مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون
{ {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ * كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} } [الزمر 24 – 26]
{وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} :
أين من سبق إلى جنان الخلد ممن أخلد إلى الأرض واتبع هواه فهو في حسرات لا تنتهي يوم القيامة , يتقي بوجهه سوء العذاب بينما تغلي قدماه , و يقال له و لأمثاله من الظالمين: ذوقوا ما كنتم تكسبون , هذا يوم الجزاء , يوم يوفى الله الصابرين و يعذب الظالمين.
فيا من أصررت على العناد و الابتعاد هل تأملت حال كل من سبقوك و مصيرهم و كيف تحدث عنهم القرآن و كيف حكى عن مآلهم كل الأنبياء , و هذه الدنيا شاهدة على خزي الظالمين فيها قبل الآخرة و تلك الأيام يداولها سبحانه بين الناس فمهما طال حلمه و إمهاله لظالم أخذه في النهاية فلم يفلته.
قال تعالى:
{ {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ * كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} } [الزمر 24 – 26]
قال السعدي في تفسيره:
أي: أفيستوي هذا الذي هداه اللّه، ووفقه لسلوك الطريق الموصلة لدار كرامته، كمن كان في الضلال واستمر على عناده حتى قدم القيامة، فجاءه العذاب العظيم فجعل يتقي بوجهه الذي هو أشرف الأعضاء، وأدنى شيء من العذاب يؤثر فيه، فهو يتقي فيه سوء العذاب لأنه قد غلت يداه ورجلاه، { { وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ} } أنفسهم، بالكفر والمعاصي، توبيخا وتقريعا: { {ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} }
{ {كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} } من الأمم كما كذب هؤلاء، { {فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} } جاءهم في غفلة أول نهار، أو هم قائلون.
{ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ } بذلك العذاب { الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فافتضحوا عند اللّه وعند خلقه { {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} } فليحذر هؤلاء من المقام على التكذيب، فيصيبهم ما أصاب أولئك من التعذيب.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: