقوق الإنسان في سورية، فلهم نكهات أخرى!.. إذ يطلع علينا أحد الأمناء أو رؤساء منظّمةٍ حقوقية، ليقول: نحن نعلم كل شيءٍ يجري في سورية، فالمندسّون سبّبوا كل الجرائم الحالية، وأجهزة الأمن لم تمنع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى، والعصابات المسلَّحة القادمة من خارج البلاد، هي التي تنصب الكمائن لجنود الجيش وضباطه، فتقتلهم، ولا صحّة لأخبار الطوق الأمنيّ حول بانياس أو درعا!.. فما أحلى حقوق الإنسان في سورية، وما أظرف معظم نشطائها، الذين جعلوها ملكاً للقطاع العام، يشترك في ملكيّتها الشركاء المضاربون في كل مؤسّسات الدولة، الذين يُطلَق عليهم اسم: الأجهزة الأمنية!..

* * *


سقط قِناع إيران، ولم يبقَ إلا أن يهوي الصنم الفارسيّ الصفويّ
السرعة هنا قياسية، إذ لم يستغرق سقوط القناع الإيرانيّ، سوى أقل من أربعة أسابيع مرّت على بدء الانتفاضة الشعبية السورية.. ليخرجَ الناطق الرسميّ باسم الخارجية الإيرانية، فيعلن تضامنه مع النظام الأسديّ ضد الشعب السوريّ!..
الانتفاضة الشعبية السورية على الاستبداد والاضطهاد، -كما يزعم حفيد كسرى الإيرانيّ- مؤامرة من صناعة أميركة وإسرائيل والغرب.. بينما ثورة التونسيّين والمصريّين، شعبية ضد الاستبداد ونظام الحزب الواحد!.. مع ملاحظة خلافات إيران الفارسية الصفوية مع نظامي الحكم البائدين في مصر وتونس!..


الفتنة الطائفية الشيعية في البحرين..ثورة شعبية، أما ثورة أكثرية الشعب السوريّ على النظام الأقلّويّ الأسرويّ، فهي فوضى تقوم بها (الأقلية) الموالية للغرب، ضد أكثرية النظام الأسديّ!.. والأقلية هنا هي الشعب السوريّ كله!..

حزب البعث في العراق كافر ينبغي اجتثاثه، أما حزب البعث السوريّ الأسديّ، فهو مؤمن تباركه عمائم قمّ والنجف، وينبغي إرسال الحرس الثوريّ الفارسيّ مع حثالات حزب حسن اللبنانيّ، لحمايته!..

أميركة قتلت في العراق أعداداً كبيرةً من العراقيين.. لذلك فمن حقّ النظام الأسديّ أن يقتلَ من شعبه أعداداً لا يحدِّد مقدارها إلا حكّام سورية المستبدّين، وحكّام سورية أدرى بشعابها!.. مع ملاحظة أنّ إيران وعملاءها لم يقتلوا عراقياً واحداً في العراق!!..

هل الثورة في مصر هي ثورة الشعوب المستضعَفَة، أما ثورة الشعب الإيرانيّ على العمائم المتخلِّفة، وثورة الشعب السوريّ على مستبدّيه وطغاته، فهي عمالة للغرب وأميركة ؟؟!!!

قمع التظاهرات المسلّحة بالهراوات والمياه في البحرين.. جريمة لا تُغتَفَر، أما قمع التظاهرات السورية السلمية بالدبابات والرشاشات الآلية والذخيرة الحية.. فهي من الأعمال المبارَكة، من قِبَل جهلة قمّ وأبناء المتعة في طهران!..
ذلك هو المنطق الصفويّ الفارسيّ الإيرانيّ، قد بدأت تظهر ملامحه من غير تغطيةٍ أو باطنيّة أو تَقِيّة!..


لكن، واحذري يا إيران المجوسية من (لكن) السورية.. ليعلمَ الصفويون الفرس.. وليعلم الإيرانيون الذين خانوا العراق وأفغانستان وتواطؤوا على احتلالهما مع الغرب وأميركة، أنه لا يحق لهم أن يتحدّثوا عن العمالة للغرب، فهم خونة الأمة وأول عملاء أميركة وأول الذين يتبادلون الأدوار مع الكيان الصهيونيّ.. وليعلموا أنّ سورية عَصيّة عليهم، وأنّ نهايتهم في المنطقة لن تكون إلا على يد السوريّين.. وأنّ الرؤوس الكسروية الفارسية الإيرانية الخرقاء بعقولها المتيبّسة شديدة الغباء واللؤم، لن يدوسها ويهشّمها سوى شباب الثورة السورية.. ولتنتظر إيران آخرتها في فيحاء دمشق، ولينتظر مجوس إيران مقابرهم في بادية درعا وحمص.. ولينتظر الصفويون الذين عاثوا فساداً في عاصمة الأمويّين، كيف سيحوّلهم أبناء بانياس واللاذقية وطرطوس، إلى ولائم لسمك البحر الأبيض المتوسّط.. بإذن الحيّ القيوم، قاهر المجوس والمنافقين الخونة.

يتبع إن شاء الله

* * *

18/5/1432 هـ
 

المصدر: د. محمد بسام يوسف - موقع المسلم
  • 0
  • 13
  • 2,976

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً