ثم أضطره إلى عذاب النار

منذ 2018-05-20

كم يستوقفني ذلك القهر حينما يقول تعالى {ثم أضطره إلى عذاب النار} .. إذ ماذا يفعل الميت في قبره من مقاومة..؟! وما يفعل العبد العاري الضعيف كأنه (بذج) ـ يعني ولد الضأن ـ كما جاء في الحديث، إذا جاء يوم القيامة وقد لقي الله..؟!

حينما تسمع أو تقرأ قوله تعالى ﴿ {ثم أضطره إلى عذاب النار} ﴾ فاعلم أن إرادة المجرم يوم القيامة منكسرة ومقهورة..

إنه يُضطر اضطرارا إلى النار، فلا أحد يذهب إليها بإرادته !

لكنه يساق سوقا، ويُضطر اضطرارا رغم إرادته؛ فيُقهر ويُضطر إلى النار إذ لا قوة له يوم يومئذ تمنعه الله، لا قوة ذاتية، ولا ناصراً دون الله فالأمر كله له يومذاك، ﴿ {فما له من قوة ولا ناصر} ﴾ فلا أمر لأحد ولا ملك لأحد، ولو على سبيل الاختبار كما في الدنيا.. 
كم يستوقفني ذلك القهر حينما يقول تعالى ﴿ {ثم أضطره إلى عذاب النار} ﴾ .. إذ ماذا يفعل الميت في قبره من مقاومة..؟! وما يفعل العبد العاري الضعيف كأنه (بذج) ـ يعني ولد الضأن ـ كما جاء في الحديث، إذا جاء يوم القيامة وقد لقي الله..؟!
اليوم نملك نحن إرادة، يمكننا توجيهها.. غدا لا إرادة لك، بل انتظار لأمر الله.. والله هو يأمر في شأنك ويضطرك إلى حيث أراد سبحانه، والله هو العدل وهو الرحيم، ولا يخرج قراره تعالى عن هذين: العدل والفضل.
فقدم اليوم وأنت تملك الإرادة، من أجل يوم تساق سوقا وتُضطر اضطرارا..

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 4
  • 0
  • 2,832

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً