ذنوبهم تطاردهم وتطاردنا
الدعوة الإسلامية لما غلب عليها نجوم الدعاة الجدد أو المستقلون، لم يوضحوا حقيقة دين الله، بل مالئوا وداهنوا كثيرا.. والنتيجة أن الناس لم تدرك أنه يجب التوبة من الأفعال المحرمة الظاهرة، والقيام بما أمر الله من التزام بأحكامه.
1) كل فترة يطل على الناس الممثلون والمغنون (الفنانون)، كما يحدث كل حين، بوجوههم الممتلئة طلاءا تحتها قبح عميق، ومن بين أسنانهم دماء مسلمين سالت ولحوم ممزقة..
وهي بيئة شديدة الفسق، ورأسمالها الفسق والفجور والمتاجرة بالأعراض والتعري، وسبيل شهرتهم محاربة القيم وإهانة الدين وتشويه رموزه.. حتى لا يبقى أمام الناس مثالا نبيلا ولا قدوة محترمة؛ إلا «اللنبي» و«الألماني» و«الأسطورة» حتى يبقى الناس ما بين بيئة المخدارت أو عالم الدعارة، يستقون منهم الخلق والقيم التصورات عن الحياة والمنهج المثالي للعيش..! حتى إذا قُلب الناس في قبورهم رأوا الحقيقة التي ضيعوها.. كل آية تكلم الله بها يرونها وكل نبأ أخبر به محمد صلى الله عليه وسلم يعاينونه.
2) يُحزن الناسَ أن يروا ممثلين حُكيت عنهم التوبة وترك هذا المجال القذر، أو قرارهم بالتحفظ على أدوارهم لتكون محترمة المضمون والإطار.. ولكنهم رأوهم بين أهل الباطل يؤيدون ما حكى الناس عنهم في الغالب، كانت خرقة وضعتها عجوز منهن على رأسها، أو شابة أبدت مثل هذا.. ولا نقلل من شأن أي تحسن، ولكنهم عادوا يطعنون، رجالا ونساء..
3) إن خبث الذنوب في القلوب وسعة تأثير هذه الذنوب لمثل أهل تلك المجالات يستدعي توبة صادقة تتقطع منها القلوب {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [التوبة:110] يعني بالتوبة في أحد قولَيْ المفسرين.
يلزم من الخبث الخاص والجرائم العميقة والممتدة التأثير أن يقابلها ندم أطول وألم أخص، فقد ازدادت اشتراطات القرآن للمنافقين عند التوبة لخصوص خبث ذنوبهم فأخبر تعالى عن طبيعة التوبة المطلوبة منهم فقال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 145 - 147] فالتوبة معها إصلاح مستقبل في نفس مجالات الإفساد السابقة، واعتصام بالله يناقض هلع قلوبهم الذي رماهم الى المعسكرات المعادية لدين الله، وإخلاص يناقض النفاق السابق.
أما إذا لم يصْدُق الإنسان في توبته فإن نجاسة الذنب قد لا تنخلع من القلوب ولا يتطهر منه، ومن ثَم يبقى أثره مزعجا للقلب يميل به الى المرض اللعين وقد يعود به الى المستنقع الآسن المنتن. وقد عاد بالفعل ببعضهم.
4) وهو أنه يبدو أن الناس لم تعرف مما تتوب..؟
فكثير من الناس يتوب مما يتصور أنه خطأ، لا يبحث عن حقيقة هذا الدين وحقيقة الواقع.. ولهذا فطرحة ترتديها امرأة قد تعتقد أنها توبة، وهو تصور قاصر.
والدعوة الإسلامية لما غلب عليها نجوم الدعاة الجدد أو المستقلون، لم يوضحوا حقيقة دين الله، بل مالئوا وداهنوا كثيرا..
والنتيجة أن الناس لم تدرك أنه يجب التوبة من الأفعال المحرمة الظاهرة، والقيام بما أمر الله من التزام بأحكامه، وقبل هذا ـ ومعه ـ معرفة أن العلمانية جريمة وأنها الوقوف من الشريعة موقف الرفض والرد، والكراهة والاتهام.. وأن رفض العلمانية وكراهتها ومعاداتها أصل ليصح به توحيد الإنسان وعبادته.. ومن ثم فلا يقف مع رموزها ولا يدعمهم.. وأن توبة المرء من هذا المجال، وكل ما يشبهه من المجالات المعادية لدين الله؛ هي أنه يبرأ الى الله من معاداة دينه، ويسعى لإقامة الإسلام بما استطاع، وأن يقف في خندق الإسلام وتحت رايته ممتثلا أحكامه ما استطاع، ويقف مواقف الإشهاد لله تعالى في مواقف الفتن والمحن، فإن عجز فأقل الأمور ألا يقف مع الباطل ولا يدعمه، ولا ينسى أن المعركة الدائرة بين الإسلام والعلمانية هي معركة عقدية، وأن العلمانية تنوب عن الغرب، وأن كل مؤمن يجب أن ينحاز لدينه.
- التصنيف:
- المصدر: