واذكر عبادنا إبراهيم و إسحق و يعقوب أولي الأيدي و الأبصار
أبو الهيثم محمد درويش
كانت أعمال أنبياء الله (إبراهيم وإسحاق ويعقوب) و سيرتهم ذكر لمن أراد أن يتذكر الله و الدار الآخرة، فكانوا ممن يذكر الله بذكرهم و تطيب الألسنة و القلوب بذكر فعالهم الصالحة و سيرتهم الناجحة.
- التصنيفات: التصنيف العام -
{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ}:
ثناء من الله على إبراهيم و نسله الشريف و خص منهم ولديه المباشرين إسحق بن إبراهيم و يعقوب بن إسحق، ووصفهم و أبيهم إبراهيم بأنهم كانوا أهل قوة في العبادة و قوة في الحق و بصائر في الأمور، فجمعوا بين قوة العبادة و قوة العلم و البصيرة و الحكمة.
فلما كانوا كذلك تفضل الله عليهم بدوام تذكر الآخرة و مراقبة الله في جميع أعمالهم حتى كانت أعمالهم و سيرتهم ذكر لمن أراد أن يتذكر الله و الدار الآخرة، فكانوا ممن يذكر الله بذكرهم و تطيب الألسنة و القلوب بذكر فعالهم الصالحة و سيرتهم الناجحة.
لذا كانوا عند الله من أهل المكانة العالية في الدنيا و الآخرة.
قال تعالى:
{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ } [ص 45 – 47]
قال السعدي في تفسيره:
يقول تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا} الذين أخلصوا لنا العبادة ذكرا حسنا، {إبْرَاهِيمَ} الخليل {وَ} ابنه {إِسْحَاقَ وَ} ابن ابنه {يَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي} أي: القوة على عبادة اللّه تعالى {وَالْأَبْصَارِ} أي: البصيرة في دين اللّه. فوصفهم بالعلم النافع، والعمل الصالح الكثير.
{إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ} عظيمة، وخصيصة جسيمة، وهي: {ذِكْرَى الدَّارِ} جعلنا ذكرى الدار الآخرة في قلوبهم، والعمل لها صفوة وقتهم، والإخلاص والمراقبة للّه وصفهم الدائم، وجعلناهم ذكرى الدار يتذكر بأحوالهم المتذكر، ويعتبر بهم المعتبر، ويذكرون بأحسن الذكر.
{وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ} الذين اصطفاهم اللّه من صفوة خلقه، {الْأَخْيَارِ} الذين لهم كل خلق كريم، وعمل مستقيم.