للتذكرة.. القدس والأقصى
محطات في تاريخ فلسطين والقدس والأقصى منذ الفتح وحتى حادثة البوابات الالكترونية سنة 2017 ميلادي..
- التصنيفات: التاريخ الإسلامي - الواقع المعاصر -
بعث الخليفة الراشد عمر بن الخطاب جيشًا بقيادة أبي عبيدة بن الجراح لفتح الشام، نجح أبوعبيدة بن الجراح في فتح القدس، وأذّن بلال بن رباح في المسجد الأقصي سنة 15 هجري.
في66 هجري، قام عبد الملك بن مروان بالبدء في بناء قبة الصخرة، وفرغ منه سنة 73 هجري.
المسجد الأقصى والاحتلال الصليبي
ظل المسجد الأقصى تحت الحكم الإسلامي حتى 492 هجري، حتى قصده الفرنج وحاصروا القدس بضع وأربعين يوما، إلى أن سقطت في أيديهم، فأعملوا الذبح في سكانها أسبوعا، فقتل النصارى ما يزيد عن سبعين ألفا، وسقط الأقصى لمدة 91 سنة.
قبل سقوط الأقصى، سقطت مصر في حكم الدولة الشيعية الفاطمية الإسماعيلية سنة 361 هجري،
استولت الشيعة العبيديون على مصر،
واستولت الشيعة القرامطة على الحجاز فسرقوا الحجر الأسود من الكعبة،
واستولت الشيعة البهرة على اليمن، حتى جاء البطل صلاح الدين.
قرر السلطان نور الدين محمود زنكي من دولة السلاجقة (كان أمير حلب بسوريا ثم توسع حتى وحّد الشام ومصر وأقام علاقة طيبة بالدولة العباسية في العراق) أن يعمل لتحرير الأقصى من النصارى، ولكن عليه أن يواجه دولة الشيعة الفاطمية أولا في مصر، فبعث قائده"شيركوه" ليحرر مصر أولا فحررها سنة 559 هجري
(مصر ظلت تحت الحكم الشيعي الإسماعيلي 200 سنة: من 361 إلى 559 هجري).
تولى قيادة مصر بعد "شيركوه" ابن أخيه "صلاح الدين" الكردي الشافعي من الأيوبيين -أنسب قبيلة في الأكراد من العراق- سنة 567 هجري واستكمل المسيرة. ربى جيلا من الأبطال جاهدوا معه بعد 16 سنة تربية ودعوة،
وحرر الأقصى -من يد الفرنجة- في معركته الشهيرة "حطين" سنة 583 هجري.
تولى حكم مصر بعد صلاح الدين الملك الكامل، غير أنه استعان ب(فريدريك الثاني) ملك ألمانيا الصليبي على أخيه حاكم عكا -لخلافات بينهما- فأصبح للصليبين سطوة على الأقصى مرة ثانية سنة 641 هجري.
هلك الملك الكامل، وتولى الملك الصالح "نجم الدين أيوب "مصر، فأجلى الصليبيبن عن الأقصى سنة 642 هجري.
ظل المسجد الأقصى تحت الحكم الإسلامي حوالي سبعمائة سنة.
كانت عملية تجميع اليهود فكرة تراود زعماء الجاليات اليهودية، وكان أول طرح عبر كتاب "تيودور هرتزل" سنة 1869 ميلادي بعنوان "الدولة اليهودية" وكان المؤتمر الصهيوني الأول في سويسرا سنة 1897 ميلادي.
توالت مؤتمرات اليهود إلى أن كان المؤتمر السادس في لندن سنة 1900 ميلادي، حيث طُرح إقامة دولة لليهود في أوغندا، ولكنهم استقروا على فلسطين. كانت فلسطين والقدس تحت سيطرة الدولة العثمانية والأتراك.
أنشأ اليهود الصندوق القومي لليهود، ثم صندوق الائتمان اليهودي، وفي اجتماعه الثامن في لاهاي في الهند سنة 1907 ميلادي أبرم اليهود العهد أن فلسطين الوطن المنشود.
حاول اليهود الاتصال بالسلطان العثماني "عبد الحميد الثاني" ليعطيهم القدس، لكنه رفض رفضا تاما وأصدر قرارا بمنع تمليك اليهود في فلسطين ومنع إقامتهم في القدس.
لجأت اليهود إلى بريطانيا الدولة العظمى وقتها.
اجتهد اليهودي الكيميائي"حاييم وايزمان" -والذي كان له فضل على إنجلترا لمساهمته معهم في تطوير سلاحهم في الحرب العالمية- في استصدار وعد بلفور بعد أن عرض عليهم فكرة إقامة وطن لهم في فلسطين.
كان وعد بلفور عام 1917 ميلادي، والذي وعد فيه وزير الخارجية البريطاني الحقير "بلفور" اليهود بإقامة دولة في فلسطين. فأعطى من لا يملك من لا يستحق.
في عام 1918 ميلادي
كانت قوات بريطانيا ملتزمة بتنفيذ وعد بلفور، واحتلت كل الأراضي الفلسطينية. وذلك كجزء من اتفاقية سايكس بيكو السرية بين فرنسا وإنجلترا والتي تنص على تقسيم ممتلكات الإمبراطورية العثمانية المنهارة.
كان عدد اليهود لا يُذكر في فلسطين، وبعد وعد بلفور دخل اللورد "اللنبي" الإنجليزي النصراني القدس مقتحما أسوارها بمعاونة قوات عربية (على أنه سيحرر العرب من الأتراك ثم يعطيهم الاستقلال).
وبعده بعامين -سنة 1919 ميلادي- دخل الفرنسي"غورو" الشام ووقف على قبر صلاح الدين وقال: "ها قد عدنا يا صلاح الدين".
في عام 1920 ميلادي بدأت المقاومة العربية لشعب فلسطين، وانطلقت مظاهرات أمام سفارات الدول العظمى في فلسطين توصل الاحتجاج ثم بدأت العمليات المسلحة.
في عام 1924 ميلادي سقطت الخلافة العثمانية على يد الهالك العميل " كمال أتاتورك " وبدأ اليهود في الهجرة من كل بلاد العالم إلى فلسطين حتى تضاعف عددهم ثلاثة أضعاف، وأنشأوا جامعة "الجامعة العبرية في القدس".
ظلت القدس تحت الهيمنة الانجليزية حتى عام 1948 ميلادي.
في مايو 1948 ميلادي أعلنت بريطانيا إلغاء الانتداب عن فلسطين وتخليها عن حكم فلسطين.
وفي منتصف الليل من نفس اليوم، أعلنت اليهود قيام الدولة الإسرائيلية بقيادة "بن جوريون" وجاءت الإمدادات من كل حدب وصوب إلى العدو اليهودي. فارتفع عدد مقاتلي اليهود من أكثر من أربعين ألفا إلى أكثر من مائة وخمسة عشر ألف مقاتل خلال أيام.
واعترفت الولايات المتحدة بالدولة الإسرائيلية بعد الإعلان بدقائق بقيادة الهالك ترومان، واعترف الاتحاد السوفيتي بها خلال أيام، وأعلنت الأمم المتحدة قبل ذلك الموافقة على تقسيم فلسطين إلى دولة لليهود ودولة للفلسطينيين.
وتداعت الأكلة على قصعتها.
في مايو سنة 1948 ميلادي قامت الجيوش العربية -من مصر والعراق والسعودية وسوريا والاْردن- بإعلان الحرب على الكيان اليهودي.
وهُزمت الجيوش العربية أمام عصابات اليهود المنظمة لأسباب منها قلة الدين، والخيانة، والاستهتار.
وعقدت الهدنة سنة 1949 ميلادي.
بعد تأميم قناة السويس، ودعم مصر لجمهورية الصين -والذي أغضب الدول العظمى- وللثورة الجزائرية ضد فرنسا، وفي عام 1956 ميلادي قررت فرنسا وإنجلترا وإسرائيل الاعتداء على مصر، بما يُعرف بالعدوان الثلاثي على مصر.
كانت روسيا حليفا لمصر، فهددت بعد الاعتداء على مصر بقصف فرنسا وإنجلترا بالرؤوس النووية، وتحويل الحرب الباردة بينها وبين أمريكا إلى حرب عالمية أخرى، وطالبت بانسحاب إسرائيل خلال 24 ساعة.
ضغطت أمريكا على دول العدوان وأمرتهم بالانسحاب التام.
وعاد العدو الإسرائيلي بالفشل.
استمرت عمليات المقاومة ضد اليهود المعتدين في فلسطين، واستمرت المُناوشات.
وفي يونيو عام 1967 ميلادي اعتدت اليهود -في محاولة توسعية- على مصر وسوريا والاْردن، فاحتلت سيناء والضفة الغربية من الاْردن، والجولان من سوريا.. مع أن عدد الجيوش العربية والعتاد كان أكبر من ضعف عدد الجيش اليهودي.
وانهزمت الجيوش العربية للمرة الثانية أمام عصابة اليهود المحتلة.
وأصبح جزء من الأراضي العربية (سيناء والضفة الغربية والجولان) تحت سيطرة اليهود.
في أغسطس سنة 1967 ميلادي عُقدت قمة عربية في الخرطوم، عُرفت بقمة اللاءات الثلاثة: لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض حتى يعود الحق لأصحابه. ولكن إسرائيل لا تفهم لغة الشجب.
وأعلن مجلس الأمم أن على المحتل الإسرائيلي العودة عن الأراضي المحتلة.
قام العدو اليهودي بإحراق جزء من المسجد الأقصى سنة 1969 ميلادي -وبالتحديد منبر صلاح الدين- ثم أعلنوا أن من فعل ذلك مجنون، وتم عقد أول قمة إسلامية في الرباط ردا على هذا الاعتداء.
دخلت الدول العربية -بعد احتلال أراضيها- مع العدو اليهودي حرب الاستنزاف، واستمرت لمدة ثلاث سنوات من سنة 1967 إلى سنة 1970 ميلادي.
وقعت في هذه الحرب خسائر كبيرة على الطرف الإسرائيلي، ودعت أمريكا إلى هدنة لمدة 90 يوم -فيما يُعرف بمبادرة "روجرز"- وكان ذلك عقب خسائر وقعت لليهود على إثر سلسلة عمليات من الجانب المصري. غير أنه بعد انقضاء المدة رفضت مصر تمديد الهدنة.
في عام 1973 ميلادي تلقى العدو اليهودي ضربة قاسية في حرب شنتها مصر وسوريا.
تم اختراق خط بارليف، وكان النجاح المصري ساحقا حتى 20 كم شرق القناة، وتقدمت القوات السورية حتى القنيطرة في الجولان إلا أن الهدوء بعد عدة أيام من الحرب على الجبهة المصرية جعل 80% من القوات الإسرائيلية تنتقل للجبهة السورية مما حدا بالجيش السوري للانسحاب من معظم المناطق التي حررها.
وقفت السعودية والجزائر بجانب مصر وسوريا، وذلك بقطع البترول عن أمريكا وكل الدول التي تدعم الكيان الصهيوني، وتدخلت أمريكا لوقف الحرب وإعلان الهدنة.
اتفاقية فض الاشتباك سنة 1974 ميلادي
قامت الولايات المتحدة، وعبر وساطة الاتحاد السوفيتي بإبرام اتفاقية تحييد للجانب السوري، في ما هو معروف باتفاقية فض الاشتباك.
وبالفعل تم ترسيم حدود جديدة للعدو المحتل في الجولان، وبدا الترتيب لتحييد دول المنطقة عن الصراع والتطبيع معهم.
جبهة التصدي سنة 1977 ميلادي
بعد إعلان الرئيس المصري اعتزامه زيارة إسرائيل، دعا الرئيس الليبي معمر القذافي إلى إنشاء جبهة للوقوف ضد مخطط اليهود في المنطقة سماها جبهة الصمود والتصدي.
ضمت الجبهة كلا من ليبيا وسوريا والعراق والجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
غير أن هذه الجبهة لم تدم طويلا، ذلك أن أكبر قوتها كانت العراق، وكان من عوامل فشلها الثورة الإيرانية والحرب العراقية الإيرانية سنة 1980 ميلادي.
اتفاقية "كامب ديفيد" سنة 1978 ميلادي
سعت أمريكا بقيادة "كارتر" آنذاك -راعية اسرائيل في المنطقة والتي تضمن ببقاءها تحول ثروات المنطقة إليها-
في تحييد الجانب المصري عن الصراع والتطبيع مع العدواليهودي. وكانت اتفاقية "كامب ديفيد" والتي تضمن نزع السلاح من سيناء وسيادة مصر عليها -ماعدا طابا التي تم رفع أمرها لمحكمة دولية- وبذلك تم تحييد مصر.
تم توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" بين الجانب المصري والإسرائيلي بعد 12 يوما من المفاوضات في ولاية "ميريلاند" القريبة من عاصمة الولايات المتحدة "واشنطن".
