حكاية هذا العمل الصالح اليومي (المقال الأول) .. !
خالد روشة
هناك عمل صالح يومي كبير الأجر عظيم الأثر، ستجده في ميزانك يوم القيامة، إن أنت رجوت به وجه الله..
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة - الطريق إلى الله -
لا تستغرب كثيرا إذا حدّثتك عن نفسك وقلت لك أن هناك عملا صالحا يوميا كبير الأجر عظيم الأثر، ستجده في ميزانك يوم القيامة، إن أنت رجوت به وجه الله.. عملٌ ربما لم يعدّه كثير منا في حسبانه!
مرّ على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم رجلٌ، فرأى أصحابُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من جَلَدِه ونشاطِه، فقالوا: "يا رسول الله، لو كان هذا في سبيلِ الله"، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إن كان خرج يَسْعَى على ولدِه صغارًا فهو في سبيلِ اللهِ، وإن كان خرج يَسْعَى على أبويْنِ شيخيْنِ كبيريْنِ فهو في سبيلِ اللهِ، وإن كان خرج يَسْعَى على نفسِه يَعُفُّها فهو في سبيلِ اللهِ ، وإن كان خرج يَسْعَى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيلِ الشيطانِ» (صحيح الترغيب [1959]).
وقال صلى الله عليه وسلم: «إذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً» (صحيح الجامع [402 ]).
فأنت أيها الساعي على أهلك وولدك تتصدق كل يوم أعظم الصدقات بما تنفقه عليهم، بل إن خروجك وعملك وشغلك وتعبك هو في سبيل الله.
عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: "جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلْهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا فَشَقَّتْ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا فَذَكَرْت الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّارِ»" (صحيح مسلم [2630 ] ).
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ، وَضَمَّ أَصَابِعَهُ» (صحيح مسلم [2631]).
ولا ينقطع الأجر ما لم تنقطع النفقة أبدا، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "قلتُ: يا رسولَ اللهِ! هل لي أجرٌ في بني أبي سلمةَ؟ أُنفقُ عليهم ولستُ بتاركتهم هكذا وهكذا. إنما هم بنيَّ. فقال: «نعم. لك فيهم أجرٌ ما أنفقتِ عليهم»" (صحيح مسلم [1001]).
يقول شيخ الإسلام: "من أحب أن يَلْحق بدرجة الأبرار ويتشبه بالأخيار.. فلينوِ في كل يوم تطلع فيه الشمس نفع الخلق، فيما يسّر الله من مصالحهم على يديه، وليُطع الله في أخذ ما حل، وترك ما حرّم، وليتورع عن الشبهات ما استطاع، فإنّ طلب الحلال والنفقة على العيال باب عظيم ﻻ يَعْدله شيء من أعمال البر".