كل يوم ألف حسنة

منذ 2018-05-26

«أيعجزُ أحدُكُم أن يَكْسِبَ ألفَ حسنةٍ؟»

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنَّ الحسناتِ أثمنُ ما يملك المسلمُ يوم القيامة؛ ولذا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثُّنا دومًا على معرفة موارد الحسنات للتزوُّد منها؛ لكي نعدَّ العدةَ ليومٍ تكون الحسنةُ فيه سببًا لدخول الجنة وتجنُّب جهنم أو تجنب الوقوف مع أهل الأعراف في الموقف العصيب، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه، قال: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال لِجُلسائِهِ: «أيعجزُ أحدُكُم أن يَكْسِبَ ألفَ حسنةٍ؟»، فسألَهُ سائلٌ مِن جُلَسائِهِ: كيفَ يَكْسِبُ أحدُنا ألفَ حسنةٍ؟ قالَ: «يسبِّحُ أحدُكُم مائةَ تسبيحةٍ، تُكْتبُ لَهُ ألفُ حسنةٍ، وتحطُّ عنهُ ألفُ سيِّئةٍ»؛ [الترمذي: 3462].

يستطيع المسلم بفضل الله تعالى أن يجعل هذا الحديث نصبَ عينيه، والأَوْلَى لكلِّ منْ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدر هذه الوسيلةَ السهلةَ والميسَّرة لجَنْيِ الحسناتِ، وفي دقيقتين يتمكَّنُ المسلمُ بفضل الله الكريم من قول: "سبحان الله" مائة مرة، فيجني بسبب ذلك ألفَ حسنةٍ، والمثابرة على الاستزادة من قول: "سبحان الله" تسهم في رجحان حسناته يوم القيامة وتكفير سيئاته، والمسلم اللبيب يقتنصُ فرصَ الفراغ، فيقوم بتطويع لسانه لقول: "سبحان الله" آلاف المرات، ففي 20 دقيقة يستطيع المسلمُ بفضل الله ملك الملوك أن يقول: "سبحان الله" ألف مرة، فيترتب على ذلك كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصولُ على عشرةِ آلاف حسنة، وكلَّما زادَ المسلمُ زادَتْ حسناتُه بفضل الله الكريم.

عند تعليم هذا الحديث الشريف أحبابنا من المسلمين ينالنا بفضل الله العظيم فضلُ الدلالة على الخير، فما أعظم هذا الأجر وما أكرمه، فَلْنُعَلِّم هذا الحديثَ أطفالَنا، ونسألُهم يوميًّا: كم حسنةً حصلنا عليها بفضل الله الكريم، فيُثابر الطفل على هذا النهج ويلازم قول: "سبحان الله"، ونشجِّع زوجاتِنا وجيرانَنا وزملاءَ العمل على تعليمهم وتحفيزهم لقول: "سبحان الله"، فلنغتنمْ كلَّ فرصةٍ لتذكير الناس بالله تعالى، ولا نكلُّ ولا نملُّ من السعي المستمر للقرب من الله الأحد، ولإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنستثمر آليات التواصل الاجتماعي مثل الواتساب والفيسبوك والتليجرام وغيرها بنشر الحديث الشريف والتوعية بالأجور المهدرة والفرص الثمينة.

نسأل اللهَ العظيمَ الكريم أن يمتِّعَنا بحلاوةِ ذكرِه، وأن يرزقَنا فضلَه ورضوانَه، والحمد لله رب العالمين، ونصلِّي ونسلِّم على سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتَّبعه بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

  • 17
  • 0
  • 17,175

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً