مات الرجل الذي استكثر من حجج الله عليه
مات الرجل الذكي، النبيه، العبقري في باب الفيزياء.. مات الرجل المستكبر عن الإذعان لروائع الخلق التي تقود البصير إلى اليقين في عظمة الربّ.
مات (ستيفن هاوكنج) اليوم، وترك وراءه دعوة إلى الاستغناء عن الله؛ فإنّ وجود الجاذبيّة -بزعمه- يغني الكون عن خالق لأن الجاذبية قادرة على أن توجد الكون من عدم (كما في كتابه "The Grand Design").
مات الرجل الذكي، النبيه، العبقري في باب الفيزياء.. مات الرجل المستكبر عن الإذعان لروائع الخلق التي تقود البصير إلى اليقين في عظمة الربّ.
مات الرجل الذي شغل العالم، وأبهرهم بقدرة الدماغ في جسد رجل قعيد على أن يأتي بما هو أشبه بالخوارق.. مات الرجل الذي لم يُكبر نعمة الله.. {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ}.
أفاد (هاوكنج) البشرية باكتشافاته، وأخذ أجر ذلك في الدنيا؛ المال والشهرة.. ثم ماذا؟ يُبعث يوم القيامة بلا ألقاب، ولا صيت، ولا مصفّقين.. يُبعث بلا رصيد إلا من عقيدته، وأفعاله التي أراد بها غير وجه الله. {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ}. يُبعث في يوم يقول فيه الظالمون: {ما أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ}.
مات الرجل.. وترك الدنيا، ليلحقه بعد ذلك كلّ الناس.. ولن يتأخّر منهم أحد.. فإنّ الدار الآخرة هي دار الحق، وحياتها الحياة الحقّة.
لن تأتي الله يوم القيامة مفاخرًا بمحفوظاتك ومكتشفاتك إذا غفلت عن أوضح حقيقة، وأعظم حقيقة.. حقيقة التوحيد.. ومن كان في هذه أعمى عن التوحيد، يحشر في الآخرة أعمى ولو كان بصره في الدنيا من حديد.. {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}.
اللهم ارزقنا علمًا يهتدي به العقل، ويستنير به الصدر، وينفع به المرء الخلق؛ فلا خير في علم لا يصلح به المرء دنياه ودنيا غيره وآخرته وآخرة غيره.
ملحوظة: الرد على الطرح الإلحادي لـ (Hawking) و(Dawkins) و(Krauss) متاح في كتاب: فمن خلق الله؟: http://www.aricr.org/ar/?p=557
الكاتب: د. سامي عامري
- التصنيف: