التربية الحقيقية

منذ 2018-04-24

اغرس معنى في قلب ابنك، علّمه التوحيد.. واصبر على تأثره به، ولا تقل ماذا سيستفيد الآن من هذا المعنى،  فإن المعاني والقيم تحتاج إلى وقت في القلب.

التربية الحقيقية هي إنبات قيم الوحي والشرع في نفوس الأبناء.

ربّاها ربُّها..
قال الله عز وجل عن تربيتها أنّها كالنّبات 
{أَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} [آل عمران من الآية:37].

 

ولْنقف مع التربية أنها إنبات:

{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ } [آل عمران من الآية:37]،

أنبتها أي أنشأها نشأة طيبة كاملة وأنضجها ( ابن عباس)، أو حفظها من المعاصي والآثام حتّى تكبر ( قتادة).

 

ومعنى الإنبات في حياتنا:

غرسُ الحبة في الأرض، والصبر عليها، وحمايتها من آفات الحقل، ومتغيرات الطقس، مراقبة النّمو، أيّام وشهور والتعهد بالري والأسمدة، وصبر على النّمو، وفي كل ذلك أنت تتحمل مسؤولياتك كاملة في الحفاظ على الزرع من أن تأكله الماشية، أو تأتيه حشرات الأرض، ثم تدعو الله عز وجل أن يُخرج الثمار طيبة، فإذا أخرج الثمار الطيبة فقد أنبت.
فبين غرس الحبة في الأرض، وخروج الثمرة من الشجرة سنين من التّعهد والرعاية، والعناية والإنفاق والصبر والدعاء.

والتعبير عن التنشئة والتربية بالإنبات فيه معنى الغرس والصبر والمراقبة والتعهد وتحمل المسؤولية والحماية والدعاء
فإن التربية تحتاج إلى صبر.

اغرس معنى في قلب ابنك، علّمه (التوحيد / الصدق / الصِّلة / العفاف / العدل..) واصبر على تأثره به، ولا تقل ماذا سيستفيد الآن من هذا المعنى، فإن المعاني والقيم تحتاج إلى وقت في القلب، راقب تفاعله، حافظ عليه وحصّنه من البيئات المُفسدة،  حتى يربو هذا المعني في قلبه،  وأكثر من الدعاء.
ومع الوقت سينتج هذا المعنى في قلبه شجرة خير، يأكل ثمارها كل حين،  ويستظل غيره بها.

 

التربية عملية إيجابية، وليست سلبية:

عملية تحتاج منك إلى وقت تبذله مع الأبناء، وقت تجتهد فيه في فهم القيم التي تريد غرسها، إلى ترسيخ قيم واضحة،  والصبر عليها، حتى تُنبِتَ من السلوكيات والمعاملات ما يظهر في حياة الناس.

والكلّ يربي،
فأهل الفساد يربّون، والشيطان يُربي،
وكذلك أهل الحق، والخير يربّون، ولكن الإنبات الحسن يختلف.

فالتربية الحقيقية الحسنة هي إنبات قيم الوحي والشرع في نفوس الأبناء، والتي تُثمر جميل الثمار، تنبت من يَعرِفُ الجميل، ويدعو الله عز وجل أن يكرمهما:
{قُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء من الآية:24].

اللهم أنبت أبناءنا وبناتنا نباتا حسنا، اجعلهم قرة أعين،
واستعملهم في نصرة دينك وكتابك.

التربية ليست بالتدليل لأجل التدليل،
وليست بالشدّة لأجل الشدّة،
فهذه أساليب، فأحيانا يكون الأنفع الشدّة، وأحيانا يكون الأنفع اللين.

 

لا تترك أبناءك يتفسحوا أو يلعبوا مع أي أحد حتى تَعلمَ أنّه مِنَ:
1- الناصحين لهم، الحريص على نفعهم ونهيهم عن الفساد،
2- الحافظين لهم من الشرور والمعاصي،
3- أهل لليقظة ليس من الغافلين، يقظ، يحميهم من المعتدين.

{قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ . أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ . قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} [يوسف :11-13].

 

لا تنسى:
ناصح،
حافظ،
يقظ. 

 

الكاتب: أحمد سيف الإسلام.

المصدر: صفحة الشيخ على موقع "فيسبوك".

  • 5
  • 0
  • 3,487

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً