فضل تعليم وقراءة القرآن الكريم في المسجد
حسين أحمد عبد القادر
إنَّ الله عز وجل أكرم أمَّةَ الإسلام بالكثير من الخيرات، وفي القرآن الكريم والسنَّة النبوية الكثير من الدُّرر والكنوز التي يجِب علينا معرفة قيمتها وتقديرها حقَّ قدرها؛ ومن هذه الكنوز فضل تعلُّم وقراءة القرآن الكريم.
- التصنيفات: القرآن وعلومه - شرح الأحاديث وبيان فقهها - دعوة المسلمين -
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإنَّ الله عز وجل أكرم أمَّةَ الإسلام بالكثير من الخيرات، وفي القرآن الكريم والسنَّة النبوية الكثير من الدُّرر والكنوز التي يجِب علينا معرفة قيمتها وتقديرها حقَّ قدرها؛ ومن هذه الكنوز فضل تعلُّم وقراءة القرآن الكريم.
• قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 1 : 4]، والقرآن الكريم سبيل الهداية لاتباع الحق، قال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15: 16].
وفي السنَّة النبوية أحاديث عظيمة عن فَضل تعلم وقراءة القرآن الكريم، فعن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَيرُكم مَن تعلَّم القُرآنَ وعلَّمه» ؛ (البخاري:5027).
وعن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: خرج رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم ونحنُ في الصُّفَّة، فقال: «أيُّكم يحبُّ أن يَغدو كلَّ يومٍ إلى بُطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين، في غير إثمٍ ولا قطع رحِمٍ؟))، فقلنا: يا رسول الله، نحبُّ ذلك، قال ((أفلا يَغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عزَّ وجل خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ له من ثلاثٍ، وأربعٌ خيرٌ له من أربعٍ، ومن أعدادهنَّ من الإبل» ؛ (مسلم:803).
في الحديث الشريف بيان عَظيم لفَضل تعليم القرآن الكريم للمسلمين في المسجد؛ فمن أراد أن يَحصل على خير أفضَل من حصوله على مليون ناقَة، فليتَّبع نهجَ الحديث النبوي، وليبادِر بتعليم وقراءة القرآن الكريم، وبإمكان المسلم بفَضل الله تعالى أن يَحصل على خير أفضل من حصوله على مليون ناقة؛ فالمسلم يستطيع أن يتعلَّم ويقرأ في المسجد يوميًّا الكثيرَ من الآيات الكريمة، وفي كلِّ مرة يتعلَّم أو يقرأ آية يَحصل على خير أكبر من حصوله على ناقَة، فلو قرأ يوميًّا مائتي آية، سيحصل على خير أكبر من حصوله على مائتي ناقة، ويتزايد اغتِنام الخير بالمثابرة على التعلُّم وقراءة القرآن الكريم.
مَن شارك بالدلالة على فَضل الحديث الشريف، وقام بتعليمه للغير، فله أجر ما يترتَّب على ذلك من حُسن الاتباع؛ فعن معاذ بن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن علَّم علمًا، فله أجرُ مَن عمل به، لا يَنقُصُ من أجر العامل» ؛ (ابن ماجه:198) وحسنه الألباني في (صحيح الترغيب:80)، وفي هذا خير كثير؛ فمَن أرسل أطفاله ليتعلَّموا القرآنَ الكريم ويتقنوا تلاوته، فله أجر كبير، ومَن أسهَمَ في تهيئة تعلُّم القرآن الكريم، له نصيب عظيم، ومَن قام بالدلالة على فضل الحديث الشريف، له فَضل الدلالة على الخير؛ له مثل أجورهم ولا ينقص من أجورهم شيئًا، فهنيئًا لمن كانت الدلالة على الخير سبيله.
نسأل اللهَ الكريم أن يرزقنا تعلُّم وقراءة القرآن الكريم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.