رفضت الدول العربية محاولة تحييد مصر، بعد تحييد الجانب السوري. كان رد فعل الدول العربية -اعتراضا على مصر- متمثلا في نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة وتعليق عضوية مصر فيها من سنة 1979 إلى سنة 1989 ميلادي.
في سنة 1981 ميلادي قام العدو اليهودي بضرب المفاعل النووي العراقي.
اتفاقية أوسلوا سنة 1993 ميلادي
تم إبرام اتفاقية -وفيها من الذل والهوان ما فيها- بين اليهود وسلطة فلسطينية.
بمقتضى هذه الاتفاقية اعترفت إسرائيل بمنظمة تحرير فلسطينية (وياللعجب، بعد أن كان العرب لا يعترفون بالكيان اليهودي وعصاباته) وتعترف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل (على 78% من أراضي فلسطين، أي كل فلسطين ما عدا الضفة الغربية وغزة)، وتنبذ السلطة الفلسطينيّة العنف والجهاد، ويتم تعليق عدة قضايا أهمها القدس والأقصى.
وبذلك تم تحييد جزء من الفلسطينين إلى أجل.
في سنة 1994 ميلادي سعت أمريكا في تحييد الجانب الأردني عن طريق معاهدة أردنية مع الكيان المحتل، تنص على أن يستمر الكيان الصهيوني العدو في احتلال الضفة الغربية وإعطاء وصاية المسجد الأقصى لوزارة الأوقاف الأردنية، وتم تحييد الجانب الأردني عن الصراع وبدأ تطبيع العلاقات معه.
انتفاضة الأقصى (2000 -2005 ميلادي)
قام شارون باقتحام المسجد الأقصى وادعى أن الأقصى لا بد أن يكون تحت سيطرة اليهود، فانطلقت ردود الفعل الغاضبة في الشارع العربي والإسلامي. ومما أثار الأمر نقض اليهود للعهود والمواثيق المستمر، فنقضوا اتفاقية أوسلوا، واستمروا في بناء المستوطنات. وقد تفاعل العرب والمسلمون مع الانتفاضة تفاعلا واضحا، فيما عدا الحكام فإنهم لم يتحركوا إلا بعد قرابة شهر.
وقد أثارت هذه الزيارة انتفاضة لمدة خمس سنوات، ويُشار إليها باسم "انتفاضة الأقصى".
سنة 2006 ميلادي
وردا على احتجاز العدو اليهودي لبعض اللبنانيين، قرر حزب الله الشيعي في جنوب لبنان أسر جنود إسرائيليين لتحرير بقية اللبنانيين وغيرهم من المعتقلات الإسرائيلية.
وفي اليوم التالي شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على جنوب لبنان وانضمت قوات بحرية إسرائيلية للهجوم. واقتحمت القوات الإسرائيلية الجدار الحدودي ودخلت إلى الأراضي اللبنانية، وكان حزب الله مترصدا لللإسرائيليين.
تدخل مجلس الأمن الدولي بالقرار 1701 لإنهاء العمليات القتالية من كلي الجانبين وإضافة 15000 جندي لقوة "يونيفيل" متعددة الجنسيات لحفظ السلام مع انسحاب العدو الإسرائيلي وانسحاب قواتحزب الله وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني.
سنة 2008 ميلادي
بعد تحييد الجانب المصري والسوري والأردني وبعض الفلسطينين عن الصراع، بدأ العدو في اختزال المعركة من معركة اليهود ومقدسات الإسلام، إلى صراع اليهود مع حماس. وتوالت الاعتداءات المستمرة والتوسع في المنطقة، فكانت حرب غزة سنة 2008 ميلادي، حيث اعتدى العدو على مدينة غزة، تحت زعم الاعتداء على حركة حماس، وظل القصف مستمرا على قطاع غزة حتى وقف القتال.
في سنة 2012 ميلادي
شن العدو حرب أخرى على أهل غزة، وردت كتائب عز الدين القسام بصواريخ مستمرة وقصف على العدو الصهيوني. وتدخلت القيادة المصرية لوقف القتال، وتم وقف القتال.
في سنة 2017 ميلادي
قام البُعداء من العدو اليهودي -في حين غفلة من شعوب المنطقة ونفاق المنافقين- بعمل بوابات على المسجد الأقصى، في محاولة جديدة لجس نبض الشعوب الاسلامية، بعد تحييد قادتهم وإظهارهم النفاق الواضح للعدو الاسرائيلي من قبل حكام الدول المجاورة.
الكاتب: أحمد سيف الإسلام