فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين
أبو الهيثم محمد درويش
{فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179)سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} [الصافات] .
- التصنيفات: التفسير -
{فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ} :
هل ينتظر كل معاند لله محارب لأوليائه مستكبر عن منهج أنبيائه أن ينزل العقاب بساحته و ساعتها لا راد لقضاء الله و عقابه و لن ينجد أعداء الله شركاء و لا هوى و لا شياطين إنس أو جن , و ساعتها ستتبخر ذكريات الشهوات التي حاربوا الله من أجلها و لن تتبقى سوى الحسرات.
و قد نبه الله نبيه و المؤمنين بأن يصبروا حتى يأتي وعد الله و قضائه , و ينزل عقابه على أعدائه , فالله يمهل و يمهل حتى إذا انتهت المهلة أخذ عدوه أخذ عزيز مقتدر و ساعتها سيرى الجميع و يعاين العقاب .
تنزه الله عن كل نقص يرمونه به أو يعيبون به كلماته و كتبه و أحكامه و شرائعه , وسلام من الله على الرسل الذين حملوا الأمانة إلى البشرية و أدوها حق الأداء , و الحمد لله الذي أنعم على عباده بالنعم الظاهرة و الباطنة و أجلها نعمة الإسلام و الإيمان .
قال تعالى:
{فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179)سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} [الصافات] .
قال السعدي في تفسيره:
{ {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ} } أي: نزل عليهم، وقريبا منهم { {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} } لأنه صباح الشر والعقوبة، والاستئصال.
ثم كرر الأمر بالتَّولي عنهم، وتهديدهم بوقوع العذاب.
ولما ذكر في هذه السورة، كثيرا من أقوالهم الشنيعة، التي وصفوه بها، نزه نفسه عنها فقال: { {سُبْحَانَ رَبِّكَ} } أي: تنزه وتعالى { {رَبِّ الْعِزَّةِ} } أي الذي عز فقهر كل شيء، واعتز عن كل سوء يصفونه به.
{ {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} } لسلامتهم من الذنوب والآفات، وسلامة ما وصفوا به فاطر الأرض والسماوات.
{ {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } } الألف واللام، للاستغراق، فجميع أنواع الحمد، من الصفات الكاملة العظيمة، والأفعال التي ربى بها العالمين، وأدرَّ عليهم فيها النعم، وصرف عنهم بها النقم، ودبرهم تعالى في حركاتهم وسكونهم، وفي جميع أحوالهم، كلها للّه تعالى، فهو المقدس عن النقص، المحمود بكل كمال، المحبوب المعظم، ورسله سالمون مسلم عليهم، ومن اتبعهم في ذلك له السلامة في الدنيا والآخرة.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